الكوكب ذو الذنب واللحظة الأخيرة

هناك طرح قوي عن الكوكب ذو الذنب يذكر في منتديات وفي صفحات على الانترنت يتحدث عن قدوم كوكب ضخم نحو الأرض .

الكوكب ذو الذنب :

وهذه القصة قديمة جديدة ، وقد تم استغلالها في الماضي أي من 2002م لتمرير إشارات كاذبة ووهمية عن هذا الكوكب الضخم .. وكانت لا تمر علينا سنة إلا ويقول البعض أنها سنة قدوم هذا الكوكب … حتى أضحى الموضوع أشبه بخدعة كبيرة يتم تسويقها غربياً ويلاحقها البعض عندنا .. وقد يكون وراءها أهداف معينة .
لكنني تابعت موقعاً اظنه موقعاً محترماً موضوعياً في الطرح قد أشار إلى أن هذا الكوكب هو حقيقة .. وهو في الطريق .. وأن ما تم طرحه سابقاً يراد به التشتيت للفكرة ؛ بحيث لو جاء أمدها لا يتعاطى الناس معها بجدية .. وقد أبرز أن هناك مواقع ضخمة معنية بتشتيت الموضوع وعدم إعطاء صورة حقيقية له من خلال نشر أكاذيب كثيرة حوله .
أنا هنا سأتعامل مع معطيات هذه القضية الفلكية – في حال كونها حقيقة – من خلال ملاحقتها بحسب النصوص التي بين أيدينا .

الفكرة المطروحة عن نبيرو او الكوكب ذو الذنب او الطارق … :

هناك كوكب ضخم جداً دخل مدار المجموعة الشمسية وهو في طريقه نحو الأرض ، لكنه ما زال بعيداً عنه ؛ حيث يتصور البعض أنه في حزام سيرس تقريباً .. وهذا الكوكب الضخم سيجر خلفه ذيلاً طويلاً جداً من النيازك والحجارة الضخمة جداً … إضافة لبداية توهجه من خلال ذيل بلازمي يجعله يكتسب اللون الأحمر مع ذيله …
ويرى صاحب الموقع الذي أتابعه ( الأستاذ وسام فيزياء فلكية ) أنه بمجرد ظهور الذيل البلازمي فمعنى الأمر أنه يحتاج لستة شهور حتى يكون في أقرب نقطة من الأرض ، ثلاثة شهور متابعة تلسكوبية ، وبعدها ثلاثة شهور متابعة عيانية بالعين .. حيث سيظهر بحجم أكبر من القمر بكثير وبذيل أحمر طويل جداً … وسيتم معاينته نهاراً أيضاً … ويرى هذا الباحث أن الكوكب يمر بين القمر والأرض وأن ذيله المليء بالحجارة كالجبال هو الذي سيضرب الأرض بشكل كبير جداً .. وقد قدر له مدة ساعة كاملة من غزو نيزكي للأرض ..
وللقمر بسبب طبيعته سيكون له الحظ الأكبر من تلك الرجوم والنيازك … إضافة للضغط الكهرطيسي الذي ينجم عن هذا الجرم العظيم مما يحرك البراكين بشكل كبير ويؤثر على الصفائح التكتونية مسبباً الزلازل ،  ويرى هذا الباحث الكريم أن الأرض حينها ستقف تماماً عن الدوران .. ثم تدور بشكل عكسي ، وطبعاً تصوراته مبنية عن دراسة علمية فلكية فيزيائية للحدث .
رابط الموقع الذي استقيت منه المعلومات  https://articles.ak67.net/wissam-nibiru-planetx/
هذه مجمل الفكرة التي سأناقشها هنا من خلال معطياتها وما لدينا من إشارات قرآنية وحديثية أو غير ذلك … وما يتوافق مع ما يتعارض .

المجموعة الأولى : قرائن من القرآن الكريم . الكوكب ذو الذنب

أولاً : والسماء ذات الرجع .

فكرة هذا الكوكب الذي له مدار خاص به ينطلق فيه خلال آلاف السنين يتوافق ظاهرياً مع قوله تعالى ( والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع ) فهذا الكوكب يسير في مدار واسع جداً يستغرق منه آلاف السنين وبمروره يكون الأثر الأكبر وضوحاً على الأرض وهو كثرة الصدوع فيها …
كذلك الخسوف الثلاثة العظيمة ،  وهذا يذكرنا بسنوات الزلازل أو السنة كثيرة الزلازل التي تكون مع خروج المهدي رضي الله عنه ..
فالسماء ذات الرجع قد تكون إشارة للرحلة الطويلة لهذا الكوكب والتي من خلالها سيكون له رجعة نحو مدار الأرض ، أما الأرض ذات الصدع فقد تكون إشارة لأهم آثاره على الأرض ، إذا من حيث المبدأ تتوافق القراءتان هنا في الدلالة

ثانياً : {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }النحل1

هذه الآية التفسير الطبيعي لها أن كل ما هو آت فهو قريب ، وأن النسبية الزمنية التي نخضع لها لا تعادل شيئاً في معيار الزمن … لذا النبي عليه السلام عبر عن الساعة بقوله    :  } بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ قَالَ وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى { ([1]) وفي رواية : } بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَـذِهِ مِنْ هَذِهِ وَإِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقُنِي. { ([2])
فمسألة الزمن مسألة نسبية ويوم عند ربك كألف سنة مما تعدون … لذا أتى أمر الله هنا يراد بها قرب الأمر .لكن نبهني أحد طلبة العلم إلى أن الآية قد تكون على حقيقتها بمعنى أن الأمر الإلهي للكوكب قد وقع مع نزول الآية أو قبله وهو في طريقه الطويلة نحو هدفه ؛
لذا جاءت الآية بصيغة الماضي ، فهي أشبه برؤية الأرصاد الجوية لغيوم أو منخفض قادم فتنبئ به بقولها جاءكم المطر … ولله المثل الأعلى ..
وهنا المطر يحتاج ليومين لوصوله .. وهذا الكوكب يحتاج لألف وأربعمائة وزيادة لوصوله . فأتى أمر الله معناها جاءكم الأمر وهو في طريقه إليكم .
أما لماذا نهانا الله عن استعجاله بقوله : ( فلا تستعجلوه ) ؛ لأن الإنسان المسكين لا يعلم مدى عظمة هذا الأمر المطروح في الآية ، إنه مما يشيب منه الولدان ؛ لذا لا داعي لاستعجال أمر هو فوق كل تصوراتكم تتجلى فيه القدرة الإلهية والعظمة الربانية ويظهر معه مدى ضعف الإنسان وجهله .ووفق هذا التقدير الآية على حقيقتها في الدلالة على المقصود بها وفق الزمان المقدر للوصول .

ثالثاً : {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88

هذه الآية قرأت كل تفسيراتها في الماضي والحاضر وما يطرحه العلماء من إعجاز علمي فيها يتعلق بحركة الأرض ، أو بما يتصوره البعض من حصوله في ساعة قيام الساعة .

والحقيقة أن كل التفسيرات لم تشف غليلي في فهم مدلولها … فعند قيام الساعة تتحول الجبال إلى كثيب مهيل أو إلى عهن منفوش .. فهي بذلك قد تحولت ماهيتها ولم تبق جبالاً لتعبر عنها الآية هنا بالجبال … وموضوع حركة الأرض وحركة الجبال معها أنه المقصود به الآية أيضاً بعيد أو تعسف في الدلالة ؛ لأن الآية تشير إلى جبال تمر من أمام الإنسان كما يمر السحاب .. فما علاقة ذلك بما نراه حالياً في الجبال من حركة غير ملموسة تبعاً لحركة الأرض  .

وهنا خطر ببالي ربط الآية بموضوع ذيل الكوكب النيزكي .. فهي جبال صخرية عظيمة سابحة في السماء تحسبها واقفة ولكنها تتحرك كما يتحرك السحاب … فالذيل الطويل للكوكب وآلاف الصخور الضخمة التي تتبعه تشير إلى تلك الآية المخوفة التي سيعاينها الناس .

يحتمل عندي أن تأويل الآية هو هذا الحدث وهذه اللحظات الرهيبة التي تتبدى فيها أمامنا تلك الجبال السابحة في السماء .

وما يعزز عندي هذا الفهم هو طبيعة السورة والسياق الأخروي الذي سبق آية الجبال السابحة … فسورة النمل هي سورة الآيات والعجائب في الماضي والمستقبل ، حيث بدأت بنملة تتكلم وتحذر ، وثنت بهدهد يتحدث ويحاور ، ثم بعفريت يبدي قدراته ويناور ، ثم بإنسي يجلب العرش بطرفة عين …. وهذه كلها عجائب يذهل الفؤاد في كنهها ودلالاتها ، وفي آخر السورة كانت العجيبة التي تأتي في سياق العلامات العظمى وهي خروج دابة عظيمة تكلم الناس في آخر الزمان ..

ثم يتركز الحديث على جانب الأمور الأخروية وفي عمق السياق يأتي ذكر مرور الجبال مر السحاب ، ثم تختم السورة بقوله : {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }النمل93

إنها سورة الآيات والعظام والتي ختمت بأن هذه الآيات سنراها ونعرفها ، وفي عمق السورة يتردد صدى العظمة الإلهية في آيات متعددة كانت تختم باستفهام استنكاري تقريري في آن واحد وهو قوله تعالى : (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ )
فهذه سورة النمل وسياقها العام المليء بالعجائب والآيات العظام بما يوحي بأن آية الجبال السابحة هي آية عظيمة تستمد من هذا السياق دلالاتها .

رابعاً : {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }الشعراء4

هذه الآية أفردت لها موضوعاً مطولاً ، لكن أقول هنا أنها تتوافق تماماً مع الفكرة المطروحة .. وهي آية سماوية مهيبة تمر أمامنا ويصيب الأرض منها فزع كبير جداً وآلام كثيرة وتتجلى معها العظمة الإلهية … نعم إنها آية تخضع لها الأعناق وتنخلع معها القلوب وتزيغ معها الأبصار ويشيب لها الولدان وتذهل بسببها كل مرضعة عما أرضعت … وهي ذاتها الآية التي بين يدي خروج المهدي رضي الله عنه وهي  عن علي بن عبد الله بن العباس قال:

لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية  ([3])

وهذا الأثر الصحيح استوقفني كثيراً ، فالآية هنا تكون مع الشمس ، وهذا لا يتصور إلا إذا كانت الآية نهارية ، وإلا لو كانت ليلية لقال مع القمر ..

وهذا يشير إلى وضوح هذه الآية حتى في وضح النهار بحيث تكون جلية واضحة مع الشمس نفسها ، وهذا التوصيف ذاته يصدق على مرور هذا الكوكب ذي الذنب العظيم ؛ حيث سيراه الناس عياناً في النهار بحجم أكبر من القمر بكثير ، لأنه أصلاً أكبر من الأرض ذاتها عدة مرات ، فكيف سيكون منظره لو كان قريباً من الأرض أو بين الأرض والقمر .. وهذا الأمر الأخير  ما زلت أستبعده لكنه هو المطروح حالياً .

أقل الأحوال : أن الآية والحديث يتوافقان مع الموضوع ومع دلالاته بشكل كبير جداً .

خامسا : يقول الله سبحانه وتعالى :    فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ {59} [الدخان ]

القرآن الكريم عجيب في دلالاته وإشاراته ، نحاول أن نفهمه ونؤوله التأويل الصحيح الذي ينفعنا في دنيانا وآخرتنا … في سورة الأنعام عندما تكلمت عن آيات الله وعلامات الساعة الكبرى جاءت الصيغة فيها :

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158

قبل الشرح أريد أن أؤكد قضية لغوية مهمة وهي أن الاسم في الدلالة أقوى من الفعل وأكثر ثباتاً واستمرارية ، فعندما  تقول انظر أو انتظر فهنا تفيد أن الانتظار يقع لو مرة واحدة .. لكن كلمة منتظر وهي اسم فاعل فهي تشير إلى ثبات الانتظار ودوامه واستمراريته من صاحبه فهو نظر متواصل .

هنا الآية تتحدث من دائرة الوحي والغيب والمؤمنون بالغيب هم أولى بالانتظار المستمر ، لذا جاءت الصيغة  ( انتظروا إنا منتظرون ) … فهذه الآيات ينتظرها المؤمنون منذ نزول القرآن الكريم ففيها استمرارية الانتظار حتى وقوعها ؛ لذا كانت الصيغة لبيان حال المؤمنين هنا ( منتظرون ) التي توحي بالثبات والاستمرارية أما فعل الأمر ( انتظروا ) فهو أمر يفيد التحدي يخاطب به الكفار الذين لا يؤمنون بالقضايا الغيبية .

لكن في سورة الدخان كان الأمر مختلف لأن الموضوع يتعلق بآية تقع تحت المراقبة أولاً ، والمراقبة هنا توحي بملاحظة حذرة لشيء يرتقب حصوله .

والملاحظة تكون بالحواس إذا هي تخضع لمجال دائرتي الحس والعقل ، لذا كانت الصيغة عجيبة ( فارتقب إنهم مرتقبون )
إذا الارتقاب من جهة المؤمنين سيكون فردياً ( فارتقب ) ، لكن من الجهة الأخرى الارتقاب أخذ صفة الثبات والاستمرارية ( مرتقبون )

ما السر في هذه الصيغة ، السر أن الارتقاب يحتاج إلى أدوات مراقبة ؛ لذا يسمى المركز الذي يراقب الزلازل أو البراكين ( مرقب ) فهي ملاحظة حذرة تلاحق كل تغير حتى لو كان صغيراً ، وهي ملاحظة متخوفة من الأمر القادم .

في سورة الدخان جعلت جهة المراقبة من المسلمين جهة فردية ، لكنها من الآخرين جهة جماعية تتميز بثبات واستمرارية مراقبتها . فالآية أثبتت أنهم مرتقبون أي هم في حالة ثابتة مستمرة من المراقبة الدؤوبة لأمر ما … والسبب لأنهم هم الذين يمتلكون أدوات المراقبة الأقدر لملاحقة بداية آية الدخان … فمراقبهم وصلت للسماء .

الآية في سورة الدخان قلبت المعادلة التي كانت في سورة الأنعام ، ففي الأنعام أمر غيبي من دائرة الوحي لذا كان المنتظرون هم أهل الإيمان ، أما في الدخان فالموضوع مراقبة حسية بأدواتها المتوفرة من دائرة الحس ، والآخرون هم الأقدر على تلك المراقبة لوجود مراكز ضخمة جداً كوكالة ناسا على سبيل المثال وكمرقب أو مرصد هالي الفضائي والأقمار الصناعية والسفن الفضائية والمسابير المتعددة … فإنهم مرتقبون

هذه الآية تتوافق مع الحدث ومع احتمالية إخفاء معلومات من خلال تلك الوكالات المهيمنة على الأمر .. وتشير صراحة أن المراقبة منهم تتميز بوجود أدواتها وبالثبات والاستمرارية … والواقع يرشد إلى ذلك … وقد تكون الآية فيها إشارة مهمة إلى ضرورة التعامل مع الأمر بجدية فهناك من يراقبه بجدية كبيرة من الأمم الأخرى .

كذلك توحي لك الآية أن موضوع آية الدخان قد يستشعر البعض بسبب مراقبتهم لها بداية الإنذار بها ، فهم يراقبون شيئاً قادماً يرصدونه ويتتبعون كل ما يتعلق به يوماً بيوم .
إذاً آية سورة الدخان تتوافق تماماً مع الحاصل في أيامنا ، فنحن نمتلك إمكانات مراقبة فردية محدودة وبالمقابل الطرف الآخر يمتلك حينها أدوات ومراكز ضخمة للمراقبة  .

لكن الآية في سورة الدخان كأنها تشير إلى أن هذه المراقبة كان لها مدى زمني بعيد ، فالمسألة ليست رصد لنيزك قادم ، بل كوكب ضخم قادم ويحتاج لمدة طويلة لكي يصل ، وهذا يتوافق مع فكرة أن أول بداية رصده كانت في سبعينات القرن السابق .

وقد تكون فكرة اليوم الأسود لديهم وأفلامهم عن يوم القيامة أو اليوم الأخير ، وسعي الكثيرين منهم لإعداد ملاجئ ودفع مبالغ ضخمة لذلك ، وسعي بعض هذه الدول لبناء ملاجئ ضخمة للنخبة بذريعة الحفاظ على النخبة حال الكوارث أو الحرب النووية ..

أو تخزين جميع أنواع البذور في الأرض ضمن مخازن خاصة ،  وآخر ما سمعته أن عدداً من المترفين يبنون ملاجئ خاصة تحت الأرض مكلفة جداً في نيوزيلندا ، قد تكون كل هذه الاستعدادات التي علمنا بها أو لم نعلم بها هي من آثار ونتائج ( إنهم مرتقبون ) وأن مراقبتهم أوصلتهم لمعلومات ما ترشد إلى قرب الأمر .

الخلاصة :

لا أعلم قد تكون فكرتي هنا فيها بعض الغموض لذا أيسرها مرة أخرى في هذا التلخيص ، الآية في سورة الأنعام تتحدث عن الآيات العظام القادمة ، هذه يؤمن بحصولها المؤمنون من الدرجة الأولى على مدار التاريخ سواء حصلت في زمانهم أو في زمان الأجيال اللاحقة ؛ لذا جاء التحدي وطلب الانتظار من الجميع أما المؤمنون فجاء في حقهم ( إنا منتظرون ) التي توحي بالإيمان بصدق ما يبلغ به الله وبثبات الانتظار واستمراريته منهم .

في سورة الدخان الحديث هو عن آية الدخان وهي آية لن تكون مفاجئة ، بل سيتسنى مراقبتها قبل حصولها ، والمراقبة الحسية يشترك فيها أهل الأرض كلهم … لكن لأن هذه المراقبة تحتاج لأدوات ، وهذه الأدوات والمراكز في عصرنا هي من حظ العالم الغربي ؛ لذا جاءت الآية هنا بطريقة أخرى ( فارتقب إنهم مرتقبون )

معنى الآية : أنها ترشد المسلمين لأن يتطوعوا لمراقبة هذا الحدث وتشير وتثبت أن غيرهم هو في حالة ثابتة دائمة في المراقبة ( إنهم مرتقبون ) وهذا هو الحاصل في زماننا ، فالعرب ما زال ليس لديهم الاهتمام القوي ولا الأدوات والإمكانات اللازمة للمراقبة على مستوى احترافي .. أما الغرب فقد تميز بذلك بما يمتلكه من طبيعة مهتمة ومن أدوات لازمة .

لذا كأن الآية تطالبنا بالاهتمام بالأمر وحصول المراقبة حتى لو كانت فردية ( فارتقب ) وذلك مقابلة للعالم الغربي الذي يراقب بشكل جمعي من خلال مراكز ضخمة ( إنهم مرتقبون )
و صيغة الآية واستخدام كلمة مراقبة فيها إشارة قوية إلى أن الحدث العظيم لن يكون مفاجئاً … بل هو يخضع للملاحظة والمراقبة الحسية له قبل حصول نقطة الصفر فيه .

هذا المعنى العجيب يتوافق تماماً مع تلك المراقبة وأهلها وحيثياتها لأمر الكوكب ذي الذنب الطارق والزائر لنا خلال مداره الطويل .

سادساً : (وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ) يونس .. {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }العنكبوت22

آية سورة يونس التي تحكي مثال الحياة الدنيا إنما تشير إلى اللحظة الأخيرة قبل الحدث الكوني ، وهذه الآية كنت أريد شرحها ضمن سلسلة اللحظة الأخيرة في مقال مطول أشرح فيه كل دلالاتها ، لكن قدر الله أن أذكرها هنا مسبقاً ،

وملخص الآية أنها تشير إلى أن الإنسان سينسى نفسه حيث ستتعاطى معه السنن الكونية بأكثر مما يتوقع فيصل لدرجة من العلم .. تجعله يدخل في مرحلة الطغيان والاستغناء عن الله والتمحور حول ذاته باعتبار نفسه مطلقاً ذاتياً بديلاً عن الله والنتيجة التي استدرج إليها هي يقينه المطلق بذاته وبقدراته والتي عبر عنها جزء الآية الذي طرحته وظنوا أنهم قادرون عليها …

لذا نلحظ أن كثيراً من الكوارث والزلازل والبراكين وغيرها من الأمور استطاع الإنسان المعاصر التغلب على نتائجها الكارثية وهذا ما أورثه الغرور .

وفي مسألة النيزك يسير في ذات السياق ؛ حيث يطرح علماء من أمريكيا فكرة أنه لو قدم نيزك واتجه نحو الأرض فهناك فرصة لتفتيته بالسلاح النووي قبل وصوله الأرض ( وظنوا أنهم قادرون عليها ) ؛ إذا لا داعي للقلق .

و حسب الفكرة المطروحة في بداية المقال عن هذا الكوكب العظيم الذي يفوق الأرض عدة مرات وذيله الضخم جداً الذي يجر معه آلاف النيازك … كيف لهؤلاء أن يدبروا أمرهم مع هذا الغزو العظيم الذي يفوق كل تصوراتهم .

وبخصوص أمريكيا بالذات والتي تقبع على فوهة أكبر بركان بالعالم ( يولستون ) وهذه الفوهة التي طولها 80 كيلو متر وعرضها 28 كيلو متر ومحيط مقذوفاتها قرابة الألف كيلو متر كيف سيتعاملون معها …

والمعلوم  أن هذا الكوكب كلما اقترب كلما انبعجت الأرض وحصل ضغط شديد على جوفها وصهارتها الداخلية بما يحفز كل البراكين على الثوران بشكل غير معهود ، فكيف بأكبر فوهة في العالم هذه الفوهة الكفيلة بتغطية كل القارة .

إذا هذا الذي اعتقد أنه قادر عليها وقد وصف الله قوته بأنها خيوط العنكبوت تأتيه الآية من سورة العنكبوت نفسها لتخاطبه {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }العنكبوت22

وذلك ليعلموا أن القوة لله جميعاً . لذا عندما تأتي تلك الثقة العمياء التي لا تستند إلى مصدر حقيقي للقوة ، يأتي الأمر الذي لا يغالبه أحد وما هم بمعجزين في الأرض ليواجهوا تحديات كيولستون ولا معجزين في السماء ليواجهوا الكوكب ذو الذنب .

وهكذا يهمس في آذانهم قوله تعالى :

{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }الأنعام65 فالعذاب الفوقي والتحتي في الآية من الأمور التي لم يأت تأويلها بعد ، وما داموا ظنوا أنهم قادرون عليها ؛

لذا بدأت الآية هنا بالقادر الحقيقي .
الخلاصة أن فكرة الكوكب وذيله الطويل تتوافق مع مضمون الآيات ومع ما تشير إليه من دلالات ، وأقل أحوالها أنها لا تتعارض معها .
خلاصة المجموعة الأولى من القرائن .

هذه قراءة سريعة للآيات ذات العلاقة وأغفلت الكثير لأنني سبق أن شرحتها لكن ما أسوقه هنا من دلالات إنما أقصد به بيان القرائن والإشارات الدالة على مصداقية فكرة الكوكب ذي الذنب .

انتهينا في قرائن المجموعة الأولى إلى بيان عدم تعارض فكرة الكوكب ذي الذنب العظيم مع كثير من النصوص القرآنية التي تشير إلى ذات الفكرة ، بل الملاحظ في النصوص أنها تتوافق مع أصل الفكرة بشكل كبير جداً … وهذا ينقلنا للمجموعة الثانية من القرائن

…………………………………………… يتبع بإذن الله مع المقالة الثانية .

([1]) أخرجه البخاري  برقم 6504 [ البخاري مع الفتح (11/355) ] ؛ ومسلم  برقم 2951 [ مسلم بشرح النووي ( 9/279)  ]
([2]) أخرجه أحمد  برقم 18797 [ المسند ( 4/380) ] ، قال الهيثمي : رواه أحمد والبزار .. ورجال أحمد رجال الصحيح [ مجمع الزوائد ( 10/560) ]
([3])  أخرجه عبد الرازق في مصنفه  برقم 20775 ( 11/273) ؛  ونعيم في الفتن برقم 905 ( 230) ؛   وقال عنه البستوي : إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات [ البستوي : المهدي المنتظر ( 220) ]

المقالة الثانية عن الكوكب ذو الذنب :

هذه تتمة للمقالة السابقة عن الكوكب ذي الذنب ، وأنا هنا ألاحق كل الدلالات والاحتمالات التي قد تصيب وقد تخطئ ، أو قد تكون صواباً يحتمل بعض الجوانب الخطأ ،

فنحن نتحدث عن أمر غيبي عظيم ونتحرك بحسب ما لدينا من أدلة وإشارات ، وقيمة الطرح أنه به تكتمل لدينا كل الاحتمالات في تصورنا للحدث الكوني وآية الدخان . وسواء حصل بحسب ما يراه بعض ذوي الشأن والخبرة في الموضوع أم لم يحصل … فمسألة وقوع نيزك و آية الدخان هي من الأمور ذات الدلائل القوية جداً ومسألتها فقط مسألة وقت .

المجموعة الثانية : قرائن من الآثار .

ذكرت بعض كتب الفتن بعض الإشارات لحدث عظيم له علاقة بنجم ذو ذنب وهذه الآثار لا يمكن تصورها إلا أن تكون توقيفية .. لكن يظهر أن الفكرة كانت أكثر وضوحاً ولم يتبق منها إلا نزر قليل من الآثار الدالة عليه ، لكنها كافية هنا في بيان المراد :

أولاً : عمود أحمر وآثار تبرز مساحة زمنية للحدث  .

عن خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ عَمُودًا مِنْ نَارٍ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي السَّمَاءِ فَأَعِدُّوا مِنَ الطَّعَامِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهَا سَنَةُ جُوعٍ» ([1])

و عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ:

«إِنِّي لَأَنْتَظِرُ لَيْلَةَ الْحِدْثَانِ فِي رَمَضَانَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً» قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ: عَلَامَةٌ تَكُونُ فِي السَّمَاءِ، يَكُونُ اخْتِلَافٌ بَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا فَأَكْثِرْ مِنَ الطَّعَامِ مَا اسْتَطَعْتَ . ([2])

عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: «آيَةُ الْحِدْثَانِ فِي رَمَضَانَ، وَالْهَيْشُ فِي شَوَّالٍ، وَالنَّزَائِلُ فِي ذِيِ الْقَعْدَةِ، وَالْمَعْمَعَةُ فِي ذِيِ الْحِجَّةِ، وَآيَةُ ذَلِكَ عَمُودٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِنْ نُورٍ» ([3])

عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:

«هَلَاكُ بَنِي الْعَبَّاسِ عِنْدَ نَجْمٍ يَظْهَرُ فِي الْجَوْفِ، وَهَدَّةٌ، وَوَاهِيَةٌ، يَكُونُ ذَلِكَ أَجْمَعُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، تَكُونُ الْحُمْرَةُ مَا بَيْنَ الْخَمْسِ إِلَى الْعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْهَدَّةُ فِيمَا بَيْنَ النِّصْفِ إِلَى الْعِشْرِينَ، وَالْوَاهِيَةُ مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلَى أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ، وَنَجْمٌ يُرْمَى بِهِ يُضِيءُ كَمَا يُضِيءُ الْقَمَرُ، ثُمَّ يَلْتَوِي كَمَا تَلْتَوِي الْحَيَّةُ، حَتَّى يَكَادَ رَأْسَاهَا يَلْتَقِيَانِ، وَالرَّجْفَتَانِ فِي لَيْلَةِ الفسحين، وَالنَّجْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ شِهَابٌ يَنْقَضُّ مِنَ السَّمَاءِ، مَعَهَا صَوْتٌ شَدِيدٌ حَتَّى يَقَعَ فِي الْمَشْرِقِ، وَيُصِيبُ النَّاسَ مِنْهُ بَلَاءٌ شَدِيدٌ» ([4])وَقَالَ كَعْبٌ: هُوَ نَجْمٌ يَطْلُعُ مِنَ الْمَشْرِقِ، وَيُضِيءُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ كَإِضَاءَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ” ([5])

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «تَكُونُ عَلَامَةٌ فِي صَفَرٍ، وَيَبْتَدِأُ نَجْمٌ لَهُ ذِنَابٌ» ([6])

هذه مجموعة من الآثار وردت عن صحابة أو تابعين ، ولست بصدد تحكيمها هنا ، لكن أقول هنا : أن هذه الفكرة لم تأت من فراغ خاصة بهذه الأوصاف الغريبة المطروحة في هذه الآثار …

وهذه الآثار بمجملها تحتمل الزيادة والنقصان أو أن يكون هناك تبديل وتغيير في بعض مدلولاتها ؛ لذا أنا أتعامل معها بمجموعها كفكرة مطروحة في الرعيل الأول  تدور في فلكها ليس فقط هذه الآثار بل هناك عشرات الآثار تحمل نفس الدلالات بما يوحي بقوة أن هذه الفكرة كانت حية واضحة المعالم في الرعيل الأول ولم يصلنا منها إلا القليل الكافي بإذن الله .

وتتلخص الدلالات في هذه الآثار فيما يلي :

1-             عمود من نار من جهة المشرق وعلامة في السماء ، وهذا المعنى يتوافق تماماً مع فكرة الكوكب ذو الذنب ؛ حيث أن المجال والذيل البلازمي يكون فيه توهج ناري أحمر كأنه نار . وهنا الفكرتان توافقتا .

2-             السياق يشير إلى أن بعض التابعين كان يتعامل مع هذه الآية بجدية عالية وأسماها آية الحدثان وكان ينتظرها من سبعين سنة .. وهذا يشير إلى عظمة الحدث في تصور الأولين فهو ليس أمراً هيناً ، بل هو أمر محوري فيصل عظيم جداً . وهذا يتوافق مع ذات التصورات العلمية عن نتائج مرور هذا الكوكب بالقرب من الأرض .

3-             نلحظ من الآثار أن الحدث لن يكون مفاجئاً ، بل يبدأ بشكل تدريجي ؛ لذا بداية دخول الكوكب في مرحلة الرؤية العيانية والتي تمتد لثلاثة أشهر قد تعطي فرصة للبعض للإعداد له ؛ لذا نلحظ في الآثار الربط بين عمود النار والإعداد والتخزين للطعام لمدة عام .. مما يشير إلى أن هناك مساحة من الوقت بين بداية الأمر و نقطة الصفر … هنا الآثار تتوافق مع طبيعة الكوكب ذو الذنب والمساحة الزمانية بين رؤيته وآثاره الكبرى .

4-            نلحظ من الآثار السابقة وغيرها من الآثار أنها ذكرت لذات الحدث أشهراً مغايرة بما يوحي بالاضطراب في الروايات ، فبعضها ربطه بصفر وبعضها بجمادى الأولى والآخرة وبعضها برجب وبعضها في رمضان ، هذا الاضطراب يمكن تصوره لو كان الحدث عادياً ،

لكن مع حدث كهذا ووفق ما طرحته من توصيف له أنه يستمر لأشهر من بداية رؤيته حتى نقطة الصفر ثم في انطلاقه الجديد في مداره ، فوفق هذا التوصيف للحدث تكون الروايات هنا قد نقلت الحدث بكامل تفاصيله ، هذا مع جعل مساحة للخطأ والاضطراب فيها طبعاً ، خاصة في تحديد الشهور ،

لكنها بمجموعها تتحدث عن حدث له امتداد زمني قرابة الست شهور ، وكل رواية تحدثت عن حدث متعلق به ، وهنا أنقل الرواية الأخيرة لكي نفهم المراد . عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:

«تَكُونُ عَلَامَةٌ فِي صَفَرٍ، وَيَبْتَدِأُ نَجْمٌ لَهُ ذِنَابٌ» ([7])

هنا الرواية تحدثت عن بداية الحدث ؛ لذا العلامة أول إشاراتها قد تكون في صفر – نضع احتمالا للخطأ في الأشهر في الرواية – وجاءت الرواية بإشارة عجيبة وهي يبتدأ نجم له ذناب … إذا هذه الرواية تتحدث عن بداية الأمر ، وبداية انتباهنا له ، أما الروايات الأخرى فتبرز آثاره …

الخلاصة : مجموع الروايات والمساحة الزمنية التي تحملها تتوافق تماماً مع فكرة الكوكب ذي الذنب البلازمي والنيزكي المطروح في الساحة حالياً ، وكل رواية تتحدث عن طبيعة زمنية لهذا الحدث وآثاره  .

5-            هنا بعض الروايات ربطت بين الصوت والهدة وبين سقوط حجر من السماء مع الحدث ، وسياق الآثار كلها يشير إلى أن حجراً عظيماً فقط هو الذي سيسقط على الأرض وليست كل تلك الصخور والجبال السابحة في ذيل الكوكب ،

فالتخمين العلمي هنا لا بد من تقييده بأن هذه الحادثة هي من لدن حكيم خبير وهي ضربة مسومة حكيمة وليست ضربة عشوائية ، لذا نلحظ في الرؤى الربط بين الحدث وبين نزول ملائكة في ذات الوقت ، ولعل ذلك إشارة لتقديرات كثيرة غائبة عنا مرافقة للحدث ؛ بحيث لا يمكن إخضاعه للفرضيات والتخمينات العلمية المحضة .

ثانياً : عبد الله ابن عباس و النجم ذو الذنب

عن عبد الله بن مليكة قال : غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم ، فقال :» ما نمت الليلة حتى أصبحت ، قلت : لم ؟ قال : قالوا : طلع النجم ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت . «  ([8])
هذا أثر صحيح عن حبر الأمة  وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما وفيه إشارات عظيمة أهمها أنه قرن بين طلوع النجم ذي الذنب وبين آية الدخان التي تعتبر من علامات الساعة، وقد تكون هذه الملازمة بين الأمرين دالة على طبيعة العلاقة بينهما ،

أي أن طلوع الكوكب سبب في نشوء آية الدخان . وكذلك فيه إشارة إلى أن آية الدخان تدل على حدث مستقبلي ، وإلا لما فزع ابن عباس من مقولة خروج الكوكب .

فكذلك استخدام ابن عباس رضي الله عنه لكلمة ( طرق ) كأنها تربطنا بالطارق ودلالاته في سورة الطارق .
أما علاقة الكوكب أو النجم ذي الذنب بالدخان فواضحة ،

فنزول كسف أو نيزك من تلك الحجارة السابحة كفيل بإنشاء غبار كثيف يقفل السماء كاملة ، ويذهب معها نور الشمس ، وقرب الكوكب كفيل بالضغط على الأرض بما يفجر كثير من البراكين التي تقذف ملايين الأطنان من الغبار في الغلاف الجوي ، إضافة للغبار الموجود في ذيل الكوكب .

ثالثاً : تقارب الزمان أم وقوف الأرض ثم انقلاب سيرها لتبدأ الشمس بالشروق من جهة المغرب .

هذا العنوان طرحته لمناقشة دائرة التخمين العلمي لموضوع قدوم الكوكب ذي الذنب وقربه الشديد من الأرض ، يسأل أحد المتابعين لموقع الأستاذ وسام بقوله :

( بعد اذنك استاذ وسام هل اصطدام ذيل نيبرو بالأرض وتغير اقطاب الأرض سيكون السبب في شروق الشمس من مغربها؟ فكانت الإجابة : نعم وتحديداً عند دخول الأرض في الذيل البلاسمي وخضوع الارض للتأثير المباشر للحقل الخاص للكائن باعتبارها ستصبح جزءا خاضعا له اثناء انقلاب المحاور الكهرومغناطيسية والمادية …

نعم صحيح…فالحقل البلاسمي الشديد سيؤدي الى بدء الخسارة الوقتية والتباطؤ المحوري عبر متتاليه حسابيه خلال24-28ساعة وذلك عند الساعة الاولى من بدء الدخول 2،5دقيقة…الساعة الثانية 2،5+2،5=5 وهكذا …لن يسبب تحقق تلك العلامة الموعودة الا جسم كهرومغناطيسي شديد القوة يطبق على الارض لتمام المكتوب. )

والتساؤل تكرر عدة مرات وكانت الإجابة مشابهة لهذه الإجابة ، و هذا يستلزم بيان تصوري هنا وفق ما ترشدني إليه النصوص .

بداية لو اعتبرنا أننا على أبواب قدوم الكوكب ذي الذنب ، فهو سيكون قبل موضوع طلوع الشمس من مغربها بسنوات طويلة … أي بعد المهدي والدجال وعيسى عليه السلام ؛ لذا هذه الفرضية المبنية على التخمين العلمي لا أرى وقوعها بأي حال من الأحوال ،

لذا أرى أن هذه الفرضية لا تخرج من دائرة التخمينات العلمية ، بل الصحيح عندي أن الكرة الأرضية ستتسارع جداً في تلك المرحلة بالذات ، ولو كانت الفرضية السابقة قائمة على موضوع قرب الكائن وقوة الجذب ، فقد يكون لسقوط نيزك قوي على الأرض قدرة دافعة بقوة لكتلة الأرض مما يسرع من حركتها عند وصول الكائن مما يجعل تأثير قوة الجذب أقل تأثيراً من القدرة الدافعة بسبب ارتطام النيزك .

أما لماذا تسارع الزمان في ذلك الوقت بالذات ، فلأنه سيكون السبب الكفيل ببقاء البشرية على الأرض ، ووقوف حركة الأرض تماماً معناه اندثار الموجودات في الأرض واندفاعها نحو الفضاء …

ووفق ذلك تحمل أحاديث تقارب الزمان الذي أخبرنا به النبي عليه السلام على تلك الأيام بالذات ، وتباطؤ الأيام في عهد الدجال بعدها بمدة بسيطة مما يشير إلى حصول اضطراب في حركة الأرض .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :

}  لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ الْخُوصَةُ  . {  ([9])
أما لماذا اعتبرت تقارب الزمان في تلك المرحلة ، فهذا أرشدت إليه بعض الإشارات في الانجيل والتي تتحدث عن نفس الحدث وفيه :

( لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون ، ولو لم تقصَّر تلك الأيام لم يخلص جسد . ولكن لأجل المختارين تُقَصَّر تلك الأيام .. وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء .. وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان . »  ([10])

(لأنه يكون في تلك الأيام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها الله إلى الآن ولن يكون ، ولو لم يقصر الرب تلك الأيام لم يخلص جسد ، ولكن لأجل المختارين الذين اختارهم الله قصر الأيام .. أما في تلك الأيام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه ونجوم السماء تتساقط . »  ([11])

هذه النصوص سبق أن تناولتها بإسهاب في الحدث الكوني ، لكن ما يهمني فيها هنا أنها  أبرزت الحكمة أو السبب في تقصير تلك الأيام مع حصول الحدث الكوني ، والتعبير في النص واضح .. وهو لو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد … فهي سنة من سنن الرحمة الربانية بالبشرية تكون سبباً في تخفيف وطأة الحدث وتأثيره الماحق .

أقول : السنة النبوية الصحيحة تحدثت عن علامة تقارب الزمان لكنها لم تحدد زمانها وأسبابها ، وهناك نصوص في الإنجيل تشير إلى ربط تقارب الزمان بالحدث الكوني المرتبط بالآية السماوية ، وقد أبرزت هذه النصوص أن تقارب الزمان هو من مقتضيات رحمة الله بالبشرية … فهي سنة تدخل في السياق من باب التدبير الإلهي لتلك الضربة العظيمة المسومة التي قدرها الله للبشرية .

بينما موضوع خروج الشمس من مغربها … فتوقيته يتنافى تماماً مع فكرة نزول نيزك أو اقتراب كوكب ذي ذنب ، حيث أن طلوع الشمس من مغربها يكون بعد عيسى عليه السلام ، والكوكب ذي الذنب يكون قبل المهدي .
وقد سقت هذا التوضيح هنا لبيان تصوري للحدث وفق دائرة الوحي والنصوص  ، وذلك لضبط التخمينات العلمية لآثار اقتراب الكوكب من الأرض .

كذلك لا بد من بيان مسألة مهمة وهي أن التخمين العلمي قد يبرز لك القدرة التدميرية لزلزال من الدرجة السابعة أو الثامنة على مقياس ريختر … لكن وفق فهمنا فالزلزال ليست حالة عشوائية ، بل هي ضربة ربانية مسومة مضبوطة الآثار والنتائج ؛

لذا تتداخل السنن الكثيرة وتتفاعل ضمن تناسق عجيب يحقق الحكمة الإلهية بحدودها المرسومة لها وهذا معنى كونها مسومة … وأعجبني مقولة منسوبة لعيسى عليه السلام فيما يتعلق بنفس الحدث  بأن رجلين في الحقل أحدهما يموت والآخر يحيى .. بالرغم من تعرضهم لنفس الحدث ، فهي ضربة ربانية انتقائية مسومة . فهذه سهام قدر لا ينجيك منها إلا أن تكون بجنب الرامي .

رابعاً  : سيوف السماء وبداية الإشارة .

بعد تساؤل عن كثرة النيازك التي اخترقت الأرض في الآونة الأخيرة والتذكير بنيزك سقط في استراليا واثنان في الجزائر وغيرهما يجيب الأستاذ وسام بقوله :

(هذا ما تم الاعلان عنه ..وهناك الكثير من الذي لن يتم الاعلان فيه…لقد نوهت منذ زمان سابق ان الارض ستتعرض لزخات من النيازك العشوائية وستزداد بالكم والعدد والحجم ..والكثير من الناس لم تصدق …فكلما اقترب الكائن اكثر كلما زاد تعمق تلك السحابة المندفعة بفعله نحو الإمام (الارض) وبشكل عشوائي ومباغت …

والنيزك عندما يصطدم بالغلاف الغازي للأرض فانه يصطدم بطبقه الستراتوسفير التي هي فوق التربو سفير وهي الطبقة الغنية بالأوزون ذو الذرات الثلاثية للأكسجين ..

فتوهج النيزك ينتج من الاحتكاك السريع مع هذا الوسط المليئ بالأكسجين وينتج عنه ضوء شديد وطبعا تبعا لطبيعة النيزك وتركيبه وحجمه…الخ…وكل 1متر قطر اي نيزك يصطدم بالأرض يسبب حفرةل100 متر وموجه صدمة شديدة جدا فكيف بنيازك بحجم الجبال ستصطدم بالأرض عند دخولها الذيل النيزكي للكائن ..فكيف ستكون موجة الصدمة ، وما هو حجم الدمار المتوقع اثر ذلك …؟؟!!

إني أتكلم الآن والكثير من الناس لا تصدقني مع أننا صرنا نلمس ما أقوله لكم بمعونة الله وهدايته في الواقع امامنا !! …ولكن هذه هي الحقيقة شاء من شاء وابى من ابى وبالله المستعان على الاتي القريب وله الامر من قبل ومن بعد )

هذا الكلام استوقفني ، وأنا هنا ألاحق كل فكرة حتى لو كانت صغيرة لعلنا نستطيع فهم المرحلة جيداً ، والكلام السابق ذكرني مباشرة برؤية قرأتها في أحد المنتديات تقول فيها الرائية : ( حلمت أن السماء مليانة سيوف .. )

إذا لدينا رؤية معاصرة ، وهذه الرؤية مباشرة تنقلني لمخطوطات قمران الجزء الثالث صفحة 51 ، والكتاب من تحقيق ذيب الخوري ([12]) ، وفيه نص مطول عن امرأة تزعم أنها نبية ،

لكن المحققون وضعوا نصوصها تحت عنوان وحي العرافات … و هذا النص يتميز أنه يحمل نفس الطرح المذكور في أشعياء والأناجيل عن الحدث الكوني لكنه هنا وضع لنا إشارة البدء بالحدث العظيم الذي يبدأ بنزول النيزك أو العلامة السماوية والتي يطرحها البعض أنه زيارة الكوكب ذو الذنب …

النص الذي أذكره الآن يتوافق تماماً مع الرؤية ومع الطرح العلمي أو التخمين العلمي المتصور لبداية الحدث ، تقول السيسبيل بعد كلام طويل عن بعض الأحداث حتى وصلت لمرحلة ما بعد عيسى عليه السلام حيث السلام بين الذئاب والحملان .. ثم عرجت على بداية الإشارة الأولى بقولها :

( سأحدد لك علامة أكيدة تماماً ستسمح لك بمعرفة متى تحقق كافة هذه الأشياء ، سيتم على الأرض عندما في الليل في السماء الممتلئة بالنجوم تظهر سيوف نحو الغرب ، و نحو الشرق  ، ويسقط من أعلى السماء مطر من غبار على الأرض ، وعندما يختفي نور الشمس تماماً في سماء الظهر وأشعة القمر تظهر وتعود لتنير الأرض .. ) ([13])

طبعاً هذا النص ليس من مخطوطات مكذوبة كتلك التي يروج لها البعض ، بل هو من مخطوطات قمران المشهورة ، والكتاب بأجزائه الثلاثة موجود على النت والنسخة التي بيدي هي من تحقيق أندريه دوبون وسومر فيلوننكو وترجمة موسى ديب الخوري .

وأنا هنا لا أسوق أي نص إلا إذا توافرت قرائن كثيرة عندي من قراءات أخرى محكمة لمدلول النص وما يحمله من معاني ، وكما ذكرت نحن نبحث عن أي إشارة قد تقرب لدينا الصورة في كشف حقائق هذا الأمر العظيم الذي قد يفاجئنا في كل لحظة .

هنا النص اعتبر أن الإشارة الأولى : هي سيوف في الشرق والغرب وهذا المعنى توافق مع الرؤية المطروحة هنا حيث رأت الرائية السماء مليانة سيوف .

المقصود بالسيوف هنا هو ذلك الغزو النيزكي على الأرض قبل قدوم الكوكب ذي الذنب ؛ حيث تبدأ تلك الضربات المتكاثرة باختراق جو السماء من تلك الشهب الكثيرة المدفوعة بقوة من حركة الكوكب نحونا .. بما يشير أنه قبل قدوم الكوكب سنلحظ ظاهرة شهب كثيرة تضيء الليل كأنها نصال للسيوف البراقة .

ونلحظ هنا أن السيسبيل بينت أن هناك مطر من الغبار من أعلى السماء نحو الأرض ،

وهذا توصيف لظاهرة الدخان من جهة .. وما ينتج عن سقوط بعض الحجارة من غبار ينتشر في الغلاف الجوي وما يترتب عليه من أطنان من غبار البراكين التي تندفع للغلاف الجوي وتسبح في كل اتجاه إضافة لغبار ذيل الكوكب الذي يدخل في المعادلة أيضاً … إنها آية الدخان المبين الذي يغشى الناس .

ونلحظ هنا التوافق في التوصيف العلمي للظاهرة مع ما طرحته الرؤية وما أشارت إليه مخطوطات قمران عن بداية الحدث والله أعلم .

قد يتبع في مقالة جديدة تربط بين الحدث والمهمة الملائكية الخاصة . الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب

([1])   الفتن : المروزي 231
([2])   المرجع السابق 232
([3])   المرجع السابق 231
([4])   المرجع السابق 230
([5])   المرجع السابق 229
([6])   المرجع السابق : 225

([7])   المرجع السابق : 225([8])  أخرجه الحاكم في الفتن ، وقال صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي [ المستدرك ( 4/506) ] ؛ وذكره  ابن كثير بسنده في تفسيره ، وقال عنه : هذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن .  [ التفسير     ( 4/142) ] .

([9])  أخرجه أحمد  برقم 10943 [ المسند بتحقيق الأرناؤط ( 16/550) ] ؛ وأبو يعلى برقم 6680 ( 12/32) ؛ والطبراني في الكبير برقم 430 ( 24/169) ؛ ، والحديث إسناده حسن و له شاهد عند الترمذي عن أنس t [ العدوي : الصحيح المسند ( 417) ] و صححه الألباني  [ قصة المسيح الدجال ( 111) ]
([10]) إنجيل متى ، الإصحاح الرابع والعشرون [ الكتاب المقدس ، العهد الجديد ( 44) ]
([11])  إنجيل مرقس  ، الإصحاح الثالث عشر  [ الكتاب المقدس ، العهد الجديد ( 80 وما بعدها ) ]

([12])  لا بد أن أنبه أن هناك على المنتديات وصفحات الفيس إشارة إلى مخطوطات ، وهذا كله كذب وتدليس ، للأسف استخدم البعض بردعة المخطوطات لكي يسوق كذبه وأوهامه على الناس ، لكن مخطوطات قمران فهي نصوص موجودة على النت بتحقيقها العلمي وهي مشهورة ،

فأنا لا أنقلكم لمخطوطة مجهولة بل لمخطوطات محققة ومطبوعة وبالجزء والصفحة . البعض قد يقول : ما حاجتنا بما في هذه المخطوطات ، أقول :

أنا هنا أتحدث وأنقل في حدود ما يسمح لي إذن النبي عليه السلام بقوله حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج … وضمن ضوابط كثيرة قد لا تتضح للقارئ ، وأنا هنا أذكرها من باب الاستئناس في الكشف عن موضوع يعتبر من أعظم وأخطر المواضيع التي قد تباغتنا في كل لحظة .
([13])   مخطوطات قمران  ترجمة ذيب الخوري ( 3/ 51)

 

هذه المقالة الثالثة المتممة لسلسلة مقالات الكوكب ذو الذنب .

وفي هذه المقالة أرى توضيح بعض الأمور الهامة المتعلقة بهذا الأمر سواء كان نيزك أو مرور كوكب ذي ذنب أو غيره من الآيات السماوية ، وأهم هذه الأمور أن العلماء المتخصصين عندما يتحدثون عن أي حدث أرضي أو سماوي إنما يتحدثون عنه بطريقة تحكي معطيات يتصورونها بعيداً عن تلك الدلالات التي يعطيها لنا القرآن الكريم في بيان طبيعة العقوبات الربانية وما يرافقها من أمور .

فالعالم يتعامل  مع حسابات تخضع لدائرة الحس والتخمين ويعطي تصوراته وفقاً لذلك ، وفي الغالب تغيب عنه كثير من السنن التي لم يحط بها علماً ، لذا تأتي تقديراته تخمينية عامة قد تكون بعيدة عن فهم الحقيقة المرتقبة في بعض جوانبها وإن كان قد أصاب في إعطاء تصور عام لها .

ومن هذا المنطلق تأتي هذه المقالة المركبة لكي تمزج بين فهمنا لعالمي الحس والعقل ودائرة الوحي في بيان طبيعة الأحداث العظيمة التي تحمل مدلول العقوبة الربانية . الكوكب ذو الذنب

بداية أي حدث سواء كان زلزالاً أو تسونامي أو إعصار أو نيزك هو في حقيقته ليس حدثاً عشوائياً ، بل هو قدر إلهي مفروق بحكمة لا يمكن لكائن أن يحيط بعناصرها ، لذا نلحظ أن القرآن قبل أن يتحدث عن آية الدخان أشار لهذه القضية التي يجب أن تكون في الحسبان يقول الله سبحانه وتعالى :

(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ{3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{4} أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{5} رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{6} ) [ الدخان ]

هذه الآيات جاءت قبيل الحديث عن آية الدخان ، ونلحظ أنها ربطت الأمر بين نزول القرآن بكونه إنذاراً إلهياً وبين الحكمة في كل أمر يقدره الله ويفرق في ذات الليلة ، وبين رحمة الله …. إنا كنا منذرين … يفرق كل أمر …. رحمة من ربك … فارتقب يوم تأتي السماء ..

إذا حتى العقوبات مهما عظمت فهي تدور مع الحكمة والرحمة ، والرحمة فيها تكون الغالبة وهي لمن يستحقها .. فالعقوبة وإن كانت أليمة فهي تأتي رحمة لضعفاء عجزت الحيل أن تدبر لهم ووصلوا لدرجة استيئاس اقتضت تدخلاً رحيماً لهم من قبل الله .. الكوكب ذو الذنب

لذا لا يمكن النظر لفكرة الكوكب ذي الذنب كأنه فيما يحصده سيكون عشوائياً بالنتائج .. بل هو خاضع في كل صغيرة وكبيرة لرحمة الله وحكمته ، وفي الحديث الصحيح ( رحمتي سبقت غضبي ) وهذه العبارة مكتوبة فوق العرش لتكشف لنا الميزان وسنن الله حتى في عقوباته .. فالرحمة في كل حدث غالبة للغضب .

وهنا في سورة الدخان وقبل الحديث عن الآية المخوفة العظيمة قال الله : رحمة من ربك إنه هو السميع العليم … أما لماذا السمع والعلم … فهو يسمع دعاء الصادقين والمستضعفين ويعلم آلامهم .. فهو لي بمعزل عما يجري حولهم .. لذا من مقتضيات سمعه وعلمه ضمن لحظة الإجابة الحكيمة تأتي السماء بدخان مبين .

هذه القضية الأولى التي أردت بيانها ، أما المسألة الثانية وهي متعلقة بتدبير الله من خلال ملائكته .. حيث نلحظ أن مسألة الآيات دائماً ترتبط بالملائكة … يقول الله سبحانه وتعالى :

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ }الأنعام158

هنا نلحظ تعلق موضوع إتيان الملائكة مع موضوع آيات الله ، ويراد بها هنا الآيات العظمى والعلامات العشر … بل نزول نيزك ارتبط أيضاً بموضوع الملائكة حتى في ردود أهل مكة على النبي محمد عليه السلام مما يشير إلى أن الفكرة كانت حية يثيرها النبي عليه السلام من حين لآخر يقول الله سبحانه وتعالى :

{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً }الإسراء92

فالآية هنا ربطت بين سقوط الكسف كما كان يطرح النبي محمد عليه السلام لهم وبين موضوع الملائكة ، وهذه الإشارات أبرزتها لنا دائرة الوحي من خلال القرآن الكريم ، ونفهم منها أن العقوبة لا تكون إلا ويكون معها جيش من الملائكة يكفلون – بقدر من الله وتدبيره – أن تكون الضربة مسومة وفق الحكمة المقدرة لها .

وهذا الأمر نلاحظه في العقوبات الأخرى المطروحة في القرآن الكريم ، فقصة قوم لوط عليه السلام هي في ظاهرها انفجار وزلزلة بركانية قوية جداً حصدت المكان كاملاً ، لكن القرآن عندما تحدث عن الحدث ربطه بالملائكة التي أنيط الأمر بها ، هذا خطابهم مع إبراهيم عليه السلام :

(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ{31} قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ{32} لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ{33} مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ{34} فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{35} فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ{36} وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ{37} ) [ الذاريات ]

إذا هذه الآيات تبرز تدخل الملائكة مباشرة في الأمر ، حيث قامت بإخراج المؤمنين ثم بدأ إرسال الحجارة المسومة … فالحدث ملائكي بامتياز ، لكن في سورة الحجر بدأ بيان الأمر وفق سننه الطبيعية يقول الله سبحانه وتعالى :

( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ{73} فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ{74} ) [ الحجر ]

الصيحة هي الانفجار البركاني المفاجئ في ساعة الصباح ( الصيحة وساعة الصفر ) ثم زلزلة الأرض بسبب الانفجار البركاني ( عاليها سافلها ) ، ثم بداية المطر البركاني الفظيع وغزو الحجارة الضخمة لهم في كل مكان .

وهذا التصوير ذاته وقع في بدر ، فظاهر المعركة كان طبيعياً بين جيشين ، وكان للملائكة تدخلاً مباشراً ومؤثراً بالمعركة بكل حيثياتها لكن بكيفية لم تكن ملحوظة بشكل مباشر صريح .

وهذا الأمر نتصوره في كل العقوبات الأخرى المطروحة في القرآن الكريم ، لذا كانت ريح عاد الصريم والقاتلة التي دمرت البلاد وأهلكت عاد كانت برداً وسلاماً على هود عليه السلام ومن معه .. ضمن تدبير إلهي عظيم يفوق تصوراتنا .
وفي غالب الضربات الربانية نجد أن لجبريل عليه السلام من بين الملائكة له تعلق بها ، وجبريل عليه السلام هو ملك الجبروت ؛ لذا كانت اليهود تعاديه وتهابه لأنه في نظرهم دائماً يأتي بالعقوبة لهم … وهذا ما صرحت به  سورة البقرة .
وجبريل وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه شديد القوى ،  ومكين ذي قوة عند ذي العرش مكين … وكلمة القوى جمع قوة مما يشير إلى تميزه بقوى متنوعة بقدر الله .

وحدث عظيم كآية الدخان سيكون للملائكة نصيب وحظ أوفر فيها كما أعطتنا هذه الإشارات سورتي الأنعام والإسراء … وهذا أمر سأفصل به بإذن الله . الكوكب ذو الذنب

إذاً :

ملخص ما سبق هو أن هناك ضربة مسومة تتعلق بآية الدخان وهي من لدن حكيم ، وهذه الضربة هي من مقتضيات رحمة الله بالبشرية التائهة لتعود لمسارها من جديد .وهذه الضربة المسومة ظاهرها مرور كوكب أو نزول نيزك ، لكنها في ثناياها أيضاً تدخل ملائكي عظيم لعل من أهم عناصره هو ملك الجبروت جبريل عليه السلام .

وقبل بياني لهذا الجانب من خلال ما لدي من قرائن أود أن أوضح قضية أخرى مهمة لها علاقة بطبيعة الضربات المسومة وهذا ينقلنا إلى طوفان نوح عليه السلام وللحظة حيوية مهمة تبرز لنا أهم سنن الله لحظة العقوبة يقول الله سبحانه وتعالى :

(  وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ{42} قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ{43} ) [ هود ]

إذاً سآوي إلى جبل يعصمني من الماء … هذا إشارة إلى الأخذ بسبب حيوي للنجاة ، وجاء الرد من نوح ، أن الأسباب وقت العقوبة تستعصي على أصحابها ولا تنفعهم أحوج ما يكونون إليها ، فلحظة العقوبة تحتاج لنظر للمسبب وليس للسبب … فمهما كان السبب مكيناً فإنه لن ينفع صاحبه إلا بقدر من الله ؛ لذا لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم . الكوكب ذو الذنب

وهذا الكلام يتوجه أيضاً لأولئك الذين يظنون أن تحصيناتهم المكينة قد تنفعهم حال نزول نيزك أو مرور كوكب . وهذا سر الضربة الحكيمة المسومة … إنها تتعلق بالشخوص أكثر من تعلقها بالأماكن … فسهام القدر لا يملك أي حائل أن يحول دون إصابتها .

هذه المعلومات التي رغبت بطرحها هنا فيما يتعلق بنيزك أو مرور كوكب ، أو آية الدخان .. بقي الآن البحث عن القرائن المعينة على الفهم لهذه الظاهرة وفق ما طرحت من معلومات ، وهنا يأتي دور عالم الرؤى في تزويدنا ببعض المعلومات المهمة .

يقول الرائي : رأيت أني بغرفتي و شعرت بشيء بالخارج فخرجت إلي سطح المنزل فرأيت في السماء أشياء تتحرك في جميع الاتجاهات و كانت تخترق السحب و تبددها من شدة السرعة و لم تكن واضحة و وقع في قلبي أن هناك حرب من الملائكة على الشياطين و جاء صوت يقول لي الله ارسل الملائكة لحرب الشياطين ثم لتنزل على الأرض و تحمي المسلمين من يوم كيوم نوح عليه السلام 31/12/2015

هذه الرؤية الأولى ، ونراها تسير في ذات الفهم والسياق المطروح قبلها ، وتوصيف اليوم بيوم كيوم نوح إشارة إلى أنه يوم عظيم تتأثر به كل الأرض ، أما نزول الملائكة وحربها للشياطين ، فهذا أمر لا نراه لكن الرؤية أرشدت إليه مما يشير إلى أن المرحلة معدة لوضع عالمي جديد وإن كنا بحواسنا لا ندرك عناصره …

كذلك العجيب في الرؤية أن الملائكة ستنزل لتحمي المسلمين أو المؤمنين .. وهذا المعنى هو عين ما طرحته في قصة هود ولوط وطوفان نوح .. فالضربة المسومة تتعلق بالشخوص أكثر من تعلقها بالأماكن .

والعجيب أن هذا المعنى أرشد له عيسى في الإنجيل عند حديثه عن الآية العظيمة التي تنتظر المسكونة ، وقد أخذت هذا النص لأنه يسير بانسجام سنني مع ما طرحته من عقوبات وما أشرت إليه من دلالات فأقل أحواله أنه موافق للمطروح وقد تدخلت بكلمة واحدة فيه وهي كلمة ربي بدل كلمة أبي هنا  :

(«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ ( ربي )  وَحْدَهُ. 37وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 38لأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ وَيُزَوِّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، 39وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. 40حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. 41اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. )

[ انجيل متى الإصحاح 24 ]

العجيب في هذا النص أنه يتوافق مع الرؤية التي جمعت بين الطوفان وبين الحدث الكوني وآية الدخان .. كذلك يبرز أن الأمر يبقى خفياً حتى اللحظة الأخيرة .. لكن حتى طوفان نوح عليه السلام كانت هناك إشارات عند المؤمنين عن وجود أمر إلهي ، لكن فقط غاب عنه لحظة الحسم ونقطة الصفر فيه ..

كذلك هذا النص يؤكد على ما طرحته من أن الضربة المسومة تهتم بالشخوص أكثر من اهتمامها بالأماكن .. وهذا جاء التعبير عنه في آخر النص من اثنين في الحقل يقتل أحدهما بالحدث وينجو الآخر واثنتان تطحنان على الرحى تؤخذ واحدة وتنجو الأخرى ، وهذا معنى لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم . فالضربة المسومة الحكيمة انتقائية وليست عشوائية .

وهذا ينقلني أيضاً لرؤى أخرى تبرز الموضوع بشكل أوسع ،
يقول الرائي : رأيت في الرؤية…ان صوتاً قادماً  من السماء…وهو صوت رب العالمين…يأمر سيدنا جبريل أن ينزل الرسالة إلى الأرض…فقط لم يذكر تاريخ الرؤيا لكنها وضعت في مواقع التواصل يوم 21 جويلية 2016
ورؤية أخرى لأخت مصرية اسمها تسنيم رأت الليلة قبل الماضية جبريل ينزل من السماء للأرض . ( لا يوجد تاريخ للرؤية )

والرؤية الثالثة : يقول الرائي : رأيت فجر هذا اليوم الجمعة 22 مارس 2013 م  أن جبريل عليه السلام سينزل الأرض ليقتل الشيطان   ، وأن مدة مكوثه في الأرض أسبوع ،وكنت في بيت جدي نترقب نزوله ليلا وقمت بإطفاء الانوار حتى نتمكن من رؤيته قال لي جدي يرحمه الله تعالى لا تطفئ الأنوار كلها انظروا سينزل بالقرب من الثريا وكانت الثريا واضحة لنا ، ثم رأيت الكعبة وبجوارها رأس كبش (خروف ) معلق في الفضاء لوحده وبارتفاع الكعبة .

أما الرؤية الرابعة فيقول الرائي : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . هذه رؤيا رأيتها بعد صلاة الفجر أن جبريل عليه السلام نزل إلى الأرض بيبارك طفلا

هذه الرؤى الأربعة  ترشد إلى ذات الموضوع وتتعاضد مع الرؤية السابقة التي تدل على تدخل ملائكي ، لكن تتميز هذه الرؤى بالتصريح بنزول جبريل عليه السلام ، ومكوثه أسبوع قد يكون إشارة لسبع سنوات .. ونلحظ في الرؤية الأخيرة التصريح بقتل الشيطان ، فهل ذلك إشارة إلى يوم الوقت المعلوم ،

الأمر محتمل وتكون الآثار التي تشير إلى بقاء شياطين إلى اللحظة الأخيرة من الكون إنما ترشد إلى بعض ذرية إبليس ، أما إبليس فينتهي أمره مع الحدث العظيم ( الآزفة ) وهذا سر عدم إجابة الله له في أن ينظره إلى يوم يبعثون ، وجعل الإنظار إلى يوم الوقت المعلوم مما يعطينا قرينة أن نهاية إبليس تكون قبل يوم القيامة .

أما الرؤية الرابعة فتذكرني بموضوعي ( مهمة ملائكية خاصة ) أي مهمة مزدوجة ؛ حيث أنه يكون مع الحدث بداية الانطلاق للعالمية الثانية للإسلام ، وهذا معنى الرؤية التي يقول صاحبها أنه سمع هاتفاً يقول : ( تذهب زهرة الحياة الدنيا ويخرج الخليفة ) بما يوحي بتلازم الأمرين . الكوكب ذو الذنب

ومسألة التدخل الملائكي وجدت له قرائن في سفر الرؤيا في العهد الجديد ، وفي وحي السيسبيل في مخطوطات قمران حيث جاءت النصوص لتربط بين الحدث المتعلق بآية الدخان وبين نزول ملائكي عظيم .

ملاحظة : هذا الموضوع هو إشارات سريعة حتى لا أتعب القارئ لأنني وجدت نفسي لو أردت ملاحقة كل الإشارات والقرائن أصبح الموضوع متخماً ومملاً لكثرة تشعباته ، لكن أرجو من الله أن يتم فيما طرحت من دلالات ، وهناك الكثير من القراء لديهم الكثير من القرائن يستطيعون إضافتها لما طرحت هنا .

( ملاحظة : هذه المقالة لها علاقة مسبقة بسلسلة سورة العلق وسلسلة الحدث الكوني وسلسلة اللحظة الأخيرة … من قرأ تلك المقالات يسهل عليه التعاطي مع هذه السلسلة )

مقالات محمد احمد المبيض

الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب الكوكب ذو الذنب

لا تعليقات حتى الآن

  1. حفظك ربي ووفقك لهكذا بحوث
    ماشاءالله بحث مستفيض بالعلم والاستنباط والربط
    هل تسمح لنا بنشره؟

  2. جزاك الله خير الجزاء و وسع لك في العلم و يعجبني طرحك بأن العقاب متعلق بالأشخاص و ليس بالأماكن … ربنا ينجي أخواننا المسلمين المقيمين في بلاد الغرب و كذلك المقمين في ربوع الدنيا

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + 11 =