الفرقان وعمود الكتاب والإمام المهدي

NoOtherKindofLight
الفرقان وعمود الكتاب والإمام المهدي ؟؟

استوقفتني الآيات الأولى من سورة آل عمران ، يقول الله سبحانه وتعالى : (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4) ) [ آل عمران ]
هذه الآيات كأنها تشير إلى أربعة كتب : الكتاب الأول القرآن الكريم ثم التوراة ثم الانجيل ، ثم الفرقان .. فما المقصود بالفرقان .
هذا يستدعي منا بداية شرح مدلول الآيات السابقة ، وذلك على النحو التالي :

أولاً : نزل عليك الكتاب بالحق .

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه السلام ، والكتاب الذي نزل على النبي محمد عليه السلام هو القرآن الكريم ، واستخدم هنا لفظة ( نزّل ) وهذه الصيغة تأتي للمبالغة ، فصيغة فعّل مشددة الوسط تشير إلى المبالغة في الفعل ، أما وجه اختيارها للقرآن خلافاً للكتابين الآخرين الذي استخدم معهما صيغة أفعل ، فيجاب عليها بأمرين :

1- القرآن الكريم هو الكتاب الخاتم الذي يأخذ حكماً تأبيدياً إلى قيام الساعة ، لا يعتريه نسخ ، فهو الكتاب الخاتم المهيمن على ما قبله من الكتاب ، لذا ناسب أن يستخدم في إنزاله صيغة المبالغة ، وذلك بخلاف الكتابين السابقين الذين اعتراهما النسخ بنزول القرآن الكريم .
2- طبيعة نزول القرآن أنه كان منجماً أو مفرقاً ينزل بحسب الحوادث واستغرق اكتمال نزوله إلى 23 سنة وذلك بخلاف الكتب الأخرى التي نزلت كلها مرة واحدة ، فطبيعة نزول القرآن مغايرة تماماً لطبيعة نزول الكتب الأخرى ؛ لذا ناسب مع ذلك استخدام لفظة فيها معنى المبالغة .. لأنه نزول مترادف بنزول ، أو هو أكثر من نزول واحد . ([1]) يقول الرازي : (وَإِنَّمَا خُصَّ الْقُرْآنُ بِالتَّنْزِيلِ، وَالتَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ بِالْإِنْزَالِ، لِأَنَّ التَّنْزِيلَ لِلتَّكْثِيرِ، وَاللَّهُ تَعَالَى نَزَّلَ الْقُرْآنَ نَجْمًا نَجْمًا، فَكَانَ مَعْنَى التَّكْثِيرِ حَاصِلًا فِيهِ، وَأَمَّا التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ فَإِنَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَهُمَا دَفْعَةً وَاحِدَةً، فَلِهَذَا خَصَّهُمَا بِالْإِنْزَالِ ) ([2])

لكن نلحظ أن الفرقان نفسه استخدم الله معه صيغة أنزل ، كتلك التي مع التوراة والانجيل ، وهذه لطيفة مهمة سنقف معها عند بيان المقصود بالفرقان .
أما كلمة الحق فلها عدة معاني : أنه نزل بالصدق لما تضمنه من أخبار صادقة عن الأمم السابقة أو بما تضمنه من وعد أو وعيد ([3]) .. لكن كلمة حق أبلغ في الدلالة من كلمة صدق لعمومها ، فكل صدق حق ، وليس كل حق صدق ، فالصدق يكون في الأخبار ، أما الحق فيتناول الأحكام والواجبات من حقوق الله وحقوق الناس .. ([4])

لذا كلمة الحق هنا إضافة للصدق تشمل أيضاً أن الكتاب نزل قولاً فصلاً وليس بالهزل ، لا يحتوي تناقضاً في داخله ولا معاني فاسدة مبيناً لما يجب لله على خلقه من العبودية وشكر النعمة وإظهار الخضوع والإنصاف والعدل في المعاشرات والمعاملات . ([5])

ثانياً : مصدقاً لما بين يديه .

وهذا هو الوصف الثاني للقرآن الكريم أنه مصدق للكتب المنزلة السابقة ، لكن هنا استخدمت الآية أنه مصدق لما بين يديه ، وكأنها حاضرة وليست من الماضي ، فذلك لأن هذه الكتب في حقيقتها ظاهرة أمام الرسول كأنها بين يديه ، أو لأن الكتب السماوية كلها خرجت من مشكاة واحدة فهي وإن كانت في الزمان سابقة للقرآن ، إلا أنها في حقيقتها ظاهرة كأنها بين يديه .

فالوصف يبرز مدى ظهور الحق في الكتب السابقة في القرآن وعند رسول الإسلام ، والتصديق هنا لا يراد به التصديق في الأحكام التفصيلية فلكل أمة كتاب ومنهاج ، وإنما التصديق في روح الأخبار ولبها ، والقضايا المحورية التي جاء بها الأنبياء السابقون ، يقول أبو مسلم : (الْمُرَادُ مِنْهُ أَنَّهُ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا بِالدُّعَاءِ إِلَى تَوْحِيدِهِ، وَالْإِيمَانِ بِهِ، وَتَنْزِيهِهِ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ، وَالْأَمْرِ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ، وَبِالشَّرَائِعِ الَّتِي هِيَ صَلَاحُ كُلِّ زَمَانٍ، فَالْقُرْآنُ مُصَدِّقٌ لِتِلْكَ الْكُتُبِ فِي كُلِّ ذَلِكَ ) ([6])

وهنا لطيفة مهمة تحملها دلالة تصديق القرآن لما بين يديه وهي أن الأمم السابقة كان بعضهم يكذب بعض ، فجاء القرآن ليصدق ما جاء به الأنبياء حيث أكد على نبوة عيسى عليه والتي ينكرها اليهود ، وجاء بالتصديق بالانجيل الذي لا يعترف به أيضاً اليهود ، وجاء بالحق والصدق في حق عيسى عليه السلام الذي غلا فيه أتباعه من النصارى ..

ثالثاً : وأنزل التوراة والانجيل .

هما أهم كتابين نزلا بين يدي القرآن أو سابقين للقرآن الكريم ، والذي نزل القرآن هو ذاته الذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام والانجيل على عيسى عليه السلام ، وهما كتابا هداية للناس قبل القرآن الكريم .

رابعاً : وأنزل الفرقان .

هنا نلحظ أنه بعد ذكر القرآن الكريم والتوراة والانجيل جاء ذكر إنزال الفرقان بصيغة أنزل التي تشير إلى نزوله مرة واحدة … يرى كثير من المفسرين أن الفرقان هو القرآن الكريم الذي يفرق بين الحق والباطل فيما انتهى إليه أمر التوراة والإنجيل بين يدي الناس من تحريف وبعد عن الحق ، فالكتاب المهيمن الخاتم هو الكتاب الذي به يتم الحكم على ما في أيدي الناس من نسخ للتوراة والإنجيل وهذا معنى قوله تعالى : (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76( [ النمل ]

فيكون المراد من إنزال الفرقان هنا الإشارة إلى طبيعة القرآن فهو إضافة لكونه كتاب حق وصدق لأمة محمد وكتاب مصدق لما بين يديه إلا أنه في داخله تضمن فرقاناً يستبين فيه الحق من الباطل فيما انتهى به الأمر من تحريف في كتب الأولين .
يقول ابن عاشور : (وَوَجْهُ تَسْمِيَتِهِ الْفُرْقَانَ أَنَّهُ امْتَازَ عَنْ بَقِيَّةِ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ بِكَثْرَةِ مَا فِيهِ مِنْ بَيَانِ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ يُعَضِّدُ هَدْيَهُ بِالدَّلَائِلِ وَالْأَمْثَالِ وَنَحْوِهَا ) ([7])
إذاً هنا يكون الله ذكر القرآن مرتين مرة باسم الكتاب ومرة باسم الفرقان ، وهذا كلام فيه بعد ، لأن السياق استخدم العطف وليس الوصف وأسلوب العطف يقتضي المغايرة ، يقول الرازي : (حَمْلُهُ عَلَى الْقُرْآنِ فَبَعِيدٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّ قَوْلَهُ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ عَطْفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ، وَالْمَعْطُوفُ مُغَايِرٌ لِلْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ وَالْقُرْآنُ مَذْكُورٌ قَبْلَ هَذَا فَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ هَذَا الْفُرْقَانُ مُغَايِرًا لِلْقُرْآنِ ) ([8])
وكلام الرازي هنا لفتة جميلة جداً ، فصيغة الآيات بالفعل تشير إلى ذكر أربعة أشكال للنزول ، القرأن نزل تنزيلاً والتوراة والإنجيل إنزلت إنزالاً .. ثم بعدها قال الله وأنزل الفرقان بما يقتضي أن يكون الفرقان هو شيء مغاير للكتب السابقة ، وأنه نزل مرة واحدة ، وهنا في الآية ما قال الله وأنزل عليك الفرقان ، بل قال وأنزل الفرقان .. بدون بيان المقصود به .
اعتبر البعض أن المقصود بالفرقان هو الزبور ، وهذا القول أيضاً رده الرازي بقوله : (أَمَّا حَمْلُهُ عَلَى الزَّبُورِ فَهُوَ بَعِيدٌ، لِأَنَّ الزَّبُورَ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الشَّرَائِعِ وَالْأَحْكَامِ، بَلْ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمَوَاعِظُ ) ([9])

إذاً اعتبار الفرقان هنا في الآية يراد به القرآن الكريم فيه بعد بالرغم من أن أكثر المفسرين يحملونه على القرآن الكريم ، لكن سياق الآيات والعطف المتكرر ينبئ بأن الفرقان شيء مغاير لما قبله ، بقي هنا احتمال أخير ذكره الرازي أرى أن أذكره وهو (وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ: أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ تَعَالَى كَمَا جَعَلَ الْكُتُبَ الثَّلَاثَةَ هُدًى وَدَلَالَةً، فَقَدْ جَعَلَهَا فَارِقَةً بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَسَائِرِ الشَّرَائِعِ، فَصَارَ هَذَا الْكَلَامُ دَالًّا عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَيَّنَ بِهَذِهِ الْكُتُبِ مَا يَلْزَمُ عَقْلًا وَسَمْعًا)
وهذا الرأي رد عليه الرازي بقوله : (وَبِهَذَا الْوَجْهِ يَظْهَرُ ضَعْفُ الْقَوْلِ الثَّالِثِ، لِأَنَّ كَوْنَ هَذِهِ الْكُتُبِ فَارِقَةً بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ صِفَةٌ لِهَذِهِ الْكُتُبِ وَعَطْفُ الصِّفَةِ عَلَى الْمَوْصُوفِ وَإِنْ كَانَ قَدْ وَرَدَ فِي بَعْضِ الْأَشْعَارِ النَّادِرَةِ إِلَّا أَنَّهُ ضَعِيفٌ بَعِيدٌ عَنْ وَجْهِ الْفَصَاحَةِ اللَّائِقَةِ بِكَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى ) ([10])
إذاً عندنا ثلاثة وجوه من التفسير لبيان المراد بإنزال الفرقان ، وهي أنه القرآن ، والثاني أنه صفة للكتب السماوية الذي يجعلها فارقة بين الحق والباطل ، والثالث : أنه الزبور لأنه الكتاب الرابع التي لم تذكره الآيات هنا … وقد تبين لنا أن هذه الآراء الثلاثة لا تخلو من مقال .

ويظهر أن ضعف الوجوه الثلاثة هو الذي حذا بالرازي أن يجتهد في المسألة بقول رابع له يقول فيه : (الْمُرَادَ مِنْ هَذَا الْفُرْقَانِ الْمُعْجِزَاتُ الَّتِي قَرَنَهَا اللَّهُ تَعَالَى بِإِنْزَالِ هَذِهِ الْكُتُبِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لَمَّا أَتَوْا بِهَذِهِ الْكُتُبِ وَادَّعَوْا أَنَّهَا كُتُبٌ نَازِلَةٌ عَلَيْهِمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى افْتَقَرُوا فِي إِثْبَاتِ هَذِهِ الدَّعْوَى إِلَى دَلِيلٍ حَتَّى يَحْصُلَ الْفَرْقُ بَيْنَ دَعْوَاهُمْ وَبَيْنَ دَعْوَى الْكَذَّابِينَ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى وَفْقِ دَعْوَاهُمْ تِلْكَ الْمُعْجِزَاتِ حَصَلَتِ الْمُفَارَقَةُ بَيْنَ/ دَعْوَى الصَّادِقِ وَبَيْنَ دَعْوَى الْكَاذِبِ، فَالْمُعْجِزَةُ هِيَ الْفُرْقَانُ، فَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ، وَأَنَّهُ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ، بَيَّنَ أَنَّهُ تَعَالَى أَنْزَلَ مَعَهَا مَا هُوَ الْفُرْقَانُ الْحَقُّ، وَهُوَ الْمُعْجِزُ الْقَاهِرُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّتِهَا، وَيُفِيدُ الْفَرْقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُخْتَلِفَةِ ) ([11])

وكلام الرازي هنا جميل جداً ويظهر أنه أقرب الأقوال للحق ، لكنه بصراحة لم يشف غليلي في بيان المراد بالفرقان .. فعندما عبر الله عن معجزة موسى عليه السلام قال : فذانك برهانان من ربك … وسماها في مكان آخر ( تسع آيات ) وعندما تكلم عن معجزة صالح سماها آية أيضاً ، وبخصوص سيدنا عيسى عليه السلام فعندما تكلم عن معجزاته وبراهين صدقه قال : إني قد جئتكم بآية من ربكم ) والآية أو الآيات العلامات والبراهين التي تدل على صدق النبي ، واستخدام صيغة الإنزال التي تفيد المرة الواحدة لا تتناسب مع التأييد بالبراهين والأدلة الدالة على صدق النبي .
وبخصوص القرآن الكريم فهو في ذاته معجزة فالمعجزة لم تكن منفصلة عن الكتاب ليعبر عنها بالإنزال المنفرد عن تنزيل القرآن الكريم ، والإعجاز صفة للقرآن فكيف يعطف الصفة على الموصوف هنا بحسب الرازي نفسه في نقضه للقول الثالث .

فلهذه الاعتبارات وغيرها أرى أن اعتبار المعجزات والأدلة والبراهين لا يتناسب معها كلمة الإنزال مقترنة بالكتب السماوية ، ولا يتناسب معها كلمة الفرقان في الدلالة ، بل منهج القرآن استخدام كلمة الآيات والبراهين للإشارة للمعجزات .

إذا نحن هنا مع أربع اجتهادات في بيان المراد بإنزال الفرقان ، ولاحظنا خلال السياق أن كل هذه الاجتهادات لم تسلم من القرائن الدالة على ضعفها في فهم لغز الفرقان ، يأتي تساؤل هام جداً : هل يمكن أن تكون هناك احتمالات أخرى نستطيع من خلالها أن نفهم المراد بإنزال الفرقان بعد الكتب الثلاثة المعروفة ….
يتبع بإذن الله …

([1]) الراغب : تفسير القرآن ( 2/408) ؛ البقاعي : نظم الدرر ( 4/206)
([2]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 7/130)
([3]) الماوردي : النكت والعيون ( 1/368)
([4]) الراغب : تفسير القرآن ( 2/406)
([5]) انظر الرازي : مفاتيح الغيب ( 7/130)
([6]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 7/131)
([7]) ابن عاشور : التحرير والتنوير ( 1/72)
([8]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 7/133)
([9]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 7/133)
([10]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 7/133)
([11]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 7/133)

لاحظنا في المقالة السابقة كيف أن اجتهادات المفسرين في فهم الإنزال الأخير الفرقان في آل عمران أنه يراد به إما الزبور أو وصف للقرآن نفسه أو هو وصف للكتب السماوية كلها ، أو هو المعجزات التي أيد الله بها الأنبياء .
وقد بينت في المقالة الأولى أن كل الاجتهادات السابقة يُرد عليها وتحمل في ثناياها قرائن ترشد إلى ضعفها .. ما يقتضي بنا بيان المقصود بالفرقان ، أو البحث عن احتمالية أخرى قد تصدق على الفرقان هنا بالذات .
يقول الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) [ الأنفال ]
هنا الآية تتحدث عن فرقان جعلي يحصل للمؤمن بمجرد ما يحصل له التقوى ، لكن ما المقصود به ، يقول الماوردي عن هذا الفرقان : (فيه أربعة تأويلات: أحدها: معنى فرقاناً أي هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل , قاله ابن زيد وابن إسحاق. والثاني: يعني مخرجاً في الدنيا والآخرة , قاله مجاهد. والثالث: يعني نجاة , قاله السدي. والرابع: فتحاً ونصراً ) ([1])

ويقول الرازي : (أَمَّا فِي أَحْوَالِ الْقُلُوبِ فَأُمُورٌ: أَحَدُهَا:أَنَّهُ تَعَالَى يَخُصُّ الْمُؤْمِنِينَ بِالْهِدَايَةِ وَالْمَعْرِفَةِ. وَثَانِيهَا: أَنَّهُ يَخُصُّ قُلُوبَهُمْ وَصُدُورَهُمْ بِالِانْشِرَاحِ كَمَا قَالَ: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزُّمَرِ: 22] وَثَالِثُهَا: أَنَّهُ يُزِيلُ الْغِلَّ وَالْحِقْدَ وَالْحَسَدَ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَيُزِيلُ الْمَكْرَ وَالْخِدَاعَ عَنْ صُدُورِهِمْ، مَعَ أَنَّ الْمُنَافِقَ وَالْكَافِرَ يَكُونُ قَلْبُهُ مَمْلُوءًا مِنْ هَذِهِ الْأَحْوَالِ الْخَسِيسَةِ وَالْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ، وَالسَّبَبُ فِي حُصُولِ هَذِهِ الْأُمُورِ أَنَّ الْقَلْبَ إِذَا صَارَ مُشْرِقًا بِطَاعَةِ/ اللَّه تَعَالَى زَالَتْ عَنْهُ كُلُّ هَذِهِ الظُّلُمَاتِ لِأَنَّ مَعْرِفَةَ اللَّه نُورٌ، وَهَذِهِ الْأَخْلَاقُ ظُلُمَاتٌ، وَإِذَا ظَهَرَ النُّورُ فَلَا بُدَّ مِنْ زَوَالِ الظُّلْمَةِ. ) ([2])
يستخلص مما سبق أن الفرقان هنا يراد به من الدرجة الأولى حالة نورانية قلبية تتحصل مع التقوى تدريجياً حتى يصبح القلب يرى بنور الله وما يترتب على ذلك من آثار ظاهرية لها تعلق بالنصر والتمكين ، إنها حالة إشراق نوراني على القلب تجعل الإنسان يميز بين الحق والباطل من خلالها ، وما يترتب على ذلك من ثمرات سماوية تتعلق بالبركة والنصر و غيرها .

لكن هذا الفرقان جعلي سنني أو سببي أو كسبي يتحصل للإنسان بحسب تقواه ، وغاية ما عرفنا عن هذا الفرقان أنه نور خاص في قلب المؤمن من الدرجة الأولى يتحصل بالتقوى .
فهل هذا الفرقان الذي نبحث عنه ، طبعاً لا … لكن هذا الفرقان في القلوب فهمنا أنه يمكن أن يكون الفرقان عبارة عن نور خاص وحالة إشراق مرتبطة بسببية أو سننية خارج إدراكنا .
نزل الكتاب عليك أي على محمد عليه السلام ، وأنزل التوراة والإنجيل من قبل ، وانزل الفرقان …. نحن نبحث عن فرقان نازل على محمد غير القرآن .
طبعاً هذا كلام عجيب لكن فرضته الآية وطبيعة سياقها أنه يجب أن يكون هناك شيء ما نازل غير القرآن الكريم ، وله تعلق مباشر بالكتب السماوية .. فما هو هذا الشيء النازل .
خلال بحثي في السنة النبوية لم أجد أي إشارة ترشدني إلى شيء نازل ، لكنني وجدت إشارات صحيحة ترشد إلى شيء ارتفع له تعلق بالملائكة ، وارتفاعه يوحي بشكل ما أنه نزل في وقت سابق . إنه الروايات والأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن عمود الكتاب .. سأذكر كل الروايات ذات العلاقة ثم أوضح المراد بها . عن عمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي، أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ ([3]) وفي رواية ( “إني رأيت عمودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ نورٌ ساطعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلا إِنَّ الإِيمَانَ -إِذَا وَقَعَتِ الفتن- بالشام”. ) ([4]) وفي رواية للطبراني : (وَرَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَمُودًا أَبْيَضَ كَأَنَّهُ لُؤْلُؤَةٌ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ قُلْتُ: «مَا تَحْمِلُونَ؟» قَالَ: عَمُودُ الْإِسْلَامِ – وفي رواية الهيثمي عن الطبراني عمود الكتاب – أَمَرَنَا أَنَ نَضَعَهُ بِالشَّامِ وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ الْكِتَابَ اخْتُلِسَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي , فَظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ تَخَلَّى مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ بَيْنَ يَدَيَّ حَتَّى وُضِعَ بِالشَّامِ ) ([5])

الروايات السابقة حملت عدة مضامين ودلالات : منها عمود الكتاب مما يرشد إلى أن عمود الكتاب شيء مغاير للكتاب نفسه ، فعمود الخيمة هو غير الخيمة نفسها ، كذلك رفعه إشارة إلى نزوله قبل ذلك على النبي محمد عليه السلام ، وارتباط عمود الكتاب بالملائكة يرشد إلى أنه أمر خاص سماوي له تعلق بكتب السماء ، واعتباره نور ساطع أو عمود أبيض كأنه لؤلؤة يرشد إلى تعلق عمود الكتاب بنورانية خاصة من باب التأييد الإلهي لرسله .
استغربت كثيراً من العلماء كيف لم ينتبهوا لهذه الأحاديث أو ما تحمله من دلالات عميقة جداً ، هل السبب لأنها رؤية منامية للرسول ، هناك رواية ترشد أنه رأى نفس الحدث ليلة إسرائه ، وكذلك رؤى الأنبياء حق ، فهي تعكس الحقيقة … هل لقول النبي عليه السلام أن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ، فاعتبروا أن المعنى رمزي يرشد إلى الدين والإيمان . وهل الدين بعد وفاة النبي انتقل للشام ، أم أن الحديث يرشد لمرحلتين تعلق بهما هذا الشيء النازل ، والذي أنهى مهمته مع رسول الإسلام في العالمية الأولى للإسلام ، وسيكمل المهمة مرة أخرى مع بداية العالمية الثانية للإسلام في عهد الإمام المهدي رضي الله عنه .

إذاً عمود الكتاب هو ذلك النور النازل على محمد عليه السلام ، وبهذا النور أو الفرقان استطاع النبي عليه السلام أن يترجم الكتاب إلى حكمة متجسدة على أرض الواقع وبه استطاع ان ينفذ إلى حقائق كثيرة استشفها من خلال هذا النور ، بل قد يكون جانب من الحالات التسخيرية المرافقة للنبي في تجربته كانت متعلقة بهذا العمود .. هذا الفرقان أو هذا النور الذي ارتفع في الرؤية المنامية من تحت وسادة النبي عليه السلام حمل إشارة واضحة أنه بوفاة النبي عليه السلام تترك الأمة لاجتهاد ، إلى أن يأتي دور هذا العمود من جديد مع المجدد الأعظم في آخر الزمان في زمن الفتن ويكون انتقاله للشام لإكمال المهمة .
وفي مقالة سابقة لي بينت كل تصوراتي عن عمود الكتاب ، لكنه هنا جاء ليعطينا احتمال قوي أنه المقصود من الآية في الإنزال الرابع الذي ترك هكذا مطلقاً دون تقييد بشخص أو نبي محدد وكأن عمود الكتاب الذي كان له مهمة مع النبي محمد هو ذاته كان له مهمة مع موسى وعيسى عليه السلام ، فهو العمود الذي يترجم الكتاب المسطور إلى حكمة متجسدة في أرض الواقع من هذا الوجه حمل اسم الفرقان الذي يحمل معنى النور المفرق للظلمة ، أو المميز بين الحق والباطل في التفاصيل الحاصلة مع النبي وقومه .

إذاً نرجع للآيات من جديد ونقرأها وفق هذا الاحتمال لكي نفهم المراد منها يقول تعالى : (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4) ) [ آل عمران ]

إذا هنا ثلاثة كتب معروفة نزلت وهي القرآن والتوراة والإنجيل ، وبعدها جاء ذكر الفرقان أنه أنزل دون ربطه بشخص معين ، وطبيعة اسمه يرشد إلى أنه الفارق بين النور والظلمة والحق والباطل ، وذكره مباشرة بعد الكتب يرشد إلى أنه له تعلق شديد بهما حتى أوهم العلماء أنه كتاب ، فتعلقه الشديد بالكتب السماوية الثلاثة ، هو كتعلق عمود الخيمة بالخيمة ، فالخيمة لا تأخذ ملامحها الحقيقية إلا إذا نصبت العمود في وسطها ، فعمود الكتاب ، هو ذلك النور الذي يلابس النبي خلال رحلته النبوية ويجعله يترجم كتاب الله إلى حكمة متجسدة على أرض الواقع …

ونلحظ أن الفرقان بالذات لم يذكر الله فيه على من أنزله ، بل قال ( وأنزل الفرقان ) لأن الفرقان لم ينزل على النبي محمد عليه السلام بخصوصه ولا على أصحاب التوراة والإنجيل فقط .. بل له مهمة واسعة لم تنته بعد ؛ لذا ذكر لوحده بعدم اكتمال ذكر الكتب السابقة والقرآن الكريم .
وما دام الفرقان أو عمود الكتاب بنص الحديث قد تم نقله للشام في زمن الفتن في آخر الزمان ،إذا لعمود الكتاب جولة فارقة أخرى في آخر الزمان .
لكن يأتي تساؤل مهم هنا وهو لماذا ارتفع عمود الكتاب بموت النبي عليه السلام ، طبعاً هنا الأمة لم يرتفع منها عمود الكتاب أو العمود المؤسس إلا بعدما اكتملت مهمته من خلال ما تركه النبي من حكمة مبينة للكتاب وهي المحجة البيضاء التي تركها النبي خلفه ، هذا من جهة ومن جهة أخرى جاء التذكير بالفرقان الكسبي في سورة الأنفال التي تحدثت عن يوم بدر أو يوم الفرقان .. فرفع الفرقان الفيضي لم يكن إلا بعد تحصل الفرقان الكسبي للأمة مع كل مؤسسات الفهم والاجتهاد لإكمال المهمة .
هذا الفهم والاجتهاد الذي يبهت وتضعف آثاره مع طول الأمد ومع عصف الفتن خاصة في آخر الزمان اقتضى تجديد الفرقان الفيضي من خلال مجدد أعظم يكون أهلاً لنزول عمود الكتاب عليه أو ذلك النور الخاص الذي يفرق بين الحق والباطل ويحتمل أكثر من ذلك كما بينت مسبقاً في مقالتي عن عمود الكتاب .

الخلاصة :

ذكرت اجتهادات العلماء في الفرقان النازل ، وبينت الردود المحتملة عليها ، وهنا بينت احتمالية أخرى للفرقان في سورة آل عمران … وهو عمود الكتاب ، فهو الشي الوحيد الذي ذكره النبي عليه السلام أنه كان تحت وسادته مما يشير إلى نزوله عليه ، لكنه ليس كتاباً بل نور خاص له علاقة بتجسيد الكتاب كحكمة . وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسأل الله السداد ، وما كان خطأ فهو مني ومن الشيطان .

([1]) المارودي : النكت والعيون ( 2/311)
([2]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 15/476)
([3]) أخرجه أحمد في المسند برقم 17775 ، قال محققه : صحيح [ المسند ( 29/310) ] ؛ والحاكم برقم 8619 وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين [ المستدرك ( 4/680) ]
([4]) أخرجه الحاكم برقم 8554 وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي [ المستدرك 4/555) ] قال الألباني : حديث صحيح, أخرجه الفسوي “2/ 290-291 و300 و311 و523″، والحاكم “4/ 509″، وأبو نعيم في “الحلية” “5/ 252″، وابن عساكر “1/ 92-98” [ الألباني : فضائل الشام ( 12 ) ]
([5]) أخرجه الطبراني برقم 601 [ مسند الشاميين ( 1/345) ] ؛ قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة [ الهيثمي : مجمع الزوائد ( 10/36) ]

بعد كتابتي المقالة الثانية التي ربطت فيها بين عمود الكتاب والفرقان ، شعرت أن الاجتهاد يصعب على البعض فهمه ، لذا بحثت عن قرينة أخرى مساعدة للفهم فوجدت أن النبي عليه السلام قد أرشد في بعض أحاديثه إلى أنه أوتي الكتاب ومثله معه ، أي هما شيئان وليس شيئاً واحداً … ولاحظنا في الرؤية أن هناك عمود للكتاب تم رفعه وبقى الكتاب في الأمة ليومنا ، وقد قلت أن عمود الكتاب لم يرتفع إلا وقد أسس للفرقان الكسبي أو الجعلي المذكور في سورة الأنفال ، أيضاً ترك وراءه الحكمة والسنة التي جسدت الكتاب بطريقة عملية .. هنا جاء الحديث النبوي ليرشد إلى ثمرة عمود الكتاب ، فقد قلنا أن ثمرة عمود الكتاب هو تجسيد الكتاب من خلال حكمة عملية في أرض الواقع ، هذه الحكمة وفق تعبير القرآن الكريم ، يعبر عنها بالطريقة أو السنة في أحاديث النبي عليه السلام ، وقد قرن النبي عليه السلام في الحديث بين القرآن وما أوتيه من حكمة أو سنة يقول النبي عليه السلام : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ .[ حديث صحيح رواه أبو داود وأحمد ]

فالحديث يرشد بوضوح إلى أن النبي أوتي الكتاب ومثله معه ، هذا الذي مثله معه الاحتمال الأكبر لدي هو أنه عمود الكتاب وهو الفرقان النازل من السماء والذي ارتفع كعمود نور من تحت وسادة النبي عليه السلام ، وهو الشكل الثاني للوحي المبين للكتاب النازل من السماء ( القرآن ) أو هو السنة النبوية والترجمة الحكيمة لآيات الله .. هنا النبي عليه السلام جعله رديفاً للقرآن الكريم وأنه مما آتاه الله مع القرآن الكريم ، وعبر عنه في باقي الحديث عن الجانب العملي لسنته وطريقته وحكمته التي ترجم فيها القرآن على أرض الواقع .
هذا الحديث يعزز ما ذكرت ويضيف قرينة جديدة لاجتهادي تساعد في فهمه .

الخلاصة :

1- سورة آل عمران أرشدت في آية إلى نزول الكتاب على محمد عليه السلام وفي نفس السياق في آية أخرى أرشدت إلى نزول الفرقان ، هنا أصبح لدينا أمران نازلان من السماء ، ولا يقال أن الفرقان هو القرآن لأن العطف يقتضي المغايرة والآية عطفت نزول الفرقان على نزول القرآن والتوراة والانجيل مما يرشد إلى أن الفرقان شيء مغاير للكتب الثلاثة ، ولو كان الفرقان وصفاً للقرآن أو للكتب الأخرى لما استخدم القرآن حرف الواو العاطفة التي تقتضي المغايرة ، فعلى سبيل المثال عندما نقول : جاء محمد الكريم … هنا نعرف أن الكريم هو نفسه محمد وليس اثنان … لكن عندما نقول جاء محمد والكريم ، عندها نعرف أن الكريم هنا هو شخص آخر غير محمد جاء مع محمد … فالعطف يقتضي المغايرة ، والله قال : نزل عليك الكتاب .. وأنزل الفرقان .. فالعطف هنا يقتضي أن الفرقان هو شيء مغاير للكتاب المنزل .

2- لم يأت أي ذكر لكتاب آخر نزل على النبي محمد عليه السلام ، لكن جاء الحديث عن شيء مغاير للكتاب وهو عمود الكتاب ، وجاءت الإشارة إليه في الحديث على أنه نور ساطع مما يرشد إلى أنه ليس كتاباً أنما هو شيء آخر يعتبر معيناً للكتاب فهو عموده .. وخلال تجربة النبي عليه السلام قام النبي ببيان المراد بالكتاب وتبيين مدلول فيما يعرف بالسنة أو الحكمة بنص القرآن الكريم ، كما في قوله تعالى : (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34( [ الأحزاب ] والنبي عليه السلام جاء ليعلم الصحابة الكتاب والحكمة ، فالحكمة الترجمة العملية للكتاب وهي التي عبرت عنها الأحاديث بالطريقة والسنة . هذه الحكمة والسنة هي ثمرة عمود الكتاب الذي كان عند النبي وارتفع بموته كما في صريح روايات الحديث عن النبي عليه السلام .
3- جاء من النبي عليه السلام بيان أنه آوتي القرآن ومثله معه ، وهو الفرقان وهو عمود الكتاب الذي كان عند النبي وارتفع بموت النبي مما يرشد إلى أنه شيء مغاير للكتاب الذي بقي في الأمة إلى يومنا الحاضر ، أما العمود فما ارتفع إلا بعدما اكتمل الدين بكتابه وتجربته العملية من خلال الحكمة التي كانت ثمرة لعمود الكتاب عند النبي عليه السلام .. فالذي آتاه الله للنبي غير الكتاب هو الفرقان كما سورة آل عمران ، وهو عمود الكتاب الذي ارتفع وترك خلفه ذلك الوحي الممتد من السيرة والسنة النبوية التي تحكي الجانب العملي للكتاب .
4- عمود الكتاب أو الفرقان ما زال له مهمة تبدأ مع بداية العالمية الثانية للإسلام وفي أرجح الأحوال انها من نصيب الإمام المهدي لأن النبي عليه السلام ربط بينه وبين الشام مع زمان الفتن .. فالفرقان ليس كتاباً جديداً ، بل نوراً يكون من نصيب المجدد الأكبر للأمة لترجمة الكتاب على أرض الواقع بما يترتب على ذلك من حكمة يؤتاها .. وبه يفرق بين الحق والباطل في كل المستجدات التي تعرض عليه

هذه مقالة رابعة في الفرقان زيادة في التوضيح وهي رد على تساؤل من أخ فاضل على المقالة الثالثة ، وهذه المقالة تتعلق بالفرقان في سورة الفرقان ، أذكر الآية وأبرز مدلولها ، يقول الله سبحانه وتعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) ) [ الفرقان ]
هذه هي الآية الأولى في سورة الفرقان ، لكن ماذا نلاحظ عليها ، هنا الآية استخدمت الفعل المشدد الذي يقتل المبالغة ، مما يشير إلى أن الفرقان النازل هنا هو غير الفرقان في سورة آل عمران ، وهنا قال على عبده للإشارة بالفرقان النازل على محمد عليه السلام على وجه الخصوص .
صيغة الفعل هنا تبرز بوضوح أن الفرقان هو نفسه القرآن الكريم ، ولا يحتمل غيره ، فسياق الآية ومدلولها وصيغها تدل على ذلك بوضوح ، وذلك بخلاف الفرقان في سورة آل عمران .. يقول الماوردي في معنى الفرقان هنا : (و {الْفُرْقَانَ} هو القرآن …. وفي تسميته فرقاناً وجهان: أحدهما: لأنه فرق بين الحق والباطل. الثاني: لأن فيه بيان ما شرع من حلال وحرام ) ([1])
ويقول الرازي : (لَا نِزَاعَ أَنَّ الْفُرْقَانَ هُوَ الْقُرْآنُ … أَوْ لِأَنَّهُ فَرَّقَ فِي النُّزُولِ كَمَا قَالَ: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ [الْإِسْرَاءِ: 106] وَهَذَا التَّأْوِيلُ أَقْرَبُ لِأَنَّهُ قَالَ: نَزَّلَ الْفُرْقانَ وَلَفْظَةُ (نَزَّلَ) تَدُلُّ عَلَى التَّفْرِيقِ، وَأَمَّا لَفْظَةُ (أَنْزَلَ) فَتَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ ) ([2])
وكلام الرازي هنا هو الأدق في بيان السبب الذي لأجله سمي القرآن بالفرقان ، فلأنه نزل مفرقاً على مدار ثلاثة وعشرين سنة والآية التي استرشد بها في الإسراء واضحة الدلالة فكلمة فرقان هي مصدر من فرقناه ؛ أي فرقناه فرقاناً وقرأناه قرآنا ، فهنا جاء بأهم أوصاف القرآن المتعلقة بطبيعة نزوله ، وأذكر أنني ناقشت ابنتي وهي متخصصة في التفسير فقالت لي : ما دام الفرقان هنا يفسر بأنه وصف للقران الذي نزل مفرقاً ، إذاً لماذا ذكر هذا الوصف وقد سبق أن دل الفعل المضعف على نزوله مفرقاً وهو الفعل ( نزّل ) الذي يقضي المبالغة بالنزول بما يحمل معنى النزول مفرقاً .. طبعاً يجاب على ذلك أن كلمة الفرقان حملت في ثناياها معنى التفريق ومعنى المفارقة ، لذا أضافت معنى جديداً على كونه نزل مفرقاً ، فهو فرقان لأنه نزل مفرقاً في طبيعة نزوله ، وفرقان لأنه فرق بين الحق والباطل بوظيفته ، وبهذا تكون كلمة الفرقان قد أضافت معنى زائداً على كونه نزل مفرقاً واحتملت باقي التأويلات التي ذكرها الماوردي .
أما الفرقان في سورة آل عمران فقد استخدمت معه صيغة أنزل التي تشير إلى نزوله مرة واحدة ، وقد قرن في ذات السياق مع الكتاب أو القرآن الذي استخدمت معه صيغة ( نزل ) التي ترشد إلى نزوله مفرقاً وواو العطف جاءت لدلالة المغايرة بين الأمرين في ذات السياق ، أما ذكر الفرقان بعد القرآن والتوراة والإنجيل فلأنه كان ملازماً للكتب السماوية فهو عمودها ، وقد جاءت آيات كثيرة ترشد إلى ذلك المعنى منها هذه القرينة القوية في قوله تعالى في حق موسى عليه السلام : (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53( [ البقرة ] فهنا في حق موسى تم الربط بين أمرين الكتاب والفرقان ، والفرقان هنا شيء مغاير للكتاب ، وذكرنا أنه لا يقصد به المعجزة ، لأن الخطاب هنا لبني إسرائيل نفسهم ، والغاية حصول الهداية .. فالفرقان ثمرته الحكمة العملية من موسى عليه السلام المحققة للهداية والمترجمة للكتاب .. وأصدق وصف للفرقان هنا أن يكون عمود الكتاب الذي أخبر عنه النبي محمد عليه السلام .
يقول الماوردي في فرقان موسى هنا : (وفي الفرقان أربعةُ أقاويلَ: أحدها: أن الفُرْقان هو الكتاب فذكره باسمين تأكيداً , وهو قول الفراء. والثاني: أن الفُرْقَانَ: ما في التوراة من فَرْقٍ بني الحقِّ والباطلِ , فيكون ذلك نعتاً للتوراة , وهذا قول ابن عباس وأبي العالية. والثالث: أن الفرقان النصر , الذي فرَّق الله به بين موسى وفرعون , حتى أنجى موسى وقومَهُ , وأغرق فرعون وقومهُ , وهذا قول أبي زيدٍ. والرابع: أن الفرقان: انفراق البحر لِبَنِي إسرائيلَ , حتى عبروا فيه. ) ([3])
ونلحظ أن الماوردي ذكر أربعة أقاويل الأول والثاني اعتبرهما إما نفس الكتاب وإما نعت للكتاب ، وهذا الكلام ناقشته من قبل بأن واو العطف يقتضي المغايرة ، فلا بد أن يكون الفرقان شيء آخر غير الكتاب ، أما اعتباره انفراق البحر ، فسياق الآيات يجعل هذا الرأي بعيداً ، لأن الله سبحانه وتعالى ذكر نعمة فرق البحر في السياق نفسه قبل هذه الآية بآيتين .. وسياق الآيات جاء من باب تذكير الله لنعمه على بني إسرائيل نفسهم .. والرأي الثالث النصر أيضاً يرد عليه بما ذكرت .

فالأربعة أقوال هنا عليها ردود ، ونلحظ أن الفرقان ارتبط بالكتاب ، ومغاير له ، فأوجه الأقوال أن يقال أن الفرقان هو عمود الكتاب الذي به يترجم النبي تعاليم الكتاب إلى حكمة متجسدة في أرض الواقع ؛ ومن هذا الوجه يرى اليهود أن موسى عليه السلام كانت له تعاليم شفوية أو سنة شفوية يعتبرونها أهم من التوراة وزعموا أنهم فرغوها في التلمود .

فموسى هنا بنص الآية كان لديه الكتاب ولديه الفرقان ، والغاية من الأمرين هو ( لعلكم تهتدون ) وهذا لا يتصور إلا بالكتاب وعمود الكتاب ، وهذه قرينة جديدة تساعدنا أكثر في فهم سياق الآيات في آل عمران والحكمة من ذكره بعد الكتب السماوية دون بيان على من أنزل .
و قد بينت أن عمود الكتاب له حظ في آخر الزمان لتفعيل الحكمة بأجلى صورها ، وهذا واضح من رمزية رؤية النبي لعمود الكتاب ، والأحق به هو الإمام المهدي رضي الله عنه ( ذرية بعضها من بعض ) فهو غصن النبي المتألق في آخر الزمان .

ولملاحقة كل الدلالات أرى أن أسوق رؤية الوشاح التفصيلية وقد سبق أن شرحتها هنا في مقالة بعنوان المهدي واللون الأحمر والعجيب أنني وقتها في المقالة ربطت بين اللون الأحمر والقرآن بالرغم من أن معلومة مقالات الفرقان هي شيء جديد عندي لا علاقة له بما كتبت سابقاً .

وهنا أنقل فقط من المقالة ما كتبته فيما يخص عمود الكتاب ، يقول الرائي : (رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يمشي مسرعا في السماء الرابعة وهو يحمل في يده وشاح كبير جدا من الحرير ولونه احمر قاني أو قل داكن ، وهو يهم أن يمد يده عبر السماوات ويلقي بالوشاح من السماء الرابعه إلي كتف شخص من اولاده وأحفاده حتي يحسم أنه المهدي المنتظر للناس ورأيت الوشاح يتحرك من السماء وهو يتجه لكتف شخص من الأشراف ويسقط علي كتفه الأيمن فيمسكه بيديه ويحاول أن يصلحه ويضعه علي كامل كتفيه الإثنين وكان هناك عدد من الناس يتحركون حول هذا الشخص غير عابئين به ولا يعرفون قصة الوشاح.انتهت بحمد الله نحن في انتظار تعبيركم .تاريخ الرؤيا 25/11/2010 )

هذا نص الرؤيا : وهناك عدة أمور وقرائن جعلتني أقر بمصداقية هذه الرؤية ، أما تأويلها عندي فهو كالتالي :

الرمز الأول : رمزية السماء الرابعة .
الرسول في السماء الرابعة ، وهذا فيه إشارتان :

الإشارة الأولى : يحتمل أن المهدي إدريسي النسب بمعنى أنه من نسل إدريس الذي نسبه من جهة الحسن بن علي رضي الله عنه ، يعني فرع الأدارسة ، وهو فرع كبير منتشر في المغرب العربي وفي أكثر بلدان المسلمين ، لماذا إدريسي لأن النبي اختار السماء الرابعة التي فيها النبي إدريس .
الإشارة الثانية : تميز إدريس عليه السلام عند أهل الكتاب بأنه أكثر نبي اكتشف الأسرار التي تتعلق بالمستقبل ، واختيار النبي عليه السلام لمقام إدريس وإلقاء الوشاح من السماء الموجود فيها إشارة إلى ان الوشاح هو بداية كشف الأسرار للإمام المهدي رضي الله عنه ولعله لقب بلقب المهدية بسبب تلك الهداية الخاصة التي ينالها من علوم وأمور خفية عن غيره بحيث يستحق معها أن يلقبه الجميع بالمهدي ، وقد وردت آثار ضعيفة أن المهدي يلقب بذلك لأن الله يهديه لأمر خفي ، وفي أثر آخر يهديه الله لأمر قد دثر … .

( وهنا في هذا المقام أضيف إشارة ثالثة تتعلق بإدريس عليه السلام ، فقد وصفه الله بأنه رفعه مكاناً علياً ، وقد يكون في هذا إشارة إلى أنه بنزول عمود الكتاب على الإمام تبدأ الرفعة عند الإمام ويدخل في سور العزة الذي لا يغالب . )

ومن تابع بقية مقالتي عن اللون الأحمر يجد أن هناك ترابط بين اللون الأحمر وموضوع القرآن الكريم وكأن الكلام يصدق بعضه بعضاً ، إنما هنا ذكرت فقط القرينة المتعلقة بالفرقان وعمود الكتاب بحسب فهمي .

([1]) الماوردي : النكت والعيون ( 4/131)
([2]) الرازي : مفاتيح الغيب ( 24/429)
([3]) الماوردي : النكت والعيون ( 1/122) —

محمد احمد البيض

لا تعليقات حتى الآن

  1. مقالات جميلة ولكن عندي تعليق اخي لو تتامل سورة الفرقان وكانها كلها توجيهها للمهدي ولذلك يصف فيها كفر كثير من المسلمين بعدم تصديققهم للمهدي انه رسول اخر الزمان .. نرى ان الله يقول واتخذو من دونه الهه وهنا نضن لاول وهله انه يتحدث عن كفار قريش او قوم ابراهيم ونلحظ ان الله يصف من هؤلاء الهه فقال انهم بشر مخلوقين مننا وهم العلماء والمفسرين وكل علماء المسلمين الذين فسرو لنا القران واصبحوا لهم الكلمه العليأ حتى اذا خرج المهدي وقال انا رسول الله لكم انكروه لان العلماء قالو خاتم الانبياء والمرسلين بينما الله يقولها صراحه رسول الله وخاتم النبيين ختم النبوه فقط حتى اذا ظهر احد وقال انا رسول انكره الناس ولمم يصدقوه والله يقول ماكنا معذبين حتى نبعث رسولا قبل العذاب للنجم الطارق والدخان سينزل الفرقان للمهدي لكي يشرح القران واما كل الكتب فقد القران هيمن عليها وكل الكتب موجوده بالقران والدليل الحروف المقطعه لذلك قال يبعث الله رجل من اهلي اي ان الله بعثه وان تبعث بشي فهو دليل رساله انظر للايات كما اخبرتك ستتضح لك معانيها ثم انظر قال الله سبحانه ويحشرهم ومايعبدون من دون الله وهنا يسالهم الله اانتم اظللتم عبادي هؤلاء ام هم ظلو السبيل وانظر ايضا بقوله وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلنا هباء منثورا وانظر لقولهم الذين كفروا تتنزل علينا الملائكه اي انهم مؤمنين بالملائكه برائيك اي من الامم هم الذين يؤمنون بالملائكه لاحظ ايضا قولهم او نرا ربنا من من الامم تؤمن باله واحد غير المسلمين عندها يحق على الامه الاسلاميه العذاب بالنجم الطارق والدخان تامل اخي سورة الدخان بوضوح وستفهم وانظر بشكل عميق ققول الرسول ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا هل بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا هاجرين القران بالتاكيد لا .. معلومه اخرى اضيفها سمي خليفه لانه خليفة متمم لكل الرسل والانبياء ورسول لكل الديانات والامم في الارض قد خلفهم جميعهم لذا تجد بحياة المهدي كل ابتلائت الانبياء والرسول المختارين وصفاته وشاماته كل صفه من نبي او رسول اما انه خليفة الله في الارض فهو اشمل لانه لم يقام عدل فيها من قبل خلق ادم لذلك هو تجسيد لعدل الله وهو عبده المبتلى والضعيف ليجعله شاهد على العالمين اما اسم المهدي فهو اسم اباه اي المقصود جد المهدي فهو اسمه مهدي لذلك وصف الرسول لشخصيات اخر الزمان تجدها باسماء اجدادهم القحطاني السفياني الخرساني ..الخ

  2. مقالات جميلة ولكن عندي تعليق اخي لو تتامل سورة الفرقان وكانها كلها توجيهها للمهدي ولذلك يصف فيها كفر كثير من المسلمين بعدم تصديققهم للمهدي انه رسول اخر الزمان .. نرى ان الله يقول واتخذو من دونه الهه وهنا نضن لاول وهله انه يتحدث عن كفار قريش او قوم ابراهيم ونلحظ ان الله يصف من هؤلاء الهه فقال انهم بشر مخلوقين مننا وهم العلماء والمفسرين وكل علماء المسلمين الذين فسرو لنا القران واصبحوا لهم الكلمه العليأ حتى اذا خرج المهدي وقال انا رسول الله لكم انكروه لان العلماء قالو خاتم الانبياء والمرسلين بينما الله يقولها صراحه رسول الله وخاتم النبيين ختم النبوه فقط حتى اذا ظهر احد وقال انا رسول انكره الناس ولمم يصدقوه والله يقول ماكنا معذبين حتى نبعث رسولا قبل العذاب للنجم الطارق والدخان سينزل الفرقان للمهدي لكي يشرح القران واما كل الكتب فقد القران هيمن عليها وكل الكتب موجوده بالقران والدليل الحروف المقطعه لذلك قال يبعث الله رجل من اهلي اي ان الله بعثه وان تبعث بشي فهو دليل رساله انظر للايات كما اخبرتك ستتضح لك معانيها ثم انظر قال الله سبحانه ويحشرهم ومايعبدون من دون الله وهنا يسالهم الله اانتم اظللتم عبادي هؤلاء ام هم ظلو السبيل وانظر ايضا بقوله وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلنا هباء منثورا وانظر لقولهم الذين كفروا تتنزل علينا الملائكه اي انهم مؤمنين بالملائكه برائيك اي من الامم هم الذين يؤمنون بالملائكه لاحظ ايضا قولهم او نرا ربنا من من الامم تؤمن باله واحد غير المسلمين عندها يحق على الامه الاسلاميه العذاب بالنجم الطارق والدخان تامل اخي سورة الدخان بوضوح وستفهم وانظر بشكل عميق ققول الرسول ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا هل بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا هاجرين القران بالتاكيد لا .. معلومه اخرى اضيفها سمي خليفه لانه خليفة متمم لكل الرسل والانبياء ورسول لكل الديانات والامم في الارض قد خلفهم جميعهم لذا تجد بحياة المهدي كل ابتلائت الانبياء والرسول المختارين وصفاته وشاماته كل صفه من نبي او رسول اما انه خليفة الله في الارض فهو اشمل لانه لم يقام عدل فيها من قبل خلق ادم لذلك هو تجسيد لعدل الله وهو عبده المبتلى والضعيف ليجعله شاهد على العالمين اما اسم المهدي فهو اسم اباه اي المقصود جد المهدي فهو اسمه مهدي لذلك وصف الرسول لشخصيات اخر الزمان تجدها باسماء اجدادهم القحطاني السفياني الخرساني ..الخ

  3. تابع سلسلة ظهور القحطاني على اليوتيوب تقارب كبير
    وأفق أوسع وأقرب للتصديق

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × ثلاثة =