الإرهاصات والعلامات الممهدة لخروج المهدي

irhassat
الإرهاصات والعلامات الممهدة لخروج المهدي
أولاً :   انتشار الظلم في كل الأرض .
ورد في أحاديث كثيرة أن المهدي t يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً وظلماً ، و في هذا إشارة إلى أن المرحلة التي تسبق خروج المهدي يكون الظلم قد بلغ مداه في الأرض ، وقد جاءت لفظة الأرض مطلقة للعموم ؛ أي أن الظلم يعم الأرض جميعاً مما يعزز أن يكون المهدي بعد أحد الفتن العظمى التي يهلك بسببها الكثير ، وتكون معززة للظلم في الأرض ، والقرائن تشير إلى أن المهدي يكون بعد فتنة الدهيماء وهي أعظم الفتن على الأرض قبل فتنة الدجال .
طبعاً هذا لا يعني أن الأرض في ذلك الزمان تكون خالية من أهل الحق والعدل ، بل يكونون ، بدليل حديث الطائفة المنصورة ، لكن يغلب الظلم على أكثر أهل الأرض .
ولعل تلك المرحلة تتسارع فيها وتيرة الظلم حتى تعم ؛ بحيث يصدق في حقها قول النبي r : ما من يوم إلا والذي بعده شر منه . فيكون انتشار الشر بازدياد ،و تأتي الرغبة عند الكثيرين للخلاص مما هم فيه ، بل انتشار الظلم بالشكل المذكور في الأحاديث يعزز فضيلة العدل وقيمته في قلوب الناس ، ويقوي رغبتهم في تحقيقه مهما كان الثمن غالياً (_ ) ؛ لذا يزداد الشوق لنصرة من يخرجهم من هذا الظلم ،  ويقوى الاستعداد لحمل أعباء الرسالة والحرص عليها خالصة لوجه الله  ، ولعل ذلك يفسر لنا بعض الروايات التي تشير إلى تشرب الناس حب المهدي t ، ويكثرون ذكره قبل خروجه ، وذلك لما يعلمون أنه في خروجه خلاصهم مما هم فيه من ظلم .
وقد ورد في بعض الآثار  توصيف لبعض أشكال الظلم قبل خروج المهدي t منها القتل ، وانقطاع الطرق وكثرة الفتن وهذه بعض الآثار الدالة على ذلك :
/ –   عن ابن سيرين – رحمه الله –  قال: » لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة «   ([1])
وهذا الأثر يتفق و القول بأن آخر فتنة الدهيماء يكون انحسار الفرات عن جبل من ذهب يقتتل لأجله الناس فيقتل من كل تسعة سبعة .
/ –   عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : »  إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن ، خرج سبعة رجال علماء من   أفق  شتى على غير ميعاد يبايع لكل رجل منهم ثلثمائة وبضعة عشر رجلا حتى يجتمعوا بمكة ، فيلتقي السبعة  ، فيقول بعضهم لبعض ما جاء بكم  ، فيقولون جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ على يديه هذه الفتن .. «   ([2])
وهذا الأثر فيه إشارتان :  الأولى : فيه بيان لبعض أشكال الظلم قبل خروج المهدي ، والثانية : فيه إشارة إلى أن بعض أهل العلم من الأمة يهديهم الله سبحانه وتعالى إلى وقت خروج المهدي t ، ويتحركون لهذا الأمر العظيم الذي فيه إنقاذ للأمة ، وهذا الأمر ليس ببعيد فكما أهدى الله سبحانه وتعالى بعض أهل الكتاب من يهود ونصارى كيهود المدينة و بحيرا الراهب إلى زمن خروج النبي r ، فمن باب أولى أن ترزق الأمة من أهل العلم بالكتاب والسنة ممن يعلمون زمان خروج المهدي t ، وهذا يعتبر أيضاً أحد الممهدات لخروج المهدي t .
تنبيه :
طبعاً ما ذكرته من استحكام الظلم قبل خروج المهدي t  ليس ذريعة عند بعض المتواكلين للقول أنه ما دام انتشار الظلم وطغيانه وعمـومه ممهداً للمهدي ، فلنترك الحبل على غاربه لنعجل من ظهوره .
فهذه الشبهة لا تستقيم بأي وجه لعدة أسباب منها :
–       إن الأخذ على يد الظالم جزء من عقيدة المسلم ، وترك هذه الفريضة تضييع واستهانة بعنصر أصيل من الدين .
–    كذلك لا يعلم متى خروج المهدي t على وجه العموم هل هو في زماننا ، أو في غيره ، لذا ترك فريضة حاضرة للتعلق بقضية غيبية غير معلوم زمانها هو بمثابة تضييع للشريعة وتخاذل في حمل تكاليفها ، ومن لم ينشغل بالفرض العاجل يتصور منه تضييع الفرض الآجل ؛ لذا لا أتصور ممن يحمل هذه العقلية أن يكون له حظ في نصرة المهدي t حال خروجه .
–        يعتبر دفع الظلم ورد المظالم عذر يقدمه العبد بين يدي الله سبحانه وتعالى ، و إلا شمله العقاب وعمته الفتنة .
لهذه الأسباب وغيرها يمكن القول أن هذه الشبهة هي من مداخل الشيطان على قلوب البعض ليبث فيهم الانهزام والسلبية ؛ لذا لا يقال أن المهدي يخرج في عهد ركود ونوم لأهل الحق الذين ينتظرون خروجه ، بل على العكس تكون التضحيات قبل خروج المهدي t من الطائفة المنصورة  في أعلى درجاتها بالرغم من استحكام الظلم ، ويكون خروج المهدي t بمثابة الهدية والجزاء لهؤلاء الذين يستحقون وعد الله سبحانه وتعالى بالاستخلاف في الأرض .

ثانياً :  فتنة الدهيماء ( العمياء ) . (_ )

تعتبر فتنة الدهيماء آخر الفتن العظام قبل الدجال ،  وهي الممهدة لخروج الدجال كما جاء التصريح في آخر الحديث » فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ – أي فتنة الدهيماء – فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ . «  ([3])
وهي أيضاً ممهدة لخروج المهدي t  ؛ حيث إن خروجه يكون قبل الدجال ؛ أي أن خروجه يكون في آخر فتنة الدهيماء ويستمر لما بعد نزول عيسى r  الذي يقتل الدجال ، وهذا المعنى يعتبر من اللازم العقلي الذي تقتضيه مجموع الروايات ،  وقد ورد في بعض الآثار الربط بين فتنة الدهيماء وبين خروج المهدي t ، أو بين حسر الفرات الذي يكون في فتنة الدهيماء أو آخرها وبين خروج المهدي ومن هذه الآثار ما ورد  عن الإمام علي حيث قال  » ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم فإن فيهم الأبدال وسيرسل الله إليهم سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول  r  في اثني عشر ألفا إن قلوا وخمسة عشرة ألفا إن كثروا إمارتهم أو علامتهم أمت أمت على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك فيقتتلون ويهزمون ثم يظهر الهاشمي فيرد الله إلى الناس إلفتهم ونعمتهم فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال . «   ([4])   .
و عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : }  يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ . {  ([5])   هذا الحديث يربط بين خروج المهدي وبين مقتلة عظيمة على كنز الفرات كما سأبين  .
وفي أثر آخر عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : »  الفتنة الرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر لا يبقى بيت من العرب والعجم إلا ملأته ذلا وخوفا تطيف بالشام وتغشى بالعراق وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها تعرك الأمة فيها عرك الأديم ويشتد فيها البلاء حتى ينكر فيها المعروف ويعرف فيها المنكر لا يستطيع أحد يقول مه مه ولا يرقعونها من ناحية إلا تفتقت من ناحية يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ولا ينجو منها إلا من دعا كدعاء الغرق في البحر تدوم إثنى عشر عاما تنجلي حين تنجلي وقد إنحسرت الفرات عن جبل من ذهب فيقتلون عليها حتى تقتل من كل تسعة سبعة . «  ([6])   
فهذا الأثر عن أبي هريرة t – بالرغم من ضعفه – فيه إشارة إلى وجه العلاقة بين فتنة الدهيماء وبين حسر الفرات وبين خروج المهدي t ، ويعززه آثار كثيرة أعرضت عن ذكرها هنا ، ومن رام الاستزادة فعليه بالمستدرك للحاكم والفتن لنعيم بن حماد و عقد الدرر للسلمي .
و يمكن القول أن فتنة الدهيماء أو العمياء إرهاص من الإرهاصات الدالة على قرب خروج المهدي t .
وفتنة الدهيماء كما جاء وصفها أنها فتنة عامة لا تترك مسلماً إلا لطمته ، وأنها ممحصة تميز بين المؤمن والمنافق .
وكونها ممهدة للدجال يشير إلى أنها شبيهة بفتنته ، وإن كانت أقل منها في الدرجة، ولعل هذا يفسر لنا سبب امتلاء الأرض ظلماً وجوراً ؛ أي يكون انتشار الظلم  بهذا الشكل غير المعهود نتيجة من نتائج تلك الفتنة العظيمة .

 ثالثا: قتل النفس الزكية .

/ –   عن مجاهد قال حدثني فلان رجل من أصحاب النبي r : » أَنَّ الْمَهْدِيَّ لاَ يَخْرُجُ حَتَّى تُقْتَلَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ , فَإِذَا قُتِلَت النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ غَضِبَ عَلَيْهِمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، فَأَتَى النَّاسَ الْمَهْدِي ، فَزَفُّوهُ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا لَيْلَةَ عُرْسِهَا , وَهُوَ يَمَْلأَ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً , وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا , وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا ، وَتَنْعَمُ أُمَّتِي فِي وِلاَيَتِهِ نِعْمَةً لَمْ تَنْعَمْهَا قَطُّ  «  ([7])
شرح :
–   هذا الأثر موقوف على أحد الصحابة ، ومثل هذه الأحاديث الموقوفة لا يمكن صدورها عن اجتهاد من الصحابي t لتعلقها بالغيبيات ؛ لذا يأخذ حكم المرفوع ، وفيه إشارة إلى إرهاص من إرهاصات خروج المهدي وهو قتل رجل صالح جاء التعريف به بأنه النفس الزكية ، وهذا وصف وليس اسم في الغالب ، وغاية ما يحمله من معاني أن هذا الرجل الصالح الذي يقتل له ذمة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ؛ فيغضب الله سبحانه وتعالى لموته ، ويغضب لغضبه أهل السماء والأرض ، فقصة هذا  الرجل أشبه بقصة صاحب يس الذي ورد ذكره في القرآن ؛ حيث نزل العذاب كرامة له ونكاية بقاتليه ، وذلك بعد قتله مباشرة كما تشير الآيات في سورة يس .
–   هذا الإرهاص قد لا يدركه أهل الأرض بوضوح لعدم علمهم بالمراد منه ؛ حيث لم يأت التصريح بحقيقة هذه الشخصية الموصوفة بالنفس الزكية التي يعتبر قتلها موجباً لنزول العذاب ، ثم النصرة لأهل الحق في الأرض بخروج المهدي ، وكما ذكرت عبارة النفس الزكية هنا هي من باب التوصيف وليس العلمية ،  وهي أشبه بقول الله سبحانه وتعالى : }   أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّة {  ([8])   ، وذكر النبي r للصفة دون التعيين للشخصية له حكمته بخصوص ذلك الرجل ، وطبيعة المرحلة ونظرة الناس لهذه الشخصية ، لكن ذكر النبي r لهذه الحادثة بالذات لها فوائدها التي قد ينتبه لها أهل العلم في وقتها ؛ حيث يملكون تعيين المراد بتلك الشخصية عبر قرائن وشواهد وأحداث متلاحقة  ، وإلا لو لم يكن هناك تصور لحدوث هذا الفائدة لأصبح ذكر هذه القضية مما لا فائدة به للأمة أو لأهل العلم منها ؛ حيث يكون الأمر كله بالنسبة لهم في طي الغيب الذي لم يدرك أي طرف من أطرافه .
–   الملاحظ في الأثر السابق أن قتل النفس الزكية يترتب عليه غضب الله ونقمته على قاتليه أو المتآمرين عليه ، مما يشير إلى وقوع عقوبات ربانية قبل خروج المهدي ، وهذه العقوبات تصيب الذين قتلوا أو تآمروا على ولي من أولياء الله في الأرض ، ولعل حصول هذه العقوبة تنبه الناس إلى كون الرجل المقتول في ذلك الزمان هو النفس الزكية المقصودة ، ثم يكون بعد ذلك خروج المهدي t .
–   يشار هنا إلى أن النفس الزكية المقصودة هنا ليست هي محمد بن عبد الله بن الحسن  المعروف بالنفس الزكية والذي خرج على العباسيين ، فقتلوه هو وأخوه إبراهيم ، ولعل تلقبه بهذا اللقب هو  من باب التيمن والطمع بأن يكون هو المقصود ، وورد أنه لقب أيضاً بالمهدي . قال ابن كثير : «  تلقب بالمهدي طمعاً أن يكون هو المذكور في الأحاديث ، فلم يكن به ، ولا تم له ما رجاه ، ولا ما تمناه ، فإنا لله ! »  ([9])  

رابعاً :   وقوع أحداث طبيعية وكونية عظيمة   .

/  – عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ t  قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ r  عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ ، فَقَالَ :  مَا تَذَاكَرُونَ قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ : }  إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ r  وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ  ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَـزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ . {   ([10]) 
شرح :
هذا الحديث يشير إلى العلامات الكبرى للساعة ، وقد سبق شرحه ، والشاهد
فيه هنا  أن عيسى r ينزل في الراجح في عهد المهدي t ليقتل الدجال ، وفي هذا دلالة صريحة على أن المهدي يكون في مرحلة هذه الآيات العظام ، وقد سبق أن بينت في فصل  الحدث الكوني بعض الأحداث المتوقع حصولها قبل الدجال ، واعتبرت أن آية الدخان تكون قبله ، وهي التي يترتب عليها تغيير جوهري في الأرض على وجه العموم ويرتبط بها زلازل وخسوف ورجم من السماء وقحط وشدة في الأرض ، وهذه الأحداث على وجه العموم تكون ممهدة لخروج المهدي .
/ –   عن عبد الله بن حوالة t  قال : قال لي رسول الله r : } يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ أَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنَ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ . {   ([11])
شرح :
هذا الحديث صريح في الربط بين بعض الأحداث العظام وبين نزول الخلافة بيت المقدس ، والغريب أن الحديث لم يعتبر أن الزلازل والبلابل من الأمور العظام مما يشير إلى أن المقصود بها أشياء أعظم من الزلازل ، وقد سبق التفصيل في ذلك في الحدث الكوني فليرجع إليه ، والشاهد هنا أن نزول الخلافة بيت المقدس إشارة إلى عهد المهدي t مما يشير إلى أن هناك أحداثاً عظيمة تكون ممهدة لخروجه .
/ –   عن أي سعيد الخدري t حيث قال : قال رسول الله r : }  أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِىِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا . {  ([12]) 
شرح :
هذا الحديث صريح في الربط بين خروج المهدي وبين وقوع بعض الأحداث الطبيعية كالزلازل ، وبين الاختلاف الذي يكون بين الناس والذي يبلغ أوجه عند حسر الفرات عن جبل من ذهب ، وهذه كلها ممهدات لخروج المهدي .
/ –   عن علي بن عبد الله بن العباس قال: » لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية. «  ([13])
شرح :
هذا الأثر عن ابن حبر الأمة يشير إلى أن هناك علامة فلكية تظهر عند خروج المهدي كمذنب ونحوه ، وقد سبق التفصيل في المراد بهذه العلامة في فصل آية الدخان و الحدث الكوني، فراجعه   .

خامساً :  الطائفة المنصورة وجهودها :

/ – عَنْ ثَوْبَانَ t  قَالَ :  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : }  لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ ، لَا يَضُـرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ، وَهُمْ كَذَلِكَ {   ([14])   
وفي رواية أخرى عن معاوية t : } لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاس. {  ([15])  
شرح :
هذه الأحاديث وغيرها كثير فيها إشارة واضحة على بقاء طائفة من أهل الحق قائمين على دين الله سبحانه وتعالى حتى يأتي أمر الله ، و قد اختلف العلماء في  المراد بأمر الله في الحديث إلى قولين :
القول الأول : المراد بأمر الله الريح  التي تقبض أرواح المؤمنين بين يدي الساعة .
القول الثاني : المراد بأمر الله  خروج المهدي عليه السلام أو نزول عيسى r  .
والقول الثاني هو الذي أرجحه ويؤيده بعض الآثار منها قول رسول الله r :  }  لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمْ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ {  ([16])  .  وقوله r : }    لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام {  ([17])
فالأثر الأول يشير إلى أن آخرهم يقاتل الدجال ، مما يدل على أن أمر الله قبل ذلك ، وهو المهدي t ، والحديث الثاني صريح الدلالة في الربط بين أمر الله ونزول عيسى r ، فإما أن يكون أمر الله هو نزول عيسى r أو خروج المهدي قبله .
كذلك أحاديث  الطائفة المنصورة تشير إلى أنها تكون في حالة جهاد إلى أن يأتي أمر الله ، وبعد عيسى r لا يكون جهاد فالمعلوم أنه بعد نزوله والقضاء على الدجال وشيعته يكون خروج يأجوج ومأجوج ، وهؤلاء لا يقاتلهم المسلمون لعدم القدرة عليهم ، وبعد القضاء عليهم لا يبقى كافراً على وجه الأرض ، ثم بعد ذلك تأتي علامات النهاية ، والتي منها الريح .  
ووفقاً لما ذكرت  تكون الطائفة المنصورة هي من أعظم الممهدات لخروج المهدي t ، ومن تتبع الجانب التفصيلي في سيرة المهدي يجد أن المهدي لم يؤسس أنصاره ابتداءً ، بل الأنصار هم الذين يخرِجون المهدي ويبايعونه ، وفي رواية أن البيعة تأتيه هنية وهو في بيته مما يشير إلى أن هناك ممهدين لخروج المهدي t من علماء ومجتهدين وغيرهم ، وهؤلاء هم الطائفة المنصورة التي   تتضافر جهودها في آخر الزمان ، لتجتمع تحت قيادة المهدي من جميع أصقاع الأرض ، كذلك من تتبع بعض الروايات التي تشير إلى خروج ألوية من قبل المشرق فيها خليفة الله المهدي t يعلم أن المراد بها جزء من الطائفة المنصورة التي تمهد له قبل خروجه ؛ والطائفة المنصورة سواء كان المقصود بها العلماء أو المجاهدين أو طلاب العلم ، أو الدعاة أو غيرهم فإن جهودها و عطاءها في آخر الزمان  يرتقي إلى أعلى الدرجات بما يمهد لاستحقاق العزة والنصر والتمكين فيساقون إلى أهم عناصره وهو القيادة الملهمة وهو المهدي t  ، وكلما ارتقت هذه الجهود و واتضحت فيها معالم رسالة الإسلام كلما كان ذلك إيذان بقرب خروجه .  
  
سادساً: حسر الفرات عن جبل من ذهب .

/ –   عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : }  يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ . {  ([18])
وفي رواية : } إذا أقبلت الراياتُ السودُ من خراسان فائتوها فإنَّ فيها خليفةُ اللهِ المهدي . {  ([19])  
أقول :
  يتضح من الحديث أن هناك صراعاً حول كنز ما عبر عنه النبي r بقوله » كنزكم « ؛ أي الكنز المعهود الذي أبلغتكم عنه ، وقد ذكر بعض علماء الحديث أن المراد بهذا الكنز كنز الكعبة ، ولعل القائلين بهذا القول قد  استندوا إلي قول رَسُول اللَّهِ r  : }  يُبَايَعُ لِرَجُلٍ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا يُسْأَلُ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا وَهُمِ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ . {  ([20])   
فهذا الأثر يشير إلى كنز الكعبة ، وفيه إشارة إلى أن الذي يستخرجه هم الحبشة بعد هدمه   ؛ لذا أرى أن هذا القول بعيد  .
بل يترجح في ظني أنه كنز الفرات الذي يفاجأ به الناس في آخر فتنة الدهيماء ، والذي يرجح عندي هذا القول بعض الآثار الأخرى التي ربطت بين حسر الفرات والاقتتال عليه وبين خروج المهدي ، وكذلك الصيغة التي عبر عنها النبي r تشير إلى أن هذا الكنز معهود ذكره لدى الصحابة ، وفي حدود علمي أن الكنز المعهود الذي أبلغ عنه النبي r وذكر اقتتال الناس عليه هو كنز الفرات فقط ، أما كنز الكعبة فقد جاءت الإشارة إلى استخراجه بعد هدمها ،  يضاف إلى ذلك أن هذا الاقتتال الذي هو جزء من قدر الله سبحانه وتعالى يهلك به كثير من أهل الدنيا من جهة الشرق ، وهذا يمهد لمرحلة المهدي ؛ حيث سيمكن لأهل المشرق  من الطائفة المنصورة تحركاتهم نحو الغرب ، أو نحو إيلياء .
فتكون تحركاتهم في مرحلة أكلت الحرب الدنيوية أكثر قوة العراق والشام ، وهذا يمهد لانتصارهم على البقية الباقية .
ومن نظر إلى سياق مجموع الأحاديث الواردة في هذا الشأن يتحصل له هذا الجمع بين الروايات ويتصور طبيعة المرحلة الممهدة لخروج المهدي t
كذلك  في الحديث السابق إشارة نبوية إلى ضرورة نصرة أصحاب الرايات السود القادمة من خراسان ، وجاءت الإشارة إلى أن فيها خليفة الله المهدي t ، ولعل هذا يتعارض ظاهرياً مع الأحاديث المثبتة أن المهدي يكون بالجزيرة ثم يتوجه ناحية الشام ، ويمكن دفع هذا التعارض بأن هذا القول من النبي r من باب الكناية بتقدير محذوف ، أي أن بها نصرة خليفة الله المهدي t ، وجاءت هذه الكناية من باب التشجيع وعدم الإحجام عن نصرة هذه الرايات .

فائدة :
  جاء تعبير النبي r بضرورة إتيان هذه الرايات والالتحاق بها ولو حبواً على الثلج ، وفي ذلك ثلاث فوائد  :
الأولى  : الترغيب في الالتحاق بالجيش مهما كانت الظروف .
 الثانية : قد يكون بداية تحرك هذه الرايات نحو المغرب وإيلياء في فصل الشتاء؛حيث تكون الثلوج  .
الثالثة :   الترغيب للالتحاق بهذا الجيش ينصب على أهل البلاد الباردة من سكان الجبال في شمال خراسان و غيرها من المناطق القريبة من هذا الجيش .
فيتحصل بذلك تصور للمرحلة التي يمكّن فيها للمهدي فبعد الخسف الحاصل في جزيرة العرب يبدأ الصالحون من أهل العراق والشام ، وغيرها من البلاد بالتحرك نحو جيش المهدي t في مكة الذي يبدأ بالتوجه نحو الشام ، وفي نفس الوقت يبدأ تحرك جيش المشرق من أصحاب الرايات السود والتحاق أهل الإسلام به في المناطق العجمية والشمالية نحو الشام وإيلياء ، و يتم الالتقاء في دمشق التي تكون معقل المسلمين في الملاحم كما سيتضح .

خلاصة القول في الإرهاصات الممهدة :

–   يتضح مما سبق أن هناك كثيراً  من العوامل البشرية والطبيعية التي تتفاعل مع بعضها قبل خروج المهدي t ، فهناك فتنة الدهيماء المظلمة التي تعم الأرض ويترتب عليها انتشار الظلم وعمومه في الأرض ، وهناك حسر الفرات عن جبل من ذهب ليكتمل به أحد العوامل المهلكة لكثير من أصحاب الشهوات والممهدة لخلو الساحة الشرقية أمام جزء من الطائفة المنصورة من جهة الشرق ، وهناك جهود لعلماء وغيرهم من الطائفة المنصورة تكتمل صورته بمعرفة المهدي بأوصافه ومبايعته ، مما يشير إلى أن هناك إعداداً مسبقاً عند الطائفة المنصورة علمياً ونفسياً للقيام بأعباء المهمة العظمى في آخر الزمان بإعادة العدل في الأرض ، وتحقيق معالم رسالة الإسلام في جميع المعمورة ، وهناك أحداث عظام طبيعية وكونية تمهد لخروج المهدي وتهيئ له الظروف المؤاتية للقيام بأعباء الرسالة ، وهناك حاجة ملحة عند الكثيرين للخلاص مما هم فيه من ظلم ، والاستعداد للتضحية القصوى لنشر الحق في الأرض ، كذلك هناك علامات سماوية كالتي أخبر عنها ابن حبر الأمة و أرضية كخسف الجيش الذي يقصد المهدي ، وتكون هذه العلامات بمثابة دلائل على صدق إمامة المهدي ؛ وطبعاً الحاجة لهذه العلامات تكون ملحة للطائفة المنصورة في ذلك الزمان الذي يسبقه كثير من أدعياء المهدية ، والذي تكثر فيه الشكوك ، فتكون هذه العلامات من مقتضيات رحمة الله بالأمة ؛ حيث تَوَفَّر فيها الاستعداد الكامل لحمل الرسالة ؛ لذا ينصب لها العلامات والدلائل المؤازرة والمؤكدة على صدق إمامة المهدي t ، وهي من باب قول النبي صموئيل لبني إسرائيل في حق طالوت : « إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ . » ([21])  والأمة في آخر الزمان أحوج من بني إسرائيل لآيات متضمنة للسكينة والطمأنينة لقلوبهم في الدلالة على صدق  إمامة المهدي t .
د. محمد أحمد المبيض                                   

(_ ) هذه الظروف التي تسبق خروج المهدي يكون لها الأثر الكبير في بناء شخصيات متكاملة حريصة على تحقيق العدل الذي يعتبر أهم معالم رسالة الإسلام ، بل كل الرسالات ، والمعلوم أن عمر الفاروق t كان عنواناً للعدل في زمانه ، ولعل كونه من قبيلة بني عدي التي لقيت الضيم من بعض القبائل القوية في مكة الأثر الواضح في تعزيز فضيلة العدل عند عمر t فالذي يذوق مرارة الظلم هو أكثر الناس تذوقاً لحلاوة العدل  .
([1])  أخرجه نعيم بن حماد برقم 912 ، وإسناده حسن [ الفتن 231)]
([2])  أخرجه نعيم بن حماد برقم 949 [ الفتن ( 241) ]
(_ ) راجع فصل الفتن في الباب الأول ففيه تفصيل عن فتنة الدهيماء
([3])  سبق تخريجه
([4])  أخرجه الحاكم برقم 8658 ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي [المستدرك ( 4/596) ] ؛ والطبراني في الأوسط برقم 3905 ( 4/176) ؛ قال البستوي : إسناده صحيح [ البستوي : المهدي المنتظر (345) ]
([5])  أخرجه ابن ماجة   برقم 4084   ( 2/1367)   ، والحاكم  [ المستدرك ( 4/463) ] ، وقال عنه ابن كثير : تفرد به ابن ماجة . وهذا إسناد قوي صحيح ؛ والحديث صححه البستوي   [ البستوي : المهدي المنتظر ( 192) ]
([6]) سبق تخريجه
([7])  أخرجه ابن أبي شيبة برقم 37653 [ المصنف ( 7/514) ] ؛ قال الألباني : هذا المتن منكر مع كونه موقوفاً ، وإسناده نظيف ، ولا يبدو لي فيه علة إلا الوقف [ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( 5/176) ] ؛ قال البستوي : إسناده صحيح [ البستوي : المهدي المنتظر ( 214) ]
([8])  الكهف: من الآية74
([9])  ابن كثير : البداية والنهاية ( 10/84)
([10])  سبق تخريجه .
([11])  سبق تخريجه 
([12])أخرجه أحمد   برقم 11332   ( 3/46) ؛ قال الهيثمي : رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ، ورجالهما ثقات [ مجمع الزوائد ( 7/314) ]    
([13])  أخرجه عبد الرازق في مصنفه  برقم 20775 ( 11/273) ؛  ونعيم في الفتن برقم 905 ( 230) ؛   وقال عنه البستوي : إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات [ البستوي : المهدي المنتظر ( 220) ]
([14])  أخرجه مسلم   برقم 1920 [ مسلم بشرح النووي  ( 7/65 )  ]
([15])  أخرجه البخاري  برقم 7312 [ البخاري مع الفتح (13/306) ]
([16])  أخرجه أبو داود برقم 2468 ( 2/313)؛ وأحمد برقم 19920 قال محققه : إسناده صحيح [ المسند بتحقيق الأرناؤط  (33/194) ؛ والحاكم برقم 2392 وصححه [ المستدرك ( 2/81) ]
([17])  أخرجه أحمد برقم 19851 ، قال محققه : إسناده صحيح على شرط مسلم [ المسند بتحقيق الأرناؤط ( 33/83)   
([18])  سبق تخريجه
([19])  هذه الرواية أخرجها أبو الفتح الأزدي وعقب عليها البستوي بقوله : » الإسناد صالح للاستشهاد ولا سيما وأن متنه قد ورد من طريق آخر عن ثوبان بسند حسن ، وبذلك يصبح هذا الحديث حسناً لغيره . « [ البستوي : المهدي المنتظر ( 162) ]
([20])  أخرجه أحمد برقم 7929 ( 2/390) ؛ قال البستوي بعد ذكره لتصحيح الألباني وأحمد شاكر له : إسناده صحيح [ المهدي المنتظر  ( 297) ]
([21]) البقرة:248

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + 10 =