الخطر القادم : الصدام بين العرب والعجم

الخطر القادم : الصدام بين العرب والعجم :

________________ ★ …… ★ …… ★ _________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

في أولى الأفكار واللفتات واللمحات التي سأتطرق إليها في هذه الصفحة المباركة وبعد دعوة الدكتور نور مشكورا لي للكتابة بها .. سأتناول موضوع “حديث شريف ” على درجة كبيرة من الأهمية وبحيث يكون دليل إضافي يمكننا من التحذير بجدية من اقتراب الصدام بين العرب ( ككل ) والعجم ..

★ …… ★ …… ★

*حديث شريف :

وعن أبي الأسود الديلي قال : أسلمت أنا وزرعه بن ضمرة مع الأشعري فلقينا عبد الله بن عمرو قال : فجلست عن يمينه وجلس زرعة عن يساره فقال عبد الله بن عمرو :

يوشك أن لا يبقى في أرض العرب من العجم إلا قتيل أو أسير يحكم في دمه . فقال له زرعة بن ضمرة : أيظهر المشركون على أهل الإسلام ؟ فقال : ممن أنت ؟ قال : من بني عامر بن صعصعة على ذي الخلصة بناء أو بيتا كان يسمى في الجاهلية قال : فذكرت لعمر بن الخطاب قول عبد الله بن عمرو فقال عمر ثلاث مرات : عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول . قال : فخطب يوم الجمعة فقال : إن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان يقول :

لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين حتى يأتي أمر الله

قال : فذكرنا لعبد الله بن عمر بن الخطاب فقال : صدق نبي الله صلى الله عليه و سلم إذا جاء ذاك كان الذي قلت .

(رواه أبو يعلى عن شيخه أبي سعيد فإن كان هو مولى بني هاشم فرجاله رجال الصحيح)

★ …… ★ …… ★

* تخريج الحديث :

أخرجه ضياء في الأحاديث المختارة من طريق أبي يعلى الموصلي بلفظ:

“يُوشِكُ أَنْ لا يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَرَبِ مِنَ الْعَجَمِ إِلا قَتِيلٌ أَوْ أَسِيرٌ يَحْكُمُ فِي دَمِهِ”.

وأخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ:

“يُوشِكُ أَنْ لا يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ الْعَرَبِ إِلا قَتِيلٌ ، أَوْ أَسِيرٌ يُحْكَمُ فِي دَمِهِ”.

★ …… ★ …… ★

* شرح الحديث :

يجلس سيدنا “عبدالله بن عمرو” بين الصحابة ويخبرهم بخبر أنه لن يبقى في أرض العرب من العجم إلا قتيل أو أسير يُحكم في دمه ..

ثم يخطب سيدنا “عمر ابن الخطاب ” أمام الصحابة في يوم الجمعة ويقول من ضمن خطبته : أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله ..

فيذكر الصحابة قول سيدنا عمر عن النبي .. إلى سيدنا “عبدالله بن عمرو ” فيقول لهم :

إذا جاء ذاك كان الذي قلت ..

أي إذا ظهرت هذه الطائفة المنصورة .. حدث بعدها موضوع العرب والعجم ..

★ …… ★ …… ★

* الربط :

الطائفة التي تقاتل في الشام ذكرت بأحاديث متعددة ولها شواهد كثيرة من الصحيح .. سأكتفي بذكر إحداها :

(( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ”. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: “بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ )) ..مسند الإمام أحمد .

وهي إما موجودة في زماننا هذا أو أنها على وشك أن تتشكل بعد فتنة التمحيص التي غشيت الناس في الشام في الجزء الأول من فتنة الدهيماء ..

★ …… ★ …… ★

* استنتاج :

إذاً .. نحن الآن على وشك أن تدور فتنة طاحنة بين العرب والعجم باحتمالين :

إما أن العجم سيغزو “أرض العرب” وغالبا هذا المصطلح يُقصد به جزيرة العرب حصرا .. لأن الشق الآخر من الحديث يتحدث أصلا عن أهل الشام وطائفتهم التي تقاتل ..

وبعدئذ ستدور حرب وفتنة طاحنة .. ثم يمر زمن آخر فينتصر العرب ..

فلن يبقى عندها في أرضهم إلا القتلى والأسرى من العجم .. وهنا الحديث يبشر بالنهاية .. والتي إن وضعناها .. سنضعها في سياق فتنة الشرقية ..

وهي الجزء الثاني من الدهيماء ..

وهذا تسلسل منطقي وفق حديث الدهيماء الذي أصبحتم جميعا على اطلاع عليه ..

حيث تبدأ الفتنة بالشام والعراق ثم تنتقل للجزيرة ..

إذا ً .. قد يكون هذا دليلاً قوياً على غزو الفرس العجم للجزيرة العربية في المستقبل القريب ..

لأن كلمة عجم تُطلق مجازًا على الفرس ..

والله تعالى اعلم ..

★ …… ★ …… ★

* نناقش الوجه الآخر للحديث :

– “يُوشِكُ أَنْ لا يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ الْعَرَبِ إِلا قَتِيلٌ ، أَوْ أَسِيرٌ يُحْكَمُ فِي دَمِهِ”:

هنا نطرح تساؤل :

هل من الممكن أن العجم سيقتلون ويأسرون العرب في دولهم بعد انتصارات وفتوحات العرب .. أم أنه بسبب أعمال تفجيرية .. ؟؟!!

بالنسبة للأعمال التفجيرية هي موجودة دائماً .. ويتم التضييق على المسلمين عموماً .. لكن لم يحصل انتقاماً منهم لدرجة القتل والأسر الشامل للمسلمين ..

وهنا المشكلة لديهم بالإسلام ككل ويصفونه بالإرهاب ..

إنما الحديث يدل فقط على ” العرب ” ..

فما هي القصة ..؟؟!!

وأي من الحديثين أقرب للواقع .. ؟؟!!

مع العلم أن المقصود بالعجم هم ( كل من هو ليس عربي ) ..

★ …… ★ …… ★

لقد سُقت الحديثين للاسقاط لأنه وحسب ما رأيت أمامي في المنتديات المتخصصة أن أيّاً من أهل الحديث في زماننا لم يستطيعوا تغليب أحدهما على الآخر وبقيا مجالاً للأخذ والرد .. فيمن هو الأصح ..

ولكن في كلا الحالتين .. الخطر قادم ..

والتصادم قادم قادم .. لا محالة .

اللهم سلم .

…

ومن يقرأ الخريطة السياسية للأحداث .. خصوصا في الآونة الأخيرة .. يدرك أن الإحتمال الأول ليس ببعيد .. والآخر ليس بمستبعد ..

فقد حذر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من العيش بين ظهراني الكفار والمشركين :

حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : “أنا بريء ممن يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما” صححه الشيخ الألباني في “الإرواء” .