هنا القصة الكاملة لمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج في بريطانيا 2018

skripalputin 1
هنا القصة الكاملة لمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج في بريطانيا 2018, الاخبار, skripal attack,

هنا القصة الكاملة لمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج في بريطانيا 2018, الاخبار, skripal attack,

بريطانيا طردت 23 دبلوماسيًا روسيًا..خطوة هي الأعنف منذ 35 عام..آخر مرة طردت فيها لندن دبلوماسيين روس علي هذا النطاق كانت عام 1985..القصة كانت درامية جدًا..عام 1977 عيّنت موسكو ملحقًا صحافيًا في سفاراتها في الدنمارك يُدعي أوليج جورديفسكي..الاستخبارات الدانماركية نجحت في تجنيده..كشف لها عن أسماء 3 عملاء سوفييت علي أراضيها..طردتهم كوبنهاجن بعد أيام..لم يعرف السوفييت مصدر التسريب..بعد أعوام انتقل جورديفسكي إلي سفارة موسكو في لندن، كان مسئولًا عن تجنيد جواسيس إنجليز لصالح موسكو..عوضًا عن ذلك..باع أسرار موسكو للاستخبارات البريطانية.

دبلوماسي أميركي انتقل حديثًا للعمل في سفارة واشنطن في المكسيك..هجرته زوجته..دخل في موجة اكتئاب حادة، وبدأ معاقرة الكحول..سيدة جميلة تغير كل شيء..التقي الدبلوماسي الأميركي بالسكرتيرة الثالثة للسفارة الكولومبية في المكسيك..روزاريو ديبوي أسرت قلبه، بدأ مواعدتها، ثم انتقلا سويًا إلي واشنطن..كان الدبلوماسي الأميركي قد عُين حديثًا في الاستخبارات المركزية مسئولًا في قسم مكافحة الجواسيس السوفييت..الحسناء الكولومبية أسرفت في الإنفاق بلا حساب..40 ألف $ كانت حصيلة ديون زوجها في شهر واحد فقط..كان لا بد من إيجاد مصدر دخل إضافي..ولا أنسب من بيع الأسرار الأميركية إلي السوفييت..دخل حلقة الجاسوسية طوعًا..سلّم السوفييت قائمة بأسماء 3 دبلوماسيين روس جنّدتهم واشنطن..حدث ما لم يكن يتوقعه..اكتشفت المباحث الفيدرالية ظابط بحرية أميركي جندته موسكو يُدعي جون والكر جونيور..أصيب الدبلوماسي الأميركي بالرعب من أن يكون التالي علي قائمة الجواسيس المكتشفين..صمم علي الإطاحة بكل الرؤوس السوفيتية الكبيرة المُجندة من قبل الغرب.

سلّم المسئول عنه من الجانب السوفياتي مغلفًا يضم أخطر عملاء الغرب..كان علي رأس القائمة الدبلوماسي السوفيتي في لندن أوليج جورديفسكي..استدعت ال KGB جورديفسكي إلي موسكو فيما بدا أنه مهمة عمل عادية..وبمجرد أن وصل..اصطحبه العملاء السوفييت لشقة آمنة خارج العاصمة..جري حقنه بمصل الحقيقة واستجوابه لمدة 5 ساعات..لم تُنتزع منه معلومات..أخلي سبيله ووضع تحت المراقبة..جورديفسكي كان بارعًا..تمكن من الوصول لفنلندا ومن ثمّ هربه عملاء الاستخبارات البريطانية إلي لندن..كانت صفعة قاسية لموسكو، توجب علي إثرها أن تقتل كل عميل منشق يقع في قبضتها..هناك شريط مصور يُظهر عملية القبض علي أحد جواسيس واشنطن في موسكو..ظابط ال KGB أدولف تولكاتشيف يتجول في موسكو سيرًا علي الأقدام..تستوقفه دورية شرطة روسية اعتيادية..يُدرك الرجل بحدسه أن هويته كُشفت..يهم بانتزاع حبة سيانيد من إطار نظارته..يسارع الظباط الروس بوضع قطعة قماش في فمه..يُعري من ملابسه..وينقل بعيدًا..بعد دقائق يظهر دبلوماسي أميركي..كان حلقة الاتصال بينه وبين واشنطن..يٌقبض علي بول ستومبو بذات الطريقة..جنسية ستومبو حمته من الإعدام..بينما جرت تصفية ظابط المخابرات الروسية تولكاتشيف بطلقة في الرأس..كان هناك اسمًا واحدًا مسئولًا عن كل ذلك..تسليم جودريفسكي وباقي العملاء المجندين من قبل الغرب..ظابط المخبارات الأميركية، وزوج الحسناء الكولومبية..ألدريش إيمز..الذي عرضت الجزيرة الوثائقية فيلمًا مترجمًا عنه قبل سنوات يحمل اسمه.

لكن إيمز لم يمنع جورديفسكي بعد هروبه للندن من كشف هوية عملاء موسكو..وكانت خطوة لندن بطرد 25 دبلوماسي سوفياتي عام 1985..اليوم في 2018 تطرد بريطانيا ذات العدد من الدبلوماسيين الروس لأول مرة منذ الحرب الباردة..لكن السبب مختلف..موسكو حاولت قتل سيرجي سكريبال، ظابط الاستخبارات العسكرية الروسية الذي جندته لندن بغاز الأعصاب..صحيح أن موسكو هي من أفرجت عن سيرجي سكريبال ونقلته للندن في إطار صفقة تبادل جواسيس..ونجحت في المقابل في استرجاع الجاسوسة الحسناء آنا تشابمان..لكن روسيا بوتين لم تنس..غشومية الروس أو بالأحري غرور القوة دفعهم لاستخدام غاز الأعصاب المحرم دوليًا والذي لا تستخدمه إلا الدول.

في 2006 صلاة الجنازة تُقام في أحد مساجد لندن علي أحد ظباط وكالة الأمن الفيدرالي الروسي..كان قد اعتنق الإسلام علي فراش الموت..فقط بعد 3 أسابيع من تسممه بمادة البولونيوم المشع 210، وُضعت في كوب شاي كان يحتسيه..ألكسندر ليتفينكو مات مسمومًا والفاعل بالتأكيد كان الاستخبارات الروسية..ليتفينكو هرب إلي لندن وكشف المستور.زمرة يلتسين كانت تبحث عن خليفة جديد للرجل الذي أنهكت الخمر قواه العقلية..بوتين رئيس وكالة الأمن الفيدرالي يبدو خيارًا مناسبًا..لكن بوتين يحتاج لما يبني عليه شرعيته..الحرب..الحرب بدورها تحتاج لمبرر..الإرهاب..ضربت موجة حادة من التفجيرات الإرهابية 4 مجمعات سكنية في روسيا أواخر العام 1999..بويونكسك، موسكو، ثم فولجودنسك..عدد الضحايا 300..التفجير الخامس كان علي وشك الوقوع..يتقدم 3 أفراد..يضعون جوالًا أسفل عقار سكني في رايزان علي بعد 300 كم من العاصمة موسكو..تصرخ سيدة..يلاحق الشرطيون السيارة التي تُقل الإرهابيين..تُنقل الأجولة فورًا..عمل إرهابي وأجولة تحوي ‘‘الهيكسوجين‘‘..لكن موسكو تُفرج عن الإرهابيين الثلاث، ثم يدعي رئيس الإستخبارات بوكاتشيف أن الاجولة كان معبأة ب ‘‘السكر‘‘..الإرهابيون الثلاث لم يكونوا سوي ظباط استخبارات روسية..لم تنفجر بعدها شقق سكنية..ما انفجر كان حرب الشيشان الثانية..كل ما كان يحتاجه القيصر الجديد، بوتين، لحكم روسيا.

ليتفينكو، الظابط المنشق والهارب حديثُا إلي لندن، تحت حماية الملياردير الروسي-الإسرائيلي بوريس بريزوفسكي، مهندس فوز يلتسين بالفترة الرئاسية الثانية، وأحد كبار مهندسي وصول بوتين للسلطة، قبل أن ينشق علي بوتين ويهرب إلي لندن علي خلفية الاعتقالات التي قام بها الرئيس بحق زمرة يلتسين لتصفيتها وإحلان نخب أمنية وعسكرية موالية له، نشأت معه في سان بطرسبرج، أو ما يُعرف بالسلافوي ستركتوري..ليتفينكو كان أول من كشف عن ضلوع موسكو في التفجيرات الإرهابية لتبرير وصول بوتين للسلطة..كان لابد من قتله..محاولة تفشل، وأخري لم يكتب لها النجاح..وأخيرًا يٌقتل في قلب لندن بالبولونيوم المشع في 2006..وبعد 7 سنوات..سيقضي راعيه الملياردير بيرزوفسكي نحبه أيضًا في لندن في ظروف غامضة..وفي مارس 2018 تُعيد موسكو ذاكرة الإغتيالات..تلك المرة بغاز الأعصاب..لكنها لم تمر كسابقتها.

محاولة اغتيال سكريبال بغاز الأعصاب فتحت الباب لحساب موسكو علي كل الفواتير القديمة..ليتفينكو وربما بيرزوفسكي والتدخل الإعلامي للتأثير علي خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي والموقف من الأزمة الاوكرانية واختراق المجالين البحري والجوي البريطاني..كل شيء..لندن تطرد 23 دبلوماسيًا، وتجمد أصول الدولة الروسية، ويمتنع مسئولوها عن الحضور الرسمي في كأس العالم..بينما تتوعد موسكو بالرد علي الإجراءات البريطانية..ويقينًا سيأتي وقت تخفت فيه الأزمة الدبلوماسية بعد أن تبلغ أقصي نقاطها الحرجة من التصعيد..لكن بأي ثمن..الأيام لن تبخل بإجابة..لا علي ذلك..ولا علي المدي الذي قد يبلغه إرهاب الدولة الروسية بحق المنشقين والمعارضين.

بعيدًا عن التعقيب..خبر العقوبات البريطانية علي موسكو في التغطية أدناه من فايننشال تايمز.

https://www.ft.com/content/74d20e9e-2778-11e8-b27e-cc62a39d57a0

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 1 =