الكل يريد أن يحب على عقيدة الحلول والإتحاد

يريد ان يحب على عقيدة الحلول والاتحاد
الكل يريد أن يحب على عقيدة الحلول والإتحاد

الكل يريد أن يحب …على عقيدة أهل “الحلول والأتحاد”، أن ينغمس الى أظافر قدميه ..فى كل تفاصيل و يوميات و عادات الشريك الآخر … مرورا بأهم اللحظات أثرا الى أكثرها عبثية وأقلها ثباتا … والا فهذا ليس بالحب المتوهج الذى شاهده وقرأ عنه .. وهو للأسف قد فشل أن يكون بطل قصة جديدة تبهر الآخرين .. يسجل أحداثها ..فى منشورات الفيس أو صور الأنستجرام ..
فأما أن تكون توأمى فلا هناك مسافات ..أو أصبحت غريبا من الغرباء ..لا وسط هنالك كما أفتى نزار ..أنى خيرتك فأختارى ..

 

فالنادر أن نجد من يلعب دور النحلة ..تزاور عن الزهرة ..ولكنها لا تستنزف كل رحيقها …فتغادرها كورقة جافة بعد عاصفة شاتية ..أن أضطرت للرحيل ..
والغالب أن نجد أقوام “الفيلة” …والتى تترك ورائها أمتارا من الأشجار والأعواد التالفة ..بعد أن مرت وقد قضت نهمتها ..
أشدهم ..فهما وتقى …
هو من ذلك الصنف الأول ..

( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا وَوَقَعَتْ فَلَمْ تَكْسِر ولم تُفْسِد ) كما قال صلى الله عليه وسلم …

ولهذا كانت الحياة فى العصر الأول أقرب الى السلاسة والأعتدال :

فلا رجل جالس ببيته ..الى جوار امرأته ..وقد أنحصرت رغائب الحياة فى المطعم والمشرب و المعشر و الأولاد ..وأغلق كل بيت أبوابه .. واكتفى بتلك الشعائر الوظيفية والتى قد تقوم بها أسراب الطيور و الوعول والوحوش …
ولا أحد يدلل بأفراط ..لدرجة تفقد الرجل خشونته ..أو تكسب المرأة أنانية وأثرة لا تليق بها .

لا تعلق وذوبان مرضى يسبب عند الآفتراق أنفطارا للقلب …يردى بصاحبه تبريحا الى هلكة .. كمجنون ليلى ..أو الدجيما ..

بل حزن مشبوب بصبر ..وطيف يلوح ..كلما هاجت ذكرى ..تختم بقبول أن الحياة ليست وطنا للأرواح ..بل جسر يعبر ..لنلتقى على الضفة الأخرى ..

كان عليه الصلاة والسلام ..إذا ذبح شاه يقول «أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة»…وربما كانت الليلة التى سبقتها ..هى تلك التى سئل فيها من ابن العاص ..( من أحب الناس إليك؟ …فأجاب عائشة .)

أو كعاتكة وهى ترثى زوجها عبد الله ..ثم بعد حين تتزوج عمر ..فيذكرها على بن أبى طالب بشعرها فى زوجها الراحل فتبكى ..وتنصرف عن عمر فى ليلتهما الأولى ..ثم لا تلبث الأمور أن تستقر مجددا ..دون أن تنسى ..(لا تنفك عيني سخينة عليك )…!!

كان الناس فى تلك الآونة .. طوافين ..سائحين ..ملتمسين لسبل الخير …فى كل بقعة ..
كانت هناك أوقاتا لمجالس العلم و لميادين الجهاد وكان قعر البيوت ..ورشة لتعلم فنون وصنائع للفتية والصبايا.

 

كان الزواج ..ليس بغيته أن أصنع .. امرىء.. أنتوى أن أفرغه من كل هدف سوى الأهتمام بكل تلك التفاصيل التافهة التى نحياها .. بل أن أعينه ..أن يكون ..أفضل أداءا و مثابرة …أكثر طمأنينة و بشرا بالحياة ..لينطلق ..فيكون أداة فى بناء أمة الأستخلاف ..لا قنبلة موقوتة ..تنتظر أول أحتكاك لتنفجر ..من كثرة الضغوط و المطالب ..

كانوا وقتئذ ..أقل تطلبا ..أكثر عطاءا ..أطول صمتا .. أعمق تفكرا ..أصدق ضحكا ..أختصارا يمكن القول …أكثر أنسانية …
أو هكذا يبدو لى …

والله ..أن يوما و ليلة واحدة .. فى كنف الصحابة والتابعين رجالا ونساءا بين أزقة المدينة ومسجدها ودورها فى مودة بلا تكلف ..وهمة لا تتخلف ..ومبات ولو فى خيمة بالية على أطرافها تحت سماء ماطرة ..
لأحب الى من قصور فيرساى ..ومنتجعات بالى ..وشواطىء سيشل ..

وصدقت ميسون ..
لبيت تخفق الأرواح فيه …أحب الى من قصر منيف..

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة − ثلاثة =