هكذا يعبث شياطين الجن بأجساد بني آدم

مقال الكاتب بهاء الدين شلبي بعنوان هكذا يعبث شياطين الجن بأجساد بني آدم . مقال متميز وفريد من نوعه وفي تناوله .عبث الشياطين بأجساد البشر

Demons and human body

هكذا يعبث شياطين الجن بأجساد بني آدم

      خلق الجن وخصوصية قدراتهم: تكلمنا فيما سبق عن الروائح وعلاقتها بالشياطين، ومدى تأثرهم بها سواء كانت روائح مستطابة أو كريهة، وأنها تدخل كجزء من صناعة السحر، وبات من المهم أن ندرك حاسة الشم لدى الجن، والتي تفوق حاسة الشم لدى الإنس، فتؤثر في الشيطان بقدر حساسيته المفرطة في إدراك أي رائحة. فلو أننا أدركنا خطورة حاسة الشم في الإنسان، ومبلغ أهميتها وتأثيرها فيه، لعلمنا مدى تأثيرها في الجن والشياطين ومبلغ تأثرهم بها، فكما أنها تعتبر حاسة مفرطة الحساسية لديهم، ومركز قوة بالنسبة لهم، فإنها في نفس الوقت نقطة ضعف لهم، هذا إن أحسن المعالج استغلالها، وتوظيفها في نظامه العلاجي المتبع لإضعاف الشياطين والسيطرة عليهم.

لذلك فتمهيدا لدراسة حاسة الشم لدى الجن، لا بد وأن نتوقف عند خصائص خلق الجان، وتفوق قدراتهم على سائر قدرات البشر، فبدون إدارك هذا الفارق الجوهري، وتأسيس قاعدة لفهم طبيعة عالم الجان، لا يمكن بناء أي مفهوم صحيح عن عالمهم، وبالتالي لن يتسع العقل البشري بمقايسه النمطية، لأي معلومة تتجاوز إطار المألوف والمعتاد، وسيعتبر أي كلام بخصوص حاسة الشم لدى الجن، مجرد ضرب من الخيال، ممزوج بالدجل والخرافة، هذا إن لم نستقبل الجديد من المعلومات على أساس بنية تحتية من المعلومات المنضبطة شرعا، والمتوافقة عقلا.

قدرات الجن تفوق قدرات البشر، لقوله تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَؤُاْ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) [النمل: 38، 39]. فعفريت من الجن يمكنه رفع عرش ثقيل، ونقله من مكان إلى الآخر، وهذا من الأفعال التي يعجز البشر عن الإتيان بمثلها. وهذه القدرات الفائقة يلزم منها امتلاك الجن لحواس قوية تتلائم مع قوتهم الجسمانية. وحاسة الشم من أهم الحواس، وتعمل بلا توقف مع عملية التنفس، فلا يتوقف الشم ما لم يتوقف التنفس، بداية من الميلاد وحتى الممات. يمكن للإنسان التحكم في حواسه جميعا، فيما عدا حاسة الشم، كغض البصر، وصم الأذنين، وترك اللمس، وترك التذوق، فيستحيل على أي مخلوق منع الشم، لاقتران الشم بالتنفس، وجميع المخلوقات لا يمكنها الاستغناء عن استنشاق الهواء، والذي قد يكون معبق بروائح لا يمكن الامتناع عن شمها.

بشكل عام؛ نستطيع القول أن الجن اختصهم الله تبارك وتعالى بقدرات دون البشر، فإن كان خلق الجان سابق على خلق الإنسان، فالصحيح هو أن الله خلق الإنسان وقلص خصائص قدراته، فجعلها محدودة، وأقل من قدرات الجن، وهذا ما عرفه إبليس من قبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لمَّا صوَّر اللهُ آدمَ في الجنَّةِ تركه ما شاء اللهُ أن يترُكَه، فجعل إبليسُ يَطيفُ به، ينظُرُ ما هو، فلمَّا رآه أجوفَ عرف أنَّه خلَق خلقًا لا يتمالكُ). () وفي لسان العرب: “الأَجْوَفُ: الذي له جَوْفٌ، ولا يتمالَك أَي لا يَتَماسَكُ”. () وقال بن منظور أيضا: “ويقال: عجَنَت المرأَة فأَمْلَكَتْ إِذا بلغت مِلاكَتَهُ وأَجادت عجنه حتى يأْخذ بعضه بعضاً، وقد مَلَكَتْه تَمْلِكُه مَلْكاً إِذا أَنعمت عَجنه … يقال للعجين إِذا كان متماسكاً متيناً مَمْلُوكٌ ومُمْلَكٌ ومُمَلَّكٌ،”. () فإن كان آدم عليه السلام على ضخامته، بالنسبة لإبليس بصفته واحد من الجن يعد (خلقًا لا يتمالكُ)، أي أن خلقته وتكوينه غير متماسك، فهو غير مستعص على الشيطان، فيسهل على الجن التحكم في جسده وأعضاءه. من الملاحظ؛ أن آدم عليه السلام كان حينها إنسانا عملاقا، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خلق اللهُ آدمَ وطولُه ستون ذراعًا). () ورغم هذه الطفرة في الحجم، إلا أن إبليس (لمَّا رآه أجوفَ عرف أنَّه خلَق خلقًا لا يتمالكُ)، فمن المؤكد أن أجسادنا مقارنة بجسد آدم عليه السلام أقل تمالكا وتماسكا بكثير جدا.

“يوجد العديد من قياسات الذراع وإن كان أشهرها على الإطلاق هو الذراع الشرعي ويساوي 49,327477 سم. وعند الحنفية الذراع 46.375 سنتمتر. وعند المالكية 53 سنتمتر. وعند الحنابلة والشافعية: 61.834 سنتمتر”.(المصدر).فطول آدم عليه السلام بحسب الذراع الشرعي يساوي 29.59.6486 متر، وبحسب الذراع عند المالكية يساوي 31.80 متر. وبحسب الذراع عند الحنابلة والشافعية يساوي 37.10.04 متر. وخروجا من الخلاف حول المقاس، ففي المتوسط يكون الذراع حوالي نصف متر تقريبا، فإن كان طول آدم عليه السلام ستون ذراعا، فيكون متوسط طوله حوالي ثلاثون مترا، يزيد أو يقل بحسب اختلاف الآراء، ونحن أطول رجل فينا طوله في المتوسط مترين، أي حوالي أربعة أذرع تقريبا، فنحن مقارنة بآدم عليه السلام مجرد أقزام تتوه بين قدميه.

لتقريب الصورة إلى الأذهان فإن تمثال الماسونية المعروف باسم تمثال الحرية Statue of Liberty، يبلغ طوله من القدمين إلى الرأس حوالي 34 مترا، بفارق قدره حوالي أربعة أمتار زيادة عن متوسط طول آدم عليه السلام. مع الأخذ في الاعتبار زيادة طوله بسبب رفع المرأة رأسها لأعلى، أضف إلى هذا ارتفاع التاج فوق رأسها، مما يجعلها تبدو أعلى من طولها في الوضع التشريحي لجسم الإنسان، إذا نظرت للأمام، وليس لأعلى. وبحسب قول المالكية فيبلغ طول آدم عليه السلام حوالي 31.80 مترا، ولو استثينا من طول التمثال ارتفاع التاج، لكان طول المرأة شبه مطابق لطول آدم عليه السلام. فإن كانت الماسونية العالمية تمهد لخروج الدجال، واتحاده مع منظومة إبليس من الجن وما مقاسات تمثال الحرية إلا تجسيدا لنفس طول قامة المسيح الدجال، وما الحرية هنا إلآ رمز لتحرره من أسره، واستبشارا منهم بخروجه في القريب العاجل.

untitled 1200555000 وبمقارنة بسيطة، بين طول التمثال، وطول البشر حوله، سوف ندرك حجم الفارق الهائل بين أطوالنا، وأطوال الجيل الأول من البشر. في اعتقادي أن هذا التوافق في الأطوال ليس من قبيل المصادفة، فالماسونية العالمية لا تعبث، ولا تبعثر أموالها سفها بدون أهداف من وراء أي عمل يقومون به. بل تحديد هذا الارتفاع اتخذ عن علم مسبق، بدليل أن ارتفاع التمثال موافق لنص السنة المشرفة، مع فارق بسيط يعادل حجم التاج على رأس التمثال، فالفارق لا يكاد يذكر، بسبب اختلاف العلماء في تحديد مقدار الذراع.

إن صح القول؛ أن الدجال ولد منذ عهد آدم عليه السلام، إذن فإنه عملاق، خلق على نفس طول آدم عليه السلام ستون ذراعا، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من خَلقِ آدمَ إلى قيامِ السَّاعةِ فتنةٌ أعظمُ منَ فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ). () إذن فالدجال كان موجودا في زمن آدم عليه السلام، بدليل أن كل الأنبياء حذروا أقوامهم من الدجال وفتنته، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأُنذرُكموه، ما من نبيٍّ إلا وقد أنذره قومَه، لقد أنذره نوحٌ قومَه .. ). () وفي لسان العرب: “ونَذِرَ بالشيء وبالعدوّ، بكسر الذال، نذْراً: عَلِمَهُ فحَذِرَه… وأَنذَره أَيضاً: خوّفه وحذَّره”. () على فرض أن فتنة الدجال ستقع قبل قيام الساعة فقط، فلم يتعرض السابقون لفتنته، فلا يمكن للأنبياء السابقين تحذير أقوامهم من شر لا وجود له بعد، ولن يتعرضوا له في زمانهم، وإنما يحذرونهم من شر سيتعرضون له بالفعل، مما يعني أن الدجال خرج في الأقوام السابقين، وتعرضوا لفتنته. فإذا كان آدم عليه السلام أول الأنبياء، فيلزم من الحديث الشريف أنه حذر أولاده من فتنة الدجال، مما يعني وجود الدجال في زمانه، أي أن الدجال أحد أبناء آدم عليه السلام، والأرجح أنه من قتل أخاه.

قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لاَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لاَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) [المائدة: 27؛ 31]. ومعنى الندم من قوله تعالى (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) لا يلزم منه توبته من الذنب، قياسا على قوله تعالى: (فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) [الشعراء: 157، 158]، فلو لزم من ندمهم التوبة لما عذبهم الله، ولكنهم ندموا أسفا لأنهم استحقوا العذاب. وكما في لسان العرب: “نَدِمَ على الشيء ونَدِمَ على ما فعل نَدَماً ونَدامةً وتَنَدَّمَ: أَسِفَ”. () ومعنى “الأَسَفُ: الـمُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ”. () كما حزن موسى عليه السلام وغضب من فعل قومه، قال تعالى: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا) [الأعراف: 150]. فهو لم يندم على قتل أخيه، إنما ندم على عجزه عن موارة سوءة أخيه، فقوله (يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي)، فلو صح أنه ندم على قتل أخيه لتاب واستغفر، ولو تاب لتاب الله عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس من نفسٍ تُقتلُ ظلمًا، إلا كان على ابنِ آدمَ الأولُ كِفلٌ منها). وربما قال سفيانُ: (من دَمِها) – (لأنَّهُ أولُ من سنَّ القتلَ أولًا). () وبحسب النص لم يتوب حتى يغفر الله له، بدليل أن عليه كفل من دم يسفك، وهذا دليل على عدم سقوط الذنب عنه بالتوبة والاستغفار.

وهذا التحذير للأقوام السابقة دليل على وجود الدجال في زمانهم، استنادا لقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ) [فصلت: 29]، فإن كان إبليس هو الذي أضلهم من الجن، فنظيره الذي أضلهم من الإنس هو الدجال، وإن كان إبليس من المنظرين، لقوله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص: 79؛ 83]، فإن الدجال من المنظرين كذلك، طالما أنه خرج في كل أمة سابقة ليفتنها، إذن فلا يزال حيا إلى يومنا هذا، ومن المنظرين إلى يوم خروجه قبل يوم القيامة. وعلى ما تقدم فإن الدجال سيخرج على الناس في نفس طول أبيه آدم عليه السلام، وهذا الطول الشاهق سيكون فتنة للناس، فيصدقونه ويتبعونه.

في حديث طويل قال النواس بن سمعان: ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدَّجَّالَ ذاتَ غَداةٍ، فخفض فيه ورفَع، حتى ظننَّاه في طائفةِ النخلِ، فلما رُحْنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: (ما شأنُكم؟) قلنا: يا رسولَ اللهِ! ذكرتَ الدجالَ غَداةً، فخفضتَ فيه ورفعتَ، حتى ظنناه في طائفةِ النخلِ فقال: (غيرُ الدجالِ أخوفُني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حَجيجُه دونَكم. وإن يخرج ولستُ فيكم، فامرؤ حجيجٌ نفسَه. واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ … ). قلنا: يا رسولَ اللهِ! وما إسراعُه في الأرضِ؟ قال: (كالغيثِ استدبرتْه الريحُ … ). () والشاهد هنا على طول قامة الدجال أمران، الأول أن الصحابة ظنوه في طائفة النخل، أي كأنه في قامته واحد من النخل، وهذا كناية عن طول قامته المفرط كالنخل، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ظنهم في طول قامة الدجال، وهذا إقرار منه بصحة ظنهم بطوله المفرط.

أما الشاهد الثاني؛ فإسراعه في الأرض المترتب على سعة خطوته أثناء مشيه وتنقله، لقوله صلى الله عليه وسلم: (كالغيثِ استدبرتْه الريحُ … )، فالغيث تتسع مسافة سقوطه على الأرض، فتبعد أو تقترب بحسب شدة الريح، فترى الغيث ينزل بشكل مائل بعيدا عن موضع بداية نزوله، وكلما خفت سرعة الريح كان أقل ميلانا، وهذا كناية عن سعة خطوة الدجال، مما يدل على سبب سرعة تنقله. فإن قدرت مسافة خطوة الإنسان بربع طوله تقريبا، فإذا كان طول شخص ما مترين، قدرنا اتساع خطوته بنصف متر تقريبا، فلو كان طول الدجال مطابقا لطول آدم عليه السلام، فإن متوسط سعة خطوته حوالي سبعة أمتار ونصف في المتوسط. فالدجال أسرع من الإنسان المعاصر، لأن المسافة التي يقطعها الدجال في خطوة واحدة، طويلة جدا بسبب اتساع خطوته، في حين تحتاج من الإنسان المعاصر خطوات أكثر، وزمن أطول ليقطع نفس المسافة. فسرعة الدجال وطول خطوته، دليل على طوله المفرط، وأنه يفوق طولنا بكثير جدا.

ظاهرة التقازم والعبث في المورثات: من الملفت في الحديث الفارق الشاسع في الطول، بين أجيالنا القزمة مقارنة بالجيل الأول من البشر، مما يدل على أن قامة ذرية آدم عليه السلام في نقصان مستمر، ففي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلق اللهُ آدمَ وطولُه ستون ذراعًا، ثم قال: اذهبْ فسلِّمْ على أولئك من الملائكةِ، فاستمِعْ ما يحيونكَ، تحيّتُك وتحيَّةُ ذرِّيتِك، فقال: السلامُ عليكم، فقالوا: السلامُ عليك ورحمةُ اللهِ، فزادوه: ورحمةُ اللهِ، فكلُّ من يدخلُ الجنَّةَ على صورةِ آدمَ، فلم يزلِ الخلقُ ينقصُ حتى الآنَ). () فإذا كانت الجينات الوراثية تتوارث نفس صفات الآباء من متوسط معدل القامة، فهذا يعني أنه يتم تعديل الجينات الوراثية لتتناقص جيلا بعد جيل، وأن هناك إرادة وراء هذا التعديل الوراثي، تعمل على تقليص قامة البشر، وإضعاف بنيتهم الجسمانية، والمستفيد الوحيد من هذه الظاهرة هو الشيطان.

يوم القيامة لن يبقى حال البشر على ما هم عليه أطوالهم متابينة، بل بعد بعثهم وحسابهم سيزداد طولهم إلى نفس طول آدم عليه السلام ستون ذراعا، فيدخل من يدخل منهم إلى الجنة أو النار على ذلك، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قولِه تعالى: (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) [الإسراء: 71] قال: (يُدعى أحدُهم، فيُعطَى كتابَه بيمينِه، ويمدُّ له في جسمِه ستون ذراعًا، ويبيَّضُ وجهُه، ويجعلُ على رأسِه تاجٌ من لؤلؤٍ يتلألأُ، فينطلق إلى أصحابِه، فيرونَه من بُعْدٍ، فيقولون: اللهم ائْتِنا بهذا، وبارِكْ لنا في هذا، حتى يأتيَهم، فيقول لهم: أَبشِروا، لكلِّ رجلٍ منكم مثلُ هذا. وأما الكافرُ فيُسَوَّدُ وجهُه، ويمدُّ له في جسمه ستون ذراعًا على صورةِ آدمَ، ويُلبَسُ تاجًا، فيراه أصحابُه، فيقولون: نعوذُ باللهِ من شرِّ هذا، اللهم لا تأتِنا بهذا. قال: فيأتيهم، فيقولون: اللهم أَخِّرْه. فيقولُ: أبعَدَكمُ اللهُ، فإنَّ لكلِّ رجلٍ منكم مثلُ هذا).() وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَعْظُمُ أهلُ النارِ في النارِ حتى أنَّ بين شحمةِ أُذُنِ أحدهم إلى عاتقِهِ مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ وإنَّ غِلَظَ جلدُهُ سبعون ذراعًا وإنَّ ضرسَهُ مثلَ أُحُدٍ). () ولا تعارض مع الحديث السابق، فقد يصير الكافر قبل أن يدخل النار طوله ستون ذراعا، ثم يعظم فيها بعد ذلك للعذاب، فيزداد حجمه ضخامة، لقوله (يَعْظُمُ أهلُ النارِ في النارِ)، أي في النار وليس قبل دخولها.

797974555
غريغور يوهان مندل Gregor Johann Mendel
في القرن قبل الماضي اكتشف الراهب النمساوي غريغور يوهان مندل Gregor Johann Mendel ولد (20 يوليو 1822 – 6 يناير 1884) القوانين الأساسية للوراثة. فاكتشف خواص الجينات فإما أن تكون ذا طبيعة غالبة (سائدة)، أو مغلوبة (متنحية)، والجينة Genum، هي الوحدة الأساسية للوراثة في الكائنات الحية، وتسمى بالمعنى الحرفي لها المُوَرِّثَة، وبالتناسل تنتقل المادة الوراثية من جيل للآخر، فيحمل كل مولود جزء من مورثاته من أحد والديه بينما يحمل الباقي من الوالد الآخر. وأي خلل في المورثات قد يصيب المولد ببعض العيوب الخلقية. يحمل جسم الإنسان بعض الصفات الغالبة، كطول القامة مثلا، فالجين المسؤول عن طول القامة إما أن يكون غالبا أو مغلوبا، فإذا كان أحد الوالدين فاره الطول، فإن معدل هذه الصفة في أولاده سيكون مرتفعا، لأنها صفة غالبة، خاصة إذا كانت صفة الطول من الصفات الغالبة في كلا الأبوين، فسيحمل كل الأولاد نفس الصفات. وحديثا تمكن الإنسان من التلاعب المباشر بالمادة الوراثية للكائنات الحية، فقام بالتعديل الوراثي، فيما يعرف باسم الهندسة الوراثية Genetic engineering، ويعتبر أي كائن حي يتم إنتاجه باستخدام هذه التقنيات كائنا معدلا وراثيا. فكانت البكتيريا هي أول الكائنات التي تمت هندستها وراثيا في عام 1973، ومن ثم تلتها الفئران في عام 1974، وقد تم بيع الإنسولين الذي تنتجه البكتيريا في العام 1982 بينما بدأ بيع الغذاء المعدل وراثيا منذ العام 1994. (المصدر بتصرف)

“إن العلاج الجيني ما هو إلا عبارة عن هندسة وراثية للبشر عن طريق استبدال جينات الإنسان المعيوبة بنسخ تعمل بكفاءة ويمكن أن يحصل هذا في الأنسجة الجسمية أو أنسجة الخط الجرثومي. إذا ما تم إدخال الجين إلى نسيج الخط الجرثومي فيمكن عندها تمريره إلى أحفاد ذلك الشخص.(المصدر) وكما يمكن للبشر استبدال جينات معيوبة بأخرى ذات كفاءة عالية، فإنه من الممكن استبدال جينات ذات كفاءة عالية بأخرى معيوبة، ولا مانع كذلك من العبث في الجينات للتقليل من كفائتها، فإذا كان الإنسان قد توصل بالعلم إلى هذا المستوى من القدرة على التحكم في صفات المواليد، فإن للشيطان نفس القدرة، هذا إن لم يتفوق الجن على البشر في ذلك المضمار من العلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنَّ أحدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَه فقال: باسمِ اللهِ: اللهمَّ جنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا، فإنَّهُ إن يُقدَّرُ بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضرَّه شيطانٌ أبدًا). () ومن هذه الأضرار تسلط الشيطان على النطفة لحظة الإمناء، قال تعالى: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَىِ * من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) [النجم: 45، 46]، فقد ثبت علميا أن جنس الحيوان المنوي لا يتحدد إلا في لحظة الإمناء، وهذا يعني أن الشيطان يتربص بهذه النطفة لحظة إمنائها، ومن ثم يعبث في الجينات والمورثات، هذا إن لم يسمي الزوج قبل الجماع. فكل ما يطلق عليه أمراض وراثية، ما هو إلا عبث شيطاني، وتعديل وراثي يقوم به شياطين الجن للإضرار بالذرية، وهذا نتيجة غفلة الزوج صاحب النطفة عن التسمية عند الجماع، فلا يوجد عدوى، ولا انتقال وراثي للأمراض، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عَدوَى ولا صَفَرَ ولا هامة). فقالَ أعرابيٌّ: يا رسولَ اللَّهِ فما بالُ إبِلي تَكونُ في الرَّملِ كأنَّها الظِّباءُ، فيأتي البعيرُ الأجرَبُ فيدخلُ بينَها فيُجرِبُها؟ فقالَ: (فمن أعدَى الأوَّلَ؟). ()

على فرض صحة نظريتي؛ من تقازم البشر بسبب عبث الشيطان في موراثات اللإنسان، فهذا يلزم منه أن الأشجار والنباتات كانت أضخم مما هي عليه الآن، وكانت تتناسب في أحجامها مع احتياجات الإنسان العملاق حينها، وهذا يضع أمامنا فرضية أخرى؛ إن كان الشيطان تعامل وراثيا مع بنية جسم الإنسان، فمن المؤكد كذلك أنه تعامل بنفس الطريقة مع النباتات فتقلصت أحجامها، وإن كان من العسير الحصول على بقايا متحجرة لنباتات زمن آدم عليه السلام، بسبب سرعة تحللها. لكن كبر حجم الثمار في عهد آدم عليه السلام ثابت في الحديث الشريف بعد مقتل الدجال، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( .. وتكونُ الأرضُ كفاثورِ الفِضَّةِ، تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ حتى يجتمعَ النَّفَرُ على القِطْفِ من العنبِ فيُشْبِعُهم، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانةِ فتُشْبِعُهم .. ). () وفي لسان العرب”والنَّفَرُ، بالتحريك، والرَّهْطُ: ما دون العشرة من الرجال، ومنهم من خصص فقال للرجال دون النساءِ، والجمع أَنفار”. ()

هذا من وجهة نظري نتيجة بطلان (أسحار التقازم) بمقتل الدجال، فترجع الأشجار تخرج ثمارها ضخمة كبيرة، كما كانت على عهد آدم عليه السلام، فيشبع القطف من العنب، أو الرمانة النفر من الناس، أي ما دون العشرة من الرجال. أي أن حجمة الثمرة سيكون عشرة أضعاف الثمار المعاصرة، أو يزيد عن ذلك إلى خمسة عشر ضعفا، فالرجل العادي لا يشبعه قطف عنب واحد، أو رمانة واحدة، بل إثنين أو أقل قليلا، هذا بحسب نسبة الإنسان الأول إلى الإنسان المعاصر، حيث يزيد الإنسان الأول على المعاصر بحوالي خمسة عشر ضعفا تقريبا، وكذلك سترجع الثمار اضخم خمسة عشر مرة عن حجمها الحالي.

older richard owen 1000
السير ريتشارد أوين Sir Richard Owen

لا تعليقات حتى الآن

  1. ابحث عن شجرة الاسكويا العملاقة التى تم قطعها والتخلص منها فى سرية فى اوائل القرن

  2. أتمنى تتحدث عن مشروب القهوة وعلاقته بالشياطين وهل فعلا الشياطين من قامت بزراعة شجرة القهوة وان شربها يحدث شيطنه للجسم و طاقة سلبيه وحب للرقص والكلام ويقلل الصبر ويزيد الغضب والامراض الغضبيه

  3. ماهي الرقية والادعية للعلاج
    وماهي الطريقة للعلاج؟

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − ثمانية =