ما بين الدهيماء و المهدي

D985D8A7D8A8D98AD986D8A7D984D8AFD987D98AD985D8A7D8A1D988D8A7D984D985D987D8AFD98A
 ما بين الدهيماء و المهدي

you cannot handle the truth

نعم ، أنتم لا تستطيعون أن تتحملوا وطأة الحقيقة
فقلوبنا للأسف ليست جاهزة لتقبلها ، و جهازنا العصبي لا يستطيع أن يستوعب قسوتها .
أنا أعلم أن الكثير منكم صار يعرف أننا في آخر الزمان ، و إلا لما تابعتم هذه الصفحة أصلاً ، و لكن معرفتكم هذه هي بدون إدراك واعي لما تعنيه حقيقة أننا في آخر الزمان .

و ما المسؤولية التي تلقيها علينا هذه المعرفة

و ما هي الأمور المترتبة على هكذا إدراك من محاولة الارتقاء الروحاني ، و إعادة جدولة الأولويات في الحياة ، و التعالي على التفاصيل ، والتخلص من منهجية أصحاب البقرة في التفكير السطحي و طرح الأسئلة التعجيزية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معظمنا لا يزال يتعصب لجماعات زائلة ، أو زعماء فانين ، أو لقوميات جاهلية أو لأقفاص سايكس بيكو
و البعض يظن أن ما يقرأه هنا هو تسلية أو ثقافة ، أو معلومات ينساها بعد دقائق في دوامة الحياة
البعض منكم أرسل لي عشرات الرسائل لأن كل ما يهمه معرفته هو شخصية رجل المدينة الخفي الذي دبر الفتنة الأولى بين الصحابة ، وكأنه يقرأ رواية بوليسية لأجاثا كريستي ، وليس تاريخ الأمة و مصيرها .
مع أني ذكرت مراراً أني سأخبركم به في الوقت المناسب لأنه من الأسهل استيعاب حقيقته عندما يكون لديكم معطيات و بيانات أكثر ، ولأن تأثير دوره لا يزال مستمر حتى الآن ولم ينتهي في ذلك الحين

 

لكن ، إن كان البعض من قراء هذه الصفحة لا يزالون بهذه العقلية من الاهتمام بالقشور ، و إضاعة الجوهر ، و عدم الاستفادة من التراكم المعرفي في تغيير أنماط تفكيرهم أو منهجهم في الحياة باتجاه الجوهر ، و التصالح مع الله ؛ فما بالكم بالناس العاديين الذين لا يزالون يبنون قلاعهم فوق الرمال ، ويظنون أن أحداث آخر الزمان ستحدث بعد مئتي سنة ؟

معظم الناس ، و رغم ما يرونه يومياً من آيات صارخة ، ورغم تقدم الفتنة المضطرد و المتسارع لكنهم لا يزالون يتمرغون كالسكارى في وحول السراء ، و يفكرون بالعقلية الرتيبة الكسولة التي أنتجتها تلك الفتنة الصفراء ، التي يربو فيها الصغير و يهرم فيها الكبير ، و يتخذها الناس سُـنة ، و التي سادت طوال قرن الشيطان
بل إن هناك قسم آخر من الناس لا يزال حتى الآن يعيش في العقلية الثأرية الإنتقامية لفتنة الأحلاس ، ولا زال يمسك بيده بقميص عثمان ، أو رأس الحسين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد سبق و قلت لكم مراراً أن هذه السنوات القليلة الأخيرة التي نعيشها الآن قبل هارمجيدون و قبل هلكة العرب و قبل أن يطرق المذنب الأرض هي السنوات التي يتم فيها توزيع الأحجار على رقعة الشطرنج الأرضية ، حتى تحين لحظة : كش .. مات

عليك أن تكون بصيراً كي تحجز لنفسك موقعاً استراتيجياً على مربعات رقعة العالم ،
و عليك أن تكون ذو فطرة نقية كي تحسن اختيار الفسطاط الذي تريد أن تلعب ضمن فريقه
المواقع على سفينة النجاة محدودة ، والله سبحانه و تعالى لا ينظر إلا إلى القلوب ، هذا هو المعيار الوحيد .
في زمن الفسطاطين : إما أبيض ، أو أسود .
فهلا نظفت قلبك من اللون الأسود ؟
هلا طهرت منظر الله ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا أحد منا يضمن أن يكون من ضمن الذين سيبقون على قيد الحياة كي يشهدوا السنوات البهية التي يتمنى فيها الأحياء الأموات ، لأن الأعمار بيد الله أولاً
و لأن معظمنا من الرماديين ثانياً
و الرماديون لن يكون لهم دور عندما يتشكل الفسطاطين المتطرفين لونياً في نهاية فتنة الدهيماء

فكل من سيتبقى من الناس بعد تمكين المهدي و قبل خروج الدجال سيكونون في أحد فسطاطين لا ثالث لهما :
إما فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، أو فسطاط كفر لا إيمان فيه .

قبل أكثر من سنتين من الآن أخبرتكم أن سنة بيعة المهدي تقريباً ربما تكون – إن شاء الله – مابين سنتي 1440 هجرية – 1445 هجرية ، أي بعد 40 – 45 سنة (وسطياً) من حادثة العائذ الأول التي وقعت في سنة 1400 هجرية ، و الموافقة لسنة 1979 ميلادية

https://www.facebook.com/www.end.times.dr.noor/photos/pb.556612221135812.-2207520000.1445318567./569915016472199/?type=3&theater

و قد اعتمدت بذلك على قرائن كثيرة ، و أهمهما تحديد معنى برهة من دهر الناس لغوياً ، ومن أحاديث أخرى للمصطفى ذكرت البرهة ، وتوصلت أنها فترة زمنية تتراوح بين 40 و 45 سنة ، و رجحت الرقم الأصغر في ذلك الوقت لسببين:

الأول كان من باب التفاؤل و استعجال عودة الخلافة ، والثاني لأني أميل إلى أن المهدي ولد في سنة 1400 هجرية ، 1979 ميلادية لأسباب سبق لي و شرحتها و يتعلق بعضها برمزية سنة 1979 في علم آخر الزمان ، و عمر المهدي وقت البيعة و الرأي الأشهر أنه 40 .

بالإضافة إلى معنى كلمة يمكث و ارتباطها في اللغة النبوية بالرقم 40
لذلك مع تجمع كل هذه القرائن صار ترجيحي للسنة التي ستتم فيها البيعة إن شاء الله في سنة 1440 هجرية ، و الله أعلم .، بعد أن يمكث الناس برهة من دهرهم تعادل 40 سنة من حادثة العائذ الأول

فهل كنت مخطئاً أو متعجلاً في اجتهادي ذلك ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسناً ، أنا لا أزال مطمئن بنسبة كبيرة و الحمد لله لصحة هذا الرأي لأنه استنتاج بعد توفيق الله سبحانه و تعالى مبني على أسس علمية و لغوية و دينية ، لا تتبع الهوى أو الظن.

المهدي و الله أعلم سيظهر في نهاية الثلث الثاني للدهيماء ، ولكن التمكين و فتوحات الخلافة ربما و الله أعلم ستكون مع نهاية الدهيماء التي قد تنتهي في سنة 1445 هجرية المقابلة لسنة 2022 أو 2023 ، وهي أيضاً نفس السنة التي ينتهي فيها قرن الشيطان لو حسبناه بالسنوات القمرية ، وهي السنة التي من المفترض فيها أن تزول إسرائيل ، أو على الأقل تكسر شوكتها ، حسب دراسة بسام جرار الشهيرة.

لكن هذا وضعني أمام سؤال كبير ونحن الآن قد دخلنا في سنة 1437 هجرية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا افترضنا أن بيعة المهدي ستكون فعلاً في سنة 1440 هجرية المقابلة لسنة 2018 – 2019 ميلادية ، وحتى لو كانت في سنة 1445 ؛ فهل هذا يعني أنه أمامنا فقط 3 سنوات أو ( 8 سنوات على الأكثر ) و تندلع فيها الحرب العالمية بسبب كنز الفرات ، و التي سيفنى فيها من الناس من كل تسعة سبعة ، و سيموت فيها 99% من الجنود المشتركين فيها

، وأيضا دخول الرايات السوداء مدينة دمشق و اختلافها فيما بينها ، و حدوث الفتنة الحالقة الشرقية التي فيها زوال الملوك و هلكة العرب و الفرس و الكورد ، و حدوث الهرج في المغرب وخروج الرايات الصفر ، و اجتياحها مصر ثم الشام ، و ظهور السفياني ، و انتهاء التكنولوجيا ، و موت ثلثي البشر ، وكل هذه الأحداث الضخمة التي تحتاج عقود ربما كي تحدث ، أو كي يهضمها و يستوعبها الجهاز العصبي للناس الذين سيعاصرونها ؟ألا يبدو هذا الكلام غير منطقي على الإطلاق ، وليس معقولاً ؟؟!!

لأنه حتى لو تسارع الزمان فهذه الأحداث لا يمكن أن تجد لها موقعاً على الخط البياني للزمان إلا إذا كان المجال الزمني لها يمتد على مدى عقود .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعم هذا صحيح ، و لكن ….

هناك أمر ينساه معظم الناس في فتنة الدهيماء المظلمة التي وصفها النبي صلى الله عليه و سلم بأنها فتن كقطع الدخان.

فما بين الدهيماء و المهدي هناك هذا الشيء المرتقب الذي يسمى بالدخان المبين

ما بين الدهيماء و المهدي هناك هذا الحدث الكوني الكفيل لوحده أن يعيد الأرض إلى العصور الوسطى ، و يعدّل موازين القوى لصالح المسلمين ، و ستبدو بعد حدوثه جميع الأحداث التالية منطقية و في مكانها المناسب.

لقد قلت لكم أن رأيي الشخصي هو أن الدخان هو العلامة الأولى من العلامات الكبرى للساعة ، و هو قد يغشى الأرض في إحدى سنوات فتنة الدهيماء ، لكنني لم أحدد تلك السنة بالضبط ، مع أنه من البديهي أنها ستكون إما قبيل بيعة المهدي أو قبل تمكينه وعودة الخلافة ، وقد شرحت بالتفصيل أن الدخان سينتج عن مذنب يطرق الأرض و يثقب غلافها الجوي و تحترق أجزاء كبيرة منه في الهواء قبل أن يرتطم بالأرض ، و سيؤدي المذنب إلى دمار كبير ، و القضاء على معظم التكنولوجيا ، وعلى تغيرات سياسية و جغرافية و بيئية هائلة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و سبق و أخبرتكم في المنشورات السابقة أن المذنب الطارق الذي سبق له و ظهر في سنة غرق فرعون و انشقاق البحر سيرجع مرة أخرى على الأرجح و الله أعلم كي يدخل المجال الجوي للأرض في شهر رمضان
“و إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر ”

سيطرق قبل بضعة شهور من بيعة المهدي في مكة ، و يسبب في المشرق الصيحة أو الهدة -أيا كانت التسمية- بسبب اختراقه جدار الصوت ، و يسبب دماراً كبيراً في المغرب حيث سيسقط ، بالإضافة إلى الظلام التام ما بين المشرق و المغرب بسبب الدخان الذي سيحجب ضوء الشمس و نور القمر ، و استنتجت ذلك من عدة مصادر شرحتها سابقا بالتفصيل و لا داعي للتكرار ، وبإمكانكم العودة للمنشورات القديمة

https://www.facebook.com/www.end.times.dr.noor/posts/686770748119958:0

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لذلك من المنطقي إن حدثت هذه الآية الكونية أن تخرج الرايات السود من خراسان في ذلك الوقت دون أن يردها شيئ حتى تنصب في ايلياء

و من المنطقي أن تكسر شوكة إسرائيل في سنة 2022 لأن الحامي الأمريكي و قارته ستكون مدفونة في أعماق المحيط الهادي (حسب الشريعة الإسلامية ) تماماً كما دفنوا جثة الحارث بن حرّاث
و من الطبيعي أن تجتاح الرايات الصفر المغرب و تصل إلى مصر و إلى الشام دون أن يكون هناك عائق في طريقها اسمه ، سايكس بيكو ، أو مجلس أمن دولي

من المنطقي جداً أن يرسل السفياني من الشام جيش عن طريق البر و يخسف به ، لأن هناك فراغ أمني و سياسي في الجزيرة ، و لا وجود للطائرات
بل من المنطقي أن تتحرك الأجناد المجندة بحرية بين الأقاليم لأن الأنظمة الجبرية انكسرت

لن يحتاج الأمر سوى 40 يوم فقط ، من الدخان المبين ، و بعدها نستيقظ لنرى أننا في العصور الوسطى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لكن القرآن الكريم يخبرنا أن الدخان لن يأتي فجأة أو بغتة لأن الله الرحيم يأمرنا بترقب حدوث علامة الدخان بالذات دون غيرها من العلامات الكبرى

فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ {10}
بل إن الله سبحانه و تعالى يعيد التأكيد مرة ثانية على أمر الترقب في آخر آية من سورة الدخان
فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ{59ْ}

إذن بما أنه يطلب منا الترقب (مرتين) فهذا يعني أنه لن يأتي دون سابق إنذار بل ستسبقه إرهاصات و إشارات يفهمها علماء الفضاء ، و المراصد الفلكية ، و يفهمها أيضاً المؤمنون و أصحاب البصائر توحي بقرب حدوثه و هذا من رحمة الله بالمؤمنين ، وبكل الناس لأن الدخان هو الإنذار الأخير ، أو يوم القيامة المصغر قبل البطشة الكبرى و بعده سيقفل باب التوبة .

و هذا هو سبب الأمر الإلهي لنا بالترقب كي نحتاط و نجهز أنفسنا روحانياً و نفسياً و مادياً ، للمرحلة القادمة كي نخرج بأقل قدر ممكن من الأضرار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فكما تعلمون ؛ فتنة الدهيماء المظلمة التي أرجح أن يحدث في سياقها الدخان ، هي فتنة عامة و الرسول صلى الله عليه و سلم يحذرنا أنه لن يبقَ أحدٌ من الناس إلا و تلطمه لطمة ، وسيدنا حذيفة يخبرنا أنه سيهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل ذلك
لذلك علينا أن نعرف قبل ذلك كيف نرتقب هذا الحدث الكوني الذي سيحدث في سياقها و الذي سيمهد الأرض لبقية الأحداث.

الارتقاب يعني أن ننتظر حدوث شيء قريب أو متوقع و نحاول أن نعرف متى سيحدث تقريباً
ولكي نرتقب جرم فضائي تأتي به السماء يجب أن يكون لدينا مناظير عملاقة مثل مناظير وكالة ناسا تستطيع أن ترصده و تحدد سرعته و مساره
لكن المسلمين منذ أن دخلوا في الحكم الجبري لم يعد لديهم مراصد فلكية ، لأن حكامنا الجبريين منهمكين في تشييد السجون و المعتقلات و الكباريهات
فكيف نرتقب ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل نستطيع أن نعرف من القرآن متى بالضبط سيطرق هذا المذنب الثاقب الأرض و يسبب الدخان المبين ؟

إذا كانت البيعة على الأرجح و الله أعلم ستكون في شهر محرم من سنة 1440 هجرية ، بعد 40 سنة من حادثة العائذ الأول .
فمن المفترض – إذا كان الاستنتاج السابق صحيح – أن يضرب المذنب في رمضان من سنة 1439 هجرية
لأن الهدة تحصل في رمضان قبل 4 شهور من البيعة

فهل نستطيع أن نتأكد من القرآن الكريم من أن سنة الدخان هي السنة 1439 هجرية ؟
و نتأكد نتيجة لذلك – و بنفس الوقت – أن سنة البيعة هي 1440 هجرية ؟

إذا كان بسام جرار سبق له أن توقع سنة زوال إسرائيل بسنة 2022 ميلادية ، المقابلة لسنة 1444 هجرية ، بناءاً على الإعجاز العددي في القرآن الكريم و من تحليله الرقمي لسورة الإسراء
فهل نستطيع أن نتوقع نحن كذلك سنة الدخان بناءً على الإعجاز العددي أيضاً الموجود في سورة الدخان ؟
هل هذه المنهجية يمكن الوثوق بنتائجها ، أم هي مجرد صدف رقمية ؟
و هل الصحابة و السلف الصالح يؤمنون بوجود شيء اسمه إعجاز عددي في القرآن ؟
أم أن هذه المنهجية هي بدعة ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حسناً ،
رغم أني لست من هواة هذه المنهجية ، ولم أتبعها سابقاً ، لكن عدم امتلاكي لمراصد فلكية جعلني ألجأ لها من باب الفضول …

لكن قبل ذلك أردت أن أتأكد من مشروعيتها ، و إن كان هناك بعض الصحابة حاولوا أن يستنبطوا بعض المعلومات من التحليل العددي لآيات القرآن .
فإلى من ألجأ من الصحابة ؟

نحن عندما نريد أن نسأل عن الفتن و الملاحم ، فعلينا أن نسأل البروفسور حذيفة بن اليمان في المقام الأول .
وعندما يكون الموضوع عن الحلال و الحرام فأعلم الأمة بهذا المجال هو معاذ بن جبل ، لكن عندما نريد أن نفهم أسرار القرآن فليس أمامنا من هو خير من ترجمان القرآن ابن عباس .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سيدنا ابن عباس رضي الله عنه استخدم هذه المنهجية التي تعتمد على الإعجاز العددي و الرقمي في القرآن الكريم كي يحدد بعض التواريخ ، فهو على سبيل المثال حدد أن ليلة القدر تقع في 27 رمضان بناءاً على التحليل العددي لسورة القدر .

ابن عـباس رضي الله عنه قال :
سورة القـدر ثلاثون كـلمة – و هي تعادل العدة الكاملة لأيام الشهر الرمضاني- و كلمة ( هي ) في السورة و العائدة على ليلة القدر : ترتيبها السابع والعـشرون من كلمات السورة الثلاثين

سلامٌ (26) هي (27) حتى (28) مطلع (29) الفجر (30)

و قال أيضاً : أن عبارة ( ليلة القـدر) مُـكونه من تسعة حُروف
، وتـكررت هذه العبارة في سورة القدر ثلاث مرات فـيكون ذلك سبعة وعـشرين
و قد دعم ابن عباس أيضاً رأيه هذا بأن ليلة القدر تـدور حول العَـدد سبعة لأن للعَـدد سبعـة رمزية دينية كبيرة
مثـل : السماوات سبع ، والأرضين سبع ، وأيام الأسبوع سبعة ويسجد الإ نسان على سبعة أعـضاء والطواف بالكعـبة ثم السعي سبـعة أشواط ، ورمي الجمار سبـع حصوات…الخ

كل ذلك كان اجتهاداً مشروعاً منه لمعرفة في أي ليلة من العشر الأواخر في رمضان تأتي ليلة القدر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ* و بالمناسبة : عَدد حُروف سورة القدر هو ( 114 ) حرفا ً وهو نفس عَـدد سور القـُرآن الكريم
و في هذا لفتة لطيفة ، و كأن الله تعالى يُخبرنا أن عَـدد سور القرآن الذي بدأ نـُزوله في هـذه اللـيلة سيكون هو نفـسُه عـدد حروف سورة القـدر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و بُمقارنة سورة القـدر بأول سورة الدُخان نجد أيضاً

أن الآية الثـالثة من سورة الدُخان تـصف لـنا لـيلة نزول القرآن بأنها لـيلة مُباركة
إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ
/ الدخان ، آية 3 /
فإذا انتـقـلنا إلى الآية الثالثة أيضاً من سورة القدر لوجدنا مقـدار هذه البركة بأنها خيرٌ من ألف شهر.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ
/ القدر ، آية 3/
الآية الرابعة من سورة الدُخان نجد قول الله عز وجل
• فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ
فإذا انتقـلنا إلى الآية الرابعة أيضاُ من سورة القـدر لوجدنا قـوله تعالى
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

و نجد كذلك بحساب الحروف في الآيات الثلاث الأولى من سورة الدخان تحديد لهذه الليلة المباركة في 27 رمضان .

عدد حروف حم = 2 حرف
وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ = 13 حرف
“إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي = 12 حرف
المجموع :
2+13+12 = 27

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهناك لمحة لطيفة أخرى قرأتها لأحد الباحثين يتحدث عن سر عجيب في ترتيب سورة الدخان في المصحف :

سورة الدخان هي السورة رقم 44 وعدد آياتها 59

و مجموع أعداد الآيات في السور السابقة لسورة الدخان هو : 4414 آية .
أي أن آية حم التي تفتتح بها سورة الدخان هي الآية رقم 4415 من آيات المصحف و ما قبلها يوجد 4414 آية
و المعروف أن عدد آيات المصحف هو 6236

وبحسبة بسيطة يمكننا أن نستنتج أن عدد آيات القرآن الباقية ، في السور من الدخان إلى نهاية القرآن هو 1822 آية .

لكن ما السر هنا في هذا الترتيب القرآني؟

4414 هذا العدد المميز : هو أيضاً عدد آيات القرآن التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة ” الله ” .
1822 هذا العدد هو عدد آيات القرآن التي ورد في كل منها لفظ الجلالة مرة أو أكثر .

لقد تم تخزين الإحصاء القرآني لعدد الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة و الآيات التي لم يرد فيها ، في سورة الدخان

و اختيار سورة الدخان ليس عشوائيا لهذا التخزين
هل تعرفون لماذا ؟

لأن الدخان هو العلامة الأولى من عقد العلامات الكبرى العشر للساعة
، وجميع هذه الآيات أو العلامات فيها خرق للنواميس الطبيعية ، كطلوع الشمس من مغربها ، و الدجال و الدابة و الخسوفات الكبرى و عودة المسيح …الخ
و بما أن الدخان هو أولى الآيات الكبرى العشر، فالبشرية ستكون مع الدخان قد دخلت في حقبة جديدة من التاريخ ستكون فيها يد الله تعمل بشكل مباشر

فكل ما سيحدث في آية الدخان سيكون تدخل إلهي مباشر لا علاقة للبشر فيه ، وهو سيكون لصالح المؤمنين ،
لذلك عدد الآيات المتبقية من المصحف ابتداءً من الدخان يعادل عدد الآيات القرآنية التي يظهر فيها لفظ الجلالة ( الله ) بشكل صريح
أما الآيات ما قبل الدخان فعددها يساوي عدد الآيات الغير مذكور فيها لفظ الجلالة (الله)
يد الله سبحانه و تعالى التي كانت تعمل في الكون في الخفاء ، وفق قوانين الأسباب

مع مجيئ آية الدخان و نهاية الزمان ستعمل يد الله في الأرض بشكل ظاهر .
لأن عقد الآيات العشر للساعة قد انفرط ، وستظهر الآيات المعجزة التي ليست في نطاق قدرة البشر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــإذن منهجية تحديد التواريخ من تأمل أصحاب البصائر في الإعجاز العددي للقرآن هي منهجية لها أصل عند السلف الصالح ، و ابن عباس ترجمان القرآن اتبع هذه المنهجية

لكن لنعد للسؤال الرئيس الذي طرحته في البداية :
في حال كان استنتاجي لسنة بيعة المهدي صحيحاً فالمفروض أن يحصل الدخان في سنة 1439 هجرية .
أليس كذلك؟

لنحاول أن نعد حروف سورة الدخان ، لأن الآية الأخيرة من السورة تقول: فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ
أي ينتهي الارتقاب عند حرف النون الأخير من هذه السورة .
ما ترتيب هذا الحرف ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ستجدون أن العد انتهى عند الرقم 1439
فعدد حروف سورة الدخان هو 1439 حرف بالضبط

هل هذا صدفة ؟

هل سيطرق الكوكب ذو الذنب الأرض و يثقب غلافها الجوي في سنة 1439 هجرية ؟
الطريقة الوحيدة لنتأكد هي من القرآن الكريم نفسه
فكما أن أمر ترقب الدخان تكرر في القرآن مرتين في سورة الدخان ، لذلك ربما يكون هناك إشارة ثانية للسنة التي سيحدث فيها الدخان في القرآن أيضاً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لقد سبق و ذكرت لكم الأثر الذي ربط فيه ابن عباس رضي الله عنه ما بين آية الدخان و الكوكب ذو الذنب الذي سيطرق كوكب الأرض و يثقب غلافها الجوي
” قَالُوا طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدُّخَانُ قَدْ طَرَقَ فَمَا نِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ.”
و قلت لكم أنه لابد أن يكون ذلك بسبب شيء سمعه ابن عباس مباشرة من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم عقله ببصيرته و فهمه العميق للقرآن ، باعتباره ترجمان القرآن الكريم.

و أخبرتكم عن الآية القرآنية الموجودة في سورة الذاريات التي تتحدث صراحة عن المذنب أو الذَنوب (بفتح الذال) الذي سيصيب الناس في آخر الزمان و سيكون عقاب مشابه للعقاب بالمذنب الذي أصاب قوم لوط ، و أصاب أيضا قوم فرعون
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و بالمناسبة رقم هذه الآية هو 59 ، و هو أيضا نفس رقم الآية الأخيرة من سورة الدخان التي تأمرنا بالترقب
و الآية 59 من الذاريات هي الآية ما قبل الأخيرة من هذه السورة ، و هي الآية الوحيدة في القرآن التي تذكر المذنب صراحة
لكن ما ترتيب حروف هذه الآية في سورة الذاريات ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عدد حروف سورة الذارايات هو 1510
و إذا بدأنا بعد الحروف في السورة حتى نصل إلى الآية التي تذكر المذنب الموعود أو المرتقب .
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ
سنجد أن رقم الحرف الأخير قبل حرف الفاء الذي تبدأ به الآية ، أي قبل دخول آية المذنب مباشرة هو أيضا 1439
هل هذه صدفة أيضاً ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملاحظة 1 : من السهل التأكد من ذلك ، لأنه يكفي فقط عد حروف الآيتين الأخيرتين من السورة التي تذكر المذنب ، وستجدون أنها 71 حرف ، فإذا طرحنا 71 من 1510 سيكون الناتج 1439

** ملاحظة 2 : ينبغي أن تكون قاعدتك في العد حسب الرسم العثماني ، فالرسم العثماني ليس رسماً اصطلاحياً و إنما هو رسم توقيفي
فكما تعرفون طريقة كتابة كلمات القرآن حسب الرسم العثماني للقرآن تختلف عن طريقة قواعد اللغة العربية في الإملاء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و لو تدبرت سورة الذاريات بعيداً عن الحساب العددي ستجد أنها سورة مرتبطة بالسماء
فهذه السورة تبدأ بقسم يقسمه الله و يذكر فيه 4 قوى سماوية من أمر الله ، مجهولة الدلالة لنا في البداية ، لكننا نشعر رغم عدم معرفتنا التامة لمدلولاتها أننا أمام أمور سماوية ذات سر
الله سبحانه وتعالى يقسم :

• وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا
• فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا
• فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا
• فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا
• إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ
• وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌوما يكاد القسم الأول ينتهي حتى يعقبه قسم آخر بالسماء :
( وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ )
يقسم بها الله على أمر : (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ)
أي أمر لا استقرار فيه على رأي ثابت ، ولا تناسق فيه، وإنما قائم على الظنون، لا على العلم اليقين

فهذه السورة بافتتاحها على هذا النحو، ثم بسياقها كله ، فيها توجيه الأنظار نحو السماء ، وتوجيه الأنظار لنا أن نبحث عن الجواب اليقيني البعيد عن الظنون في هذه السورة بالذات
وقد وردت في سياقها إشارات و ملامح سريعة من قصة قوم لوط ، وقصة فرعون ، و عاد، و ثمود ، تركز – تحديداً – على العقاب الآتي من السماء الذي نال كل واحد منهم.

وفي القصص إشارة إلى تصديق وعد الله الذي أقسم عليه في أول السورة : (إن ما توعدون لصادق) والذي أشار في ختامها إلى الكفار و الظالمين في آخر الزمان أن نصيبهم من العقاب السماوي سيكون شبيها لنصيب من سبقهم من الأمم الظالمة الغابرة ، و يحدد لنا بوضوح أداة العقاب الآتي من السماء بأنه ذًنوب (بفتح الذال ) ، أو الكوكب ذو الذنب

فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)
ـــــــــــــــــــــــــــــ نـور ـــــــــــــــــــــــــــــ

* هذا اجتهاد بشري قابل للخطأ و الصواب …
و الله سبحانه و تعالى أعلم

لا تعليقات حتى الآن

  1. علئ كيفك وتفسر وتستنتج..

    انت جاهل جهلا مركبا و معلول عقليا.. ولكنك لم تكتشف نفسك

  2. كيف هذا؟ نحن الآن في سنة 1441 هـ
    هل هناك أي تحديث على تلك الاستنتاجات؟

  3. لكل مجتهد نصيب الله يبارك فيك لا تكتيرث بغوغاء،، عمر ابن خطاب رضى الله عنه يقسم بالله امام رسول الله عليه الصلاة والسلام ان ابن صائد هو مآسيه الدجال ورسول لم ينكر عليه رغم انه ليس المسيح،، اكمل ما بدأتم والله ولي توفيق

  4. بالتوفيق فين باقى المنشورات الحديثه للدكتور نور

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × أربعة =