هل كانوا يريدون غزو تركيا فاحبط اردوغان خطتهم بانتخابات مبكرة ؟؟

turkey
هل كانوا يريدون غزو تركيا فاحبط اردوغان خطتهم بانتخابات مبكرة ؟؟, لماذا انتخابات مبكرة في تركيا, الفتن والملاحم,
صفوت بركات :
منذ عامين يجرى التجهيز والبنى التحتية لتفكيك تركيا، وقضم جزء جنوبي منها إلى الغرب، لبناء أكبر دولة سنية تأخذ من العراق الأنبار والإقليم الكوردستانى والقسم الغربي من سوريا والذي يملك أعظم ثروات النفط والغاز وسدود الأنهار لدجلة والفرات وحتى ثلثي مصباتهما.

وهو المشروع الذي يطرحه بولتون وترامب وكان يعمل عليه بيكر في عام 2004 بعد غزو العراق؛ وبناءً عليه تم تحديد وتشريع الفيدرالية والأقاليم الثلاثة بالعراق.

واليوم بعد العزم بتشكيل قوة عربية مشتركة تحت قيادة أمريكية وتمويل خليجي.. وإذاقة الأكراد الهزيمة في الطموحات بالسماح لهم بالاستفتاء والانفصال عن العراق، وعدم تمكينهم من التطبيق الفعلي، والسماح للقوات العراقية والحشد الشعبي وقاسم سليماني بتمريغ أنوفهم في التراب، ليذوقوا طعم الهزيمة والخذلان، ليسهل قيادهم وتطويعهم، ليكونوا جزءًا من مكون أكبر فيما بعد.

وكذا السماح لتركيا في الدخول لعفرين لتنشيط العداوة التركية الكردية مع أن التدخل التركي محدود ومنع تركيا من التوغل إلى منبج.

وكذا منع القوات الروسية والسورية التحرك غربا، ومغادرة ريف دور الزور وقتل القوات الروسية عبر ضربات قاتلة، بمجرد تحركهم ومحاولتهم كسر خطوط الطول والعرض التي رسمتها القوات الأمريكية والممتدة لحدود الأردن جنوبا وشمال السعودية.

فضلا عن تاريخ الصراع التركي الكردي من عبد الله أوجلان وما بعده إلى اليوم.

مع كل هذه المعطيات السابقة واللاحقة، ليس أمام تركيا مخرج غير انتخابات عاجلة على كافة بنى النظام السياسي التركي من محليات ومجالس نيابية ورئاسة وتدور في غضونها سجالات حول تلك الخطط والاستراتيجيات، التي تزحف وإن كانت ببطء، إلا أنها أوشكت على مرحلة أو منعطف مصيري سيغير الجغرافيا التركية حتما، ولن تكون تركيا اليوم هي تركيا بعد عام، ما لم يُخاض الصراع الانتخابي على شكل الحدود والعقد الاجتماعي، وشكل وصورة المستقبل، ولقد أحسن رئيس الحزب القومي التركي بالمطالبة بانتخابات عاجلة، ولكن الخطر أن لا تكون تلك القراءة السياسية للاستراتيجيات المعدة، ومن خلفها بحجم وقوة أمريكا وأوربا والخليج. وكلهم عازم على التنفيذ، ويراهن على التباطؤ في قراءة المشهد، أو المواجهة غير المحسوبة، أو الاعتقاد أن تركيا لديها فوائض قوة لمواجهتها في ظل عدم اتفاق وإجماع داخلي لا يستثنى فردًا، رجلًا أو امرأة، شابًا أو كهلًا، أو طفلًا، لا يعلم ما سيخوضه قومه من صراع قادم..

ولا يفوتني أن أنبه، أن منهج التعاطي القديم والموروث للجماعات الإسلامية والأحزاب لا يصلح لمواجهة القادم، وهو ما جعلني أكتب آخر حصون الإخوان وروح المستقبل وأيا صوفيا، ومن شاء لمعرفة صورة القادم عليه بإعادة مراجعته مرات، فمع امتلاك تركيا القدرة والمواجهة، فإنها عاجزة عن امتلاك روح المستقبل في حقبة سائلة وعنيفة، وتشهد عديد من الصراعات العالمية، وعدد من صور انتقال النفوذ، ووضع قواعد جديدة للنظام العالمي الجديد.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − ستة =