لماذا الناس مهتمة جدا بهذا الرجل وكتابه عن فتن وملاحم آخر الزمان ؟؟؟

kitab
لماذا الناس مهتمة جدا بهذا الرجل وكتابه عن فتن وملاحم آخر الزمان ؟؟؟

العلامة نعيم بن حماد وعلوم آخر الزمان :
======================
أخوتي وأحبتي السلام عليكم ..
تأتيني ردود متنوعة في الآونة الأخيرة بشأن موثوقية الاستدلال بالأحاديث أو الروايات الواردة بكتاب الفتن لنعيم بن حماد رضي الله عنه ، فأحببت أن أوضح وجهة نظري في المنهجية التي أتبعها بهذا الشأن كي لا يحدث لبس بهذا الأمر ..
ومن يستدلون على عدم جواز الأخذ بالأحاديث أو الروايات الواردة عند ابن حماد ينطلقون من كلام كثير قيل بحقه من قبل المحدثين أو من عمل بعلوم الأحاديث ومتونها ممن جاء بعد الإمام نعيم بن حماد ، ومن بعض ما نقله بعض الأخوة مشكورين بشأن الأخذ عن ابن حماد من وجهة نظر علم الحديث طبعاً أي من خلال ما ورد عند علماء الحديث بهذا الشأن :
——————” قال أبو داود : عند نعيم نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل ، وقال النسائي ليس بثقة .
وقال أبو علي النيسابوري سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن ثم قيل له في قبول حديثه فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به .
وأورد له بن عدي أحاديث مناكير وقال: وله غير ما ذكرت وقد أثنى عليه قوم وضعفه قوم .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
“ونعيم هذا وان كان وثقه جماعة من الأئمة فإن ائمة الحديث كانوا يحسنون به الظن لصلابته في السنه وتشدده في الرد على اهل الاهواء وكان يشبه عليه في بعض الاحاديث فلما كثر عثورهم على مناكيره حكموا عليه بالضعف .
وروى صالح بن محمد الحافظ عن ابن معين انه سئل عنه فقال : لبس بشيء ولكنه صاحب سنه.
وقال الذهبي : نعيم من كبار اوعية العلم لكنه لا تركن النفس إلى رواياته كما في سير اعلام النبلاء .
——————— انتهى .
طبعاً نحن هنا ليس بصدد مناقشة هذا الكلام المنسوب لعلماء كبار مثل أبو داود والنسائي وابن رجب والذهبي وغيرهم ، فهم على الرأس والعين ، ولكن ننظر للأمر من وجهة نظر أخرى تخدم طلب العلم الذي نجريه في علوم آخر الزمان وخصوصاً للمرحلة التي نعيشها ..
لذلك يمكننا التفكر بما يلي :
1- العلامة نعيم بن حماد كان في فترة عصيبة من عمر الأمة حيث كانت فتنة خلق القرآن ومات في هذه الفتنة بعد حبسه بضع سنوات ورُمي مقيداً في حفرة ولم يكفن ولم يصلى عليه سنة 228 أو 229 هجري ، وقد كان حجةً في زمانه محارباً للفرق الضالة وصابراً محتسباً على الابتلاء وكان وعاء علم من أتقياء زمانه ..
ويكفينا أن نعرف أنه كان في خير القرون المذكورة بالحديث الصحيح حيث ولادته في القرن الثاني الهجري ووفاته محتسباً أمره عند الله تعالى في الربع الثاني من القرن الثالث الهجري ، وقد عاشر الكثير من القامات العلمية في زمانه فأخذ عنهم وأخذوا عنه ، ونجد من كلام العلماء أنه لم يقدح أحدٌ منهم به من باب الشخصنة كأن يكون معاذ الله تعالى منافقاً أو داعٍ إلى الفتن كحال الكثيرين ممن ذكرهم التاريخ ، ولكن محور الكلام هنا هو حول علوم الجرح والتعديل المترافقة مع منهجية العلماء في إيصال الحديث النبوي الشريف بتدرجاته المختلفة إلينا ..
2- وعليه فإنني شخصياً لا أعتقد أن شخصاً بتقى وورع هذا العالم الجليل قد يكذب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم متعمداً أو أن يضع في مؤلفه أي حديث أو رواية كاذبة مهما تكن أهميتها ، فهذا الأمر لا يفعله من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان في زماننا وليس في زمن الخيرية الذي نتحدث عنه ، فم القصة إذاً ؟
القصة بحسب فهمي وبحثي العميق أضعها بين أيديكم بكل البساطة التي ستجدونها ..
– الشيخ الفاضل نعيم بن حماد رضي الله عنه اختص بعلوم الفتن وهو من القليل في زمانه الذين اختصوا بهذا العلم ، وصرف عمره كله ليجمع لنا ما يستطيع جمعه بهذا الشأن وحاله حال العدد القليل من الصحابة في زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين اهتموا بالفتن وعلوم آخر الزمان مثل سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه والعبادلة الثلاثة (ابن مسعود وابن عمر وابن عباس ) رضي الله عنهم بالإضافة طبعاً إلى سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وعاء العلم في زمانه ، ومن هذه الرحمة الموجودة في قلب العلامة ابن حماد بدأ بجمع كل الأخبار المرتبطة بالفتن وقيدها في كتابه ” الفتن” بخط يده حيث تعتبر مخطوطة ابن حماد تحمل معنى تاريخي ومرجعي بالإضافة إلى المعطيات الواردة فيها وتركها من بعده للأجيال التي ستأتي ليستفيدوا منها قدر المستطاع ..
– وقد جمع العلامة ابن حماد قرابة عشرة آلاف حديث ورواية في هذه المخطوطة حيث قال العلماء أن أكثر من ألف وخمسمائة حديث ورواية فيها هي في حكم الصحيح أو الصحيح لغيره ..
– ومما لا شك فيه أن العلامة ابن حماد لم يضع أي حديث أو رواية في مخطوطته وهو يعلم أنها مكذوبة ، هذا أمر لا يمكن لعقل المؤمن أن يتصوره ، فهذا ليس من شيم العلماء الأفاضل ..
– كما أننا نعلم أن علوم الفتن وآخر الزمان تم محاربتها من قبل الجميع ومحاولة طمسها أو تحريفها لأنها تفضح طغيان الطغاة وكذب المنافقين عبر مراحل عمر الأمة كلها ، فنجد أنه لا يوجد مراجع اختصاصية في الفتن كما هو الحال في علوم الدين الأخرى مثل الفقه والحديث والملل والنحل وغير ذلك من علوم ، ولا نعتقد أن آل سعود والآلات الأخرى في الجزيرة العربية على سبيل المثال في زماننا هذا سيكونون سعيدين بالمعلومات الواضحة الواردة عن مرحلة الشرقية من فتنة الهرج ، ولنقس على ذلك غيرهم ..
– وقد تم اعتبار مخطوطة ابن حماد كمرجع أثري أكثر من مرجعي لفترة كبيرة حيث لم يكن هناك سوى الأصلية ونسخة عنها موجودة في تركيا بحسب ما أعتقد ، وتم نسخ هذه المخطوطة ووضعها في حيز المرجعية خلال القرن الأخير فقط ، وهذا الأمر من وجهة نظري قد حفظ هذه المخطوطة من التلاعب فيها والدس عليها كما حصل في الكثير من المراجع الإسلامية ..
3- مع ذلك لا أريد مناقشة الفكرة بالاعتماد على الفقرات السابقة والتي ناقشنا فيها عقلياً وجهة نظرنا بشأن العلامة نعيم بن حماد ، ولكن أريد مناقشتها من وجهة نظر أخرى ..
– فالمعلومات الواردة في كتاب الفتن لا تدخل في باب الأحكام أو ثوابت الإيمان حتى نشدد على أنفسنا بأنه لا نقبل بها إلا إن كانت ثابتة الصحة والنقل ، بل هي بمجملها أخبار عن أحوال الأمة يمكن اعتبارها كمصدر للمعلومات كحال أي مصدر آخر نطلع عليه في زماننا إلا إن اصرينا على مفهوم تهمة بأن يكون ابن حماد كاذباً على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نجد هذه التهمة يهتم بها علماء السلاطين بالإجمال حيث يصرون على اتهام العلامة نعيم بن حماد بهذه التهمة بشكل مباشر أو غير مباشر ، ونقول لمثل هؤلاء ولمن ينقلون عنهم بأن ابن حماد “أوصى أن يدفن في قيوده، وقال: إني مخاصم ” كما نقل أبو بكر الطرسوسي في كتاب تاريخ بغداد ، فلا تكونوا أنتم خصومه حيث لا طاقة لكم على هذه الخصومة أمام قامة مثل العلامة “نعيم بن حماد” ، ” فمن عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ” ..
– فإن اعتمدنا على ما قلناه فعلى أقل تقدير لنضع الخصومة مع العلامة والطعن به جانباً ، ولننظر في المعلومات التي نقلها لنا بتجرد على أنها معلومة فقط ، فنحن نأخذ المعلومة كما قلنا في هذا الزمان من كل الجهات ، فعلى سبيل المثال وللتبيان :
” البارحة قرأت على أحد الصفحات الفيسبوكية بأن اجتماعاً حصل مؤخراً بين الأتراك والروس بعد تعرض الموكب التركي المتجه لجنوب حلب للقذائف من قبل جيش النظام السوري وقد قيل من قبل الفصائل الموالية لإيران ، وأن هذا الاجتماع قد تم بحث هذا الأمر ووضع خطة بين الروس والأتراك لمعالجة هذه القضية وتسهيل وصول قافلة تركية جديدة إلى المكان المتفق عليه .. وهكذا .. “
في هذا الخبر لا يمكننا الجزم بحال من الأحوال بصحته من ناحية المعلومات الواردة فيه ، حيث أننا لم نكن شاهدين على هذا الاجتماع ولا نعلم ما دار فيه هذا إن حصل هذا الاجتماع بالأصل ..
ولكننا من ناحية المبدأ نتقبل هذه المعلومة حتى لو أنها غير صحيحة أو ثابتة بالنسبة إلينا ولكننا لا نتبناها بالطبع ، ونتابع مجريات الأمور على الأرض حتى تثبت هذه المعلومة أو يتم نفيها وتكذيبها بالمجمل ، وهكذا هي النظرة العلمية للأمور ..
ومثل هذه المعلومة تأنينا غيرها مئات بل آلاف المعلومات ، ونحن مطلوب منا أن نتقبلها ولا نتبناها ، ولا تنسوا هذه القاعدة ” نتقبل ولا نتبنى ” ..
فلماذا لا نعامل المعلومات الواردة عند ابن حماد بنفس المنهجية العلمية التي نعامل فيها مصادر المعلومات الأخرى مثل وسائل الإعلام المرئية والإلكترونية وما يدخل أيضاً في مفهوم الحرب النفسية بين الخصماء على الأرض فنقبل الإشاعات وننشرها ونعتقد بها دون تفكير أو تمحيص فيها ونقبل الإعلام والدجل الوارد فيه ثم إذا وصل الأمر عند ابن حماد نأخذ الأمر في غير منحى ونخلط الأمور كلها ونعمل بما يريده شياطين علماء السلاطين منا ؟؟
فلنبسط الأمر إذاً ونعامل المعلومات الواردة عند ابن حماد معاملتنا للمصادر الأخرى على أقل تقدير إن كنا منصفين مع أنفسنا أولاً ..
– ومن خلال متابعتي للمنصفين من المتشددين الذين كانوا يطعنون بالأخذ عن ابن حماد وجدت ليونة كبيرة عندهم في الآونة الأخيرة حتى أن فئة منهم قالت : ” بأننا حذرنا وحاربنا الأخذ عن ابن حماد مدة كبيرة إلا أننا يوماً بعد يوم نجد أن الأخبار الموجودة في كتاب الفتن له نراها على الواقع كأنها فلق الصباح ، فهل كل ما ورد عند ابن حماد هو صحيح وأنه يجب أن نراجع أنفسنا بهذا الشأن ونستغفر الله تعالى عن ظلمنا لهذا العالم الجليل ؟؟؟ “
ومثل هذه الفئة نحترمها لأنهم راجعوا أنفسهم بشأن العلامة ابن حماد ، إلا أننا أيضاً نطلب منهم أخذ المعلومة بالمنطق السليم الذي نعتمده بأن يتابعوا مجريات الأمور على الأرض وأن ننطلق من قاعدة ” أن نعلم خير من ألا نعلم ” .
وهناك فئة أخرى لا يزالون يقاطعون ابن حماد أو أنهم عاطفيون يتأثرون بكلام من يطعنون بشخصه وليس كما هو وارد عن علماء الحديث ، فنقول لهؤلاء ونطلب منهم أن ينظروا ويتفكروا بمن يدفعهم لهذا الأمر ، فإن كان وراءه شخاخين الأنظمة الجبرية وعلماء سوئهم فليراجعوا أنفسهم كثيراً ..
حتى أنني قرأت عند بعضهم أنه حتى لو صح الخبر الوارد عند ابن حماد على الواقع فلا نأخذه ولا نعتمده من مبدأ ” عنزة ولو طارت ” أو مثل هذا الزعيم الذي جاء ليسمع كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما رجع قالوا له ماذا وجدت فأجابهم أنه ينطق بالحق ، فقالوا ماذا ستعمل ؟ فأجابهم أعاديه ما حييت !!!!
ونحن نقول للجميع :
ليس عليكم أن تأخذوا بكلام ابن حماد ولا أن تثقوا به فهذه حرية شخصية لكم وستثبت لكم الأيام إن كنتم مصيبين بهذا الشأن أو كنتم على خطئ عظيم ، لكن في الوقت نفسه ليس لكم الحق أن تفرضوا على غيركم المصادر التي يتبعونها في طلب العلم بالإجمال وفي علوم آخر الزمان بشكل خاص ، فهذه أيضاً حرية شخصية لنا ونحن نعامل القضية بعلمية تامة وبأسس منطقية بحتة ..
ولا أريد أن أتوسع أكثر من ذلك بهذا الشأن لأننا نعرضه عليكم بهذه المنطقية وهذه البساطة ..
” الأخبار الواردة عند ابن حماد من وجهة نظرنا لها أهمية كبيرة ويجب متابعة مجرياتها على أرض الواقع لأن فيها تفاصيل لا يمكننا أن نحصل عليها من مكان آخر ..”
ورحم الله تعالى العلامة نعيم بن حماد والذي اعتبره من العلماء المظلومين الذين حاربهم الكثير من أصحاب المصالح ، ولا يُفهم من كلامنا هذا أننا نطعن بالعلماء الذين نقلنا عنهم في بداية الموضوع فهؤلاء لهم شأن في حفظ ديننا وهم أدرى بالعلوم التي يتحدثون عنها رضي الله عنهم جميعاً ..
كما أننا نغبط العلامة نعيم بن حماد على المنزلة العظيمة التي نعتقد أنها سينالها من كثرة الطعن به ومحاربته وتشويه شخصيته والكذب عليه وغيبته .
وهذا انتصارنا للعلامة نعيم بن حماد نسأل الله تعالى أن يتقبله منا وأن ينصرنا في مكان أو موقف نُحب أن ننصر فيه وأن يكون حجة لنا وليس علينا ..
ورحم الله تعالى سيدنا الإمام العلامة نعيم بن حماد وكافة العلماء العاملين من السلف الصالح الطيب المبارك وأن يحشرنا في زمرتهم يوم الدين تحت لواء سيد المرسلين ورسول الرحمة للعالمين حبيبنا المورث الأعظم لورثته العاملين صلى الله عليه وسلم ..
.
أخوكم جلال قاوجي (Jalal Kawjy) .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان − واحد =