سلسلة متى التصحيح  – سلسلة أحاديث آخر الزمان

سلسلة متى التصحيح – هذا استدراك وتصحيح للجزء المعنون ب ( متى ؟ ) من سلسلة أحاديث آخر الزمان .

سلسلة متى التصحيح

علماء السلف رحمهم الله سموا علم آخر الزمان بعلم أشراط الساعة، ولم يسموا هذا العلم بعلم مواقيت الساعة أو تأريخ علاماتها.
لأنه علم يهتم بالشروط أو بالقوانين الشرطية (أي بالعلاقة ما بين السبب والنتيجة).
علم أشراط الساعة يهتم في الدرجة الأولى بالإجابة على السؤال ( لماذا ؟ ) وبعد ذلك يمكن أن يجيب على السؤال (متى ؟)
لذلك هذا العلم لا يمكن له أن يعطي توقيتاً دقيقاً قاطعاً للأحداث الكبرى قبل فترة زمنية طويلة من حدوثها، أي قبل أن تتحقق معظم الشروط والأسباب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن أقصى ما يستطيع الباحثون الوصول إليه فيما يتعلق بالإسقاط الزمني هو توقيت تقريبي أو (( مرجح )) ضمن مجال زمني قصير نسبياً قد يسبق الحدث بأيام أو شهور أو بضع سنوات في أفضل حالات التوفيق الرباني للباحث.
وحتى في هذه الحالة يبقى هذا التوقيت المعطى من قبل الباحث ضمن إطار الترجيح، ويحمل في طياته هامش خطأ ولا يمكن أن يرقى بأي حال من الأحوال إلى اليقين الكامل مهما علا شأن المتكلم في هذا الأمر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

” كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ ، وَلا بَعُدَ لِمَا هُوَ آتٍ ، لا يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ ، وَلا يَخَفْ لأَمْرِ النَّاسِ ، مَا شَاءَ اللَّهُ لا مَا شَاءَ النَّاسُ ، يُرِيدُ النَّاسُ أَمْرًا ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا ، وَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلَوْ كَرِهَ النَّاسُ ، لا مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبَ اللَّهُ ، وَلا مُقَرِّبَ لِمَا أَبْعَدَ اللَّهُ ، وَلا يَكُونُ شَيْءٌ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في البداية يجب أن تفهموا هذه القاعدة العامة، لأن فهمها هو جزء أساسي من الدين ولا يكتمل إلا به.
ديننا الذي من أجل أن يعلمنا إياه رجع جبريل بهيئة رجل غريب لا تبدو عليه آثار السفر كي يرسخ أركانه في أذهان الصحابة في نفس اليوم الذي بلّغ فيه النبي آخر آية نزلت من القرآن.
– أخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ !
– قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ.
سؤال جبريل هنا للنبي عليه الصلاة والسلام كان سؤالاً عن الزمان، سؤالاً يدور حول أداة الاستفهام الزمانية (متى)، وكان معنى جواب النبي صلى الله عليه و سلم ( أنا لا أعلم متى، و كذلك أنت يا جبريل لا تعلم أيضاً.)
– قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا !
– قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ.
/صحيح مسلم/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وكذلك كان جواب المسيح بن مريم عليهما السلام والذي هو علم للساعة عندما سأله الحواريون على جبل الزيتون عن موعد قدومه الثاني.
– قل لنا يا معلم (( متى )) يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟
لكن المسيح لم يعطهم تاريخاً وإنما أعطاهم علامات وأمارات كثيرة عن آخر الزمان توافق في مجملها ما أخبر به الصادق الأمين، فحدثهم عن فتنة الدهيماء (الضيقة العظيمة ) ، واضطهاد المؤمنين ، والدخان المبين والحدث الكوني العظيم و الدجال والكثير من أشراط الساعة، أما ما يتعلق بالتوقيت فقال بصراحة واضحة: لا أعلم
ولايزال مضمون قوله موجود في الانجيل (رغم أنه محرف ) وقول المسيح الواضح يناقض ما تفتريه الكنيسة من أن المسيح هو اقنوم إلهي مساوٍ لأقنوم الآب في العلم والمعرفة والقدرة.
يقول المسيح:

« وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، (وَلَا الابنُ) ، إِلاَّ الآب وَحْدَهُ ».‏
/ انجيل ‏متى ٢٤:‏٢١،‏ ٣٦‏ /

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن بعيداً عن موعد قيام الساعة أو موعد عودة المسيح فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيء إلى قيام الساعة إلا وأخبر صحابته به علمه من علمه وجهله من جهله، وهو أخبرنا بهذا لأن الله سبحانه وتعالى كشف له المستقبل وأوحى له بكل الأحداث والعلامات التي تهم الأمة، والنبي بلغ الصحابة الكرام بهذه الأحداث والأمارات الهامة التي تسبق الساعة، لكنه لم يقرنها بتاريخ محدد.

التاريخ يجب أن يستند إلى تقويم حسابي معتمد ولا يتغير ولا يمكن التلاعب به.
لذلك من الصعب أن نجد حديثاً واحداً يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الحدث المستقبلي الفلاني سيحدث بعد مدة كذا سنة من البعثة أو من الهجرة أو من عام الفيل.
أو أن العلامة الفلانية ستحدث بتاريخ كذا وفق التقويم العبري أو وفق التقويم الكنسي الحبشي أو وفق التقويم القبطي أو البابلي أو الروماني.

جميع تلك التقاويم كانت موجودة في عصره ويستخدمها اليهود أو النصارى أو المجوس أو حتى الوثنيون إلا أن كتب الحديث لم تنقل لنا أن النبي استخدم التقاويم الحسابية البشرية المعروفة في عصره أو حتى التقاويم التي ستظهر في العصور المستقبلية إلا في حالات استثنائية نادرة جداً ومعظمها أثار وليست أحاديث متصلة السند إليه مباشرة.
قد يكون منها -على سبيل المثال- هذا الأثر الذي رواه سليمان الثوري.

” فِي سَبْعٍ الْبَلاءُ ، وَفِي ثَمَانٍ الْفَنَاءُ ، وَفِي تِسْعٍ الْجُوعُ “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و بالرغم من أن هذا ليس موضوعنا الآن وسأعود للحديث عنه في منشور قادم، لكن ينبغي الآن تصحيح فكرة خاطئة ربما ساهمت أنا فيها بدون قصد، وهي أن هذا الأثر لا ينبغي أن يؤخذ بحجم أكبر من حجمه كأثر، أو أن يعطى دوراً أكبر من دور الرتوش النهائية للصورة ، حتى لو كان صحيحاً ومتوافقاً ومنسجماً تماماً مع الصورة التي سبق و رسمتها الأحاديث الصحيحة ، وهو كذلك حقاً كما شرحت في مقال الترتيب من هذه السلسلة.
https://www.facebook.com/www.end.times.dr.noor/photos/a.557076017756099/1060213020775727/?type=3&theater
لكن بالرغم من أنه منسجم تماماً مع ملامح الصورة سواء في الأحداث الثلاث التي يخبر بها (بلاء ، فناء ، جوع) ، ومنسجم كذلك في تسلسل ترتيبها .. لكنه في النهاية في رتبة (( الأثر)) .. ليس حديثاً ، وليس قرآناً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنه لم يُنسب إليه مباشرة بسند متصل ذكر أي تاريخ اعتماداً على تقويم حسابي أو فلكي؛ إلا أنه أعطانا جميع الوسائل البديلة والمساعدة التي تجعلنا نعرف مسبقاً زمن وقوع بعض الأحداث الكبرى والهامة، وسهّل على الباحثين المجتهدين معرفة توقيت تحقق بعض النبوءات قبل حدوثها ولو بشكل تقريبي، لكن بشرط أن يتبعوا المنهجية الصحيحة لفهم أحاديث آخر الزمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالنسبة إلى المواقيت المتعلقة بمعظم نبوءات وأحداث وعلامات آخر الزمان كان الاسلوب البياني والبلاغي واللغوي للنبي صلى الله عليه وسلم يأخذ طريقتين اثنتين وكان غالباً ما يزاوج بين الاسلوبين
الأسلوب الأول و دعوني أسميه (الإطار الزماني للنبوءة) :
في هذا الأسلوب يذكر النبي صلى الله عليه و سلم أرقاماً تدل على مجال زمني، ويربط العلامة أو الحدث المستقبلي بإطار أو مجال زمني محدد ينبغي أن تقع العلامة خلاله.
الأسلوب الثاني ودعوني أسميه ( الأسلوب الشرطي) :
وهو خال من الأرقام والتواريخ أومن ذكر الأيام والشهور وظروف الزمان الصريحة، في هذا الأسلوب غالباً ما تبدأ الأحاديث بأداة الشرط (إذا)
والنبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه – غالباً – ما زاوج بين الأسلوبين، لذلك المنهجية الوحيدة للفهم الصحيح هي النظرة البانورامية الشاملة في كل الأحاديث ذات الصلة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالنسبة إلى الأسلوب الأول (الإطار الزماني للنبوءة):

فالأرقام التي وردت كثيراً في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام كانت في الغالب أرقاماً لتحديد المدة أو المجال الزمني الذي سوف تستغرقه مرحلة مستقبلية من مراحل عمر الأمة أو فتنة من الفتن الأربع الكبرى أو فترة حكم حاكم معين، ونادراً ما كانت تتحدث الأرقام عن تاريخ بداية أو نهاية مرحلة أو توقيت فتنة.
على سبيل المثال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أرقاماً لتحديد عمر الأمة ومراحلها الأربع المتعاقبة بعد مرحلة النبوة، وذكر لنا أمثلة كي نستنتج منها كم يبلغ عمر الأمة الكلي بجميع مراحلها، كما أنه حدد مدة الخلافة الراشدة الأولى برقم واضح وقاطع هو 30 سنة، وحدد كذلك مدة رجاء الأمة أو مدة استمرار الحكم الجبري على مكة أو قرن الشيطان الذي طلع من نجد بمئة سنة.

وحدد كذلك مدة التمكين للمهدي بعد البيعة بفترة زمنية تتراوح ما بين (7-9) سنوات، وذكر أيضاً أن مدة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هي (40 سنة)، والمدة الزمنية بين الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية (6 شهور أو 6 سنوات حسب اختلاف الروايات)، أو أيام الدجال الأربعين على الأرض بعد خروجه …الخ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن المجال الزمني الأهم طبعاً الذي أعطانا إياه النبي عليه الصلاة والسلام والذي يعنينا الآن في هذه السنوات هو العمر الذي تتأجج فيه كل فتنة من الفتن الأربع الكبرى
فالأحاديث النبوية حددت المجال الزمني لجميع الفتن الأربع الكبرى
فالأحلاس مثلاً تتأجج لمدة (خمس سنوات ) وتنقل الأمة من الخلافة الراشدة الأولى الى الملك العاض ثم تستمر كجمر تحت الرماد طيلة مراحل عمر الأمة.

أما السرّاء فدخنها يهيج (10 سنوات) وتنقل الأمة من الملك العاض إلى الحكم الجبري، ثم تلبس الأمة لبساً طيلة المرحلة الجبرية فيربو فيها الصغير و يهرم فيها الكبير.
أما فتنة الدهيماء التي نحن فيها الآن فتنقل الأمة من المرحلة الجبرية الى مرحلة الخلافة الأخيرة، لكن الروايات تضاربت أصلاً في مدتها بين ثلاث أرقام ( 12 سنة ، 18 سنة ، 20 سنة ) وفي حديث صحيح رابع يصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنه كلما قيل انقضت تمادت.
لذلك من الأفضل أن نقول أن مجالها الزمني يتراوح ما بين 12 سنة كحد أدنى ، و 20 سنة كحد أقصى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما أن الأحاديث ساعدتنا في تحديد نقطة البداية لكل فتنة من الفتن الأربع
فالأحلاس الفتنة التي يستحل فيها الدم هي الفتنة الكبرى الأولى في عمر الأمة لذلك من السهل معرفة أن اليوم الأول من سنوات تأججها الخمس هو اليوم الذي سُـفك فيه دم عثمان رضي الله عنه.
أما السراء التي يستحل فيها الدم والمال ” فدخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما وليّي المتقون”، أي في اليوم الذي تحالف فيه الشريف حسين مع الانكليز وأطلق الطلقة الاولى من مكة ضد المُلك العاض العثماني
أما الدهيماء التي يستحل فيها الدم والمال والفرج ويحدث فيها الفناء؛ فبدؤها من الرقة التي تتوسط مجرى نهر الفرات، ونهايتها كذلك في الرقة وما حولها حيث تنجلي حين تنجلي بحرب عالمية طاحنة على كنز نهر الفرات يهلك فيها من كل تسعة سبعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذاً؛ عندما يكون عندنا مجال زمني مدته معروفة، وكنا نعرف أيضاً نقطة البداية لهذا المجال الزمني، وضمن هذا المجال الزمني هناك العلامة (س) مثلاً من المفترض أن تحدث.
فإذا أردنا أن نعرف متى يمكن أن تحدث العلامة (س) على وجه التقريب وكنا نعرف كل المعطيات السابقة نكون قد مشينا نصف الطريق.
أما تتمة نصف الطريق الآخر فتكون إذا زاوجنا هذه المعرفة بالأسلوب الثاني الذي يتبعه النبي ليدلنا على توقيت العلامة (س).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأسلوب الثاني أو( الأسلوب الشرطي): في هذا الأسلوب غالباً ما تبدأ الأحاديث بأداة الشرط (إذا) .
هنا يربط النبي صلى الله عليه وسلم النبوءة المستقبلية أو العلامة (س)، بعلامات أو أمارات أو شروط مسبقة، فإذا رأيناها تتحقق كلها فهذا يعني أن موعد تحقق العلامة (س) قريب جداً
دعوني الآن أعرض لكم بعض الأمثلة العملية لتأخذوا فكرة بشكل سريع ، وسأشرح لكم هذه الأمثلة بالتفصيل المسهب في المنشور القادم إن شاء الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المثال الأول:
قال صلى الله عليه و سلم :

لا تَنْقَضِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَتَّى يَقَعَ بِهِمُ الْخَسْفُ وَالْمَسْخُ وَالْقَذْفُ
قَالوا: ((وَمَتَى)) ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ: (( إِذَا )) رَأَيْتُمُ النِّسَاءَ رَكِبْنَ السُّرُوجَ ، وَكَثُرَتِ الْمَعَازِفُ ، وَفَشَتْ شَهَادَاتُ الزُّورِ ، وَشُرِبَتِ الْخَمْرُ لا يُسْتَخْفَى بِهَا ، وَشَرِبَ الْمُصَلُّونَ فِي آنِيَةِ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَاسْتَغْنَى النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ، وَالرِّجَالُ بِالرِّجَالِ.
(( فَإِذَا )) رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاسْتَدْفِرُوا، وَاسْتَعِدُّوا ((إِذَا)) هَوَى الْقَذْفُ مِنَ السَّمَاءِ.

/ البزار في المسند (8636)، الطبراني في المعجم الأوسط (5061) ، والحاكم في المستدرك (8349)، والبيهقي في “الشعب” (5083) ،و غيرهم/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المثال الثاني:
قال صلى الله عليه و سلم:.
ولن يَستحلَّ هذا البيتَ إلا أهلُهُ ، (( فإذا )) استحلُّوهُ فلا تسألْ عن هلكةِ العربِ
/الامام أحمد في المسند (7910) ، وابن حبان، وغيرهما/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما أن النبي عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحيان يقدم لنا العلامات وفق تسلسل شرطي
أي يجب أن تتحقق العلامة الأولى أولاً كي تتحقق العلامة الثانية بعدها، وهكذا.
عن نافع بن عتبة ، قال :

كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزوة ( تبوك)، فأتى النبي – صلى الله عليه وسلم – قومٌ من قبل المغرب ، عليهم ثياب الصوف ، فوافقوه عند أكمة ، فإنهم لقيام ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – قاعد .
فقالت لي نفسي : ائتهم فقم بينهم وبين رسول الله كي لا يغتالونه ، ثم قلت : لعلَّهُ نَجِيٌّ معهم ، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه ، فحفظت منه أربع كلمات ، أَعُدُّهُنَّ في يدي ، قال ( أي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم) :

1- تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ
2- ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ
3- ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ
4- ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ
قال نافع : لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم
/صحيح مسلم ، حديث رقم 5292 /
https://www.facebook.com/www.end.times.dr.noor/photos/a.557076017756099/642321515898215/?type=3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و كذلك في هذا الحديث الشهير الذي خصصت له وحده سلسلة كاملة مستقلة
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ
وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ
وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ
وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ .
ثُمَّ ضَرَبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ أو منكب عمر بن الخطاب ثُمَّ قَالَ
إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ هَا هُنَا

/ أخرجه الإمام أحمد في المسند برقم ( 5 / 245 ) ، وأبو داود في السنن (4294) ، و الطبراني في المعجم الكبير (20/108) ، وابن أبي شيبة في المصنف (38473) ، والبغوي في شرح السنة (4252) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (519) ، وأخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (459) ، و أخرجه كذلك الألباني و قال حديث حسن /
و قد قال القاري عن هذا الحديث في شرح سنن أبو داود:

” استيلاء الكفار على بيت المقدس وكثرة عمارتهم فيها هو أمارة أو علامة سيعقبها خراب يثرب ، وخراب يثرب هو أمارة أو علامة مستعقبة بخروج الملحمة ، وخروج الملحمة هو أمارة أو علامة مستعقبة بفتح قسطنطينية ، وفتح القسطنطينية هو أمارة او علامة مستعقبة بخروج الدجال ”
https://www.facebook.com/www.end.times.dr.noor/photos/a.557076017756099/590900527706981/?type=3&theater
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن العلامات التي يقدمها النبي صلى الله عليه و سلم كشروط لحدث نهائي معين هي مثل العلامات على الطريق التي تتبع بعضها بعضاً، وحدث اليوم هو إما نذير أو بشير لحدث الغد
ورؤية هذه العلامات تتحقق تباعاً يجعلنا نعلم أن القطار لا يزال على السكة، ونعلم ما هي المحطة التي نحن فيها الآن وما هي المحطة القادمة ، ونعرف كم نحن قريبون من المحطة الأخيرة
و هذا التسلسل الشرطي هو ما فهمه الصحابي نافع بن عتبة راوي حديث الفتوحات الأربع المتسلسلة في زمن عودة الخلافة عندما قال: لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم
وهذا ما فهمه أيضاً معاذ بن جبل راوي حديث عمران بيت المقدس عندما عقب على هذا الحديث و هو يضرب على منكب الفاروق عمر : إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ هَا هُنَا
ومع أن هذا ليس موضوعنا الآن، لكنني أرى أننا قد تجاوزنا محطة (عمران بيت المقدس) ، و دخلنا بالفعل في محطة (خراب يثرب) ..

رغم أن الخراب المعنوي قد تم وتحقق منذ عقود ، والخراب المادي لكل ما هو أثري و تاريخي في المدينة قد تحقق أيضاً، وبقي فقط الضربة الأخيرة .. وخروج أهلها منها .. ولو على قدر بريد.
وقد تشهد المدينة قريباً – لا قدر الله – في ظل حظر التجول وتقطيع الأوصال حرباً استباقية ضد القدرتحت ذرائع مختلفة يجوس فيها جنود فرعون خلال الديار بحثاً عن أجلى الجبهة أقنى الأنف متوهمين أنهم سيسبقون.
لكن ليس الآن هو وقت ذكر التفاصيل، والله هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

ــــــــــــــــــــــــــ نـور ــــــــــــــــــــــ

سنشرح بعض الأحاديث السابقة إن شاء الله في المنشور القادم.
للحديث بقية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 9 =