كمال المرزوقي : الثّبات والتّحوّل

0dfad kamalalmarzouki
كمال المرزوقي

الثّبات والتّحوّل:

ــــــــــــــــــــــــ


كلاهما لا يمدح لذاته ولا يذمّ


بل يمدح الثّبات على الحقّ والتحوّل إليه .


ويذمّ الثّبات على الباطل والتّحوّل إليه .


والحقّ أحقّ أن يتّبع، لكنّ الحقّ في نفسه حقّ في علم الله تعالى .

أمّا بالنّسبة للنّاظر فيه ، فهو قسمان: 

1- قطعيّ لاحت براهينه ودلائله من محكمات الشّرع الّتي لا يسوغ فيها خلاف .

2- وظنّي رجحت دلائل صحّته عند النّاظر والخلاف فيه ضعيف .

3- ومتوقّف فيه تكافأت أدلّته فلا يمكن الجزم فيه بشيء ولا ترجيح أحد القولين .

فأمّا الأوّل فالثّبات عليه ثبات يقينيّ على الحقّ

وأمّا الثّاني فالثّابت عليه ثابت على حقّ ظنّيّ، ولا يجوز له التّحوّل عنه إلّا بظنّ أقوى منه أو يقين، مع حفظ هامش الخطأ وأنّ ذلك المرجوح عنده قد يكون هو الحقّ في نفس الأمر، لكنّ ثباته على خلافه هو فيه معذور إذ هو في حقّه التّكليف، ونحن مأمورون بالعمل بالظّنّ الرّاجح .

وأمّا الثّالث فإن كان في العمليّات عمل بأحد القولين ممّا اطمأنّت إليه نفسه، ولا يمدح في مثل هذا ثبات ولا تحوّل أصلا، إذ الحقّ الّذي به أنيط الذّمّ والمدح غير معلوم في أيّهما .

والفرق بين الأوّل والثّاني: 

1- أنّ الأوّل ثبات لا ينتقل، والثّاني قد ينتقل عنه. 

2- وكذلك الأوّل مثاب على ثباته عليه وعلى إصابته والثّاني مثاب على ثباته مختلف في ثواب إصابته على الخلاف في هل كلّ مجتهد مصيب ؟ 

3- وكذلك الأوّل يقطع بصواب نفسه وغيره فيه والثّاني لا يقطع بذلك في نفس الأمر .

4- والأوّل حجّته يقين في مقابل ظنّ، والثّاني حجّته ظنّ مقابل ظنّ فأمّا التّرجيح فهو محلّ النّزاع فلا يستدلّ به .

5- والأوّل يمدح الثّبات عليه مطلقا، والثّاني قد يمدح الثّبات عليه في حال وقد يمدح التّحوّل عنه في حال، بحسب رجحان قوّة أحد الطّرفين والدّوران معها من النّاظر نفسه بغضّ النّظر عن الحق في نفس الأمر أين هو منهما .

فهذا على عجل

ربّ يسّر وأعن!

04/2015

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × واحد =