غيث و برنامج قلبي اطمأن هل يجمّل صورة شيطان العرب ؟

هل أعجبك برنامج الدعاية الإماراتي ‘‘ غيث و قلبي اطمأن ‘‘، والشاب غيث اللي بيلف الدول العربية يعطف علي الفقراء؟..دي قصص تانية مدهشة عن الدور الإماراتي العظيم في خدمة الناس.

غيث و برنامج قلبي اطمأن 

صور طفال اليمن

الصورة الأولي : الطفلة اليمنية أمل حسين..متعرفش قصتها؟ أمل طفلة عمرها 7 سنين، كانت ساكنة مع أسرتها في قرية الوقائر بمحافظة حجّة..بيت مُرعب في مستوي البدائية، من الحجر في قلب الخلاء، وأقصي رفاهية موجودة بداخله، هي وعاء فارغ..الأم كانت بتكلم مراسل روسيا اليوم في ريبورتاج عن بنتها، وبتبكي بكاءً مرًا..مكنش معاهم فلوس، معرفوش يجيبوا أكل، البنت عظمها طلع من لحمها من شدة الجوع، وأصيبت بإسهال بالغ، نحل الباقي من جسدها، ولما دخلت المستشفي، دكتور نصحها تنقلها واحدة تانية علي بعد 15 ميل، لكن مكنش معاهم حتي فلوس ينقلوها، ولا عارفين يركبوا مواصلة توديها، لأن مفيش وقود..الصورة دي التُقطت لها في آخر أيامها في المستشفي، وبعد خروجها ب 3 أيام فقط، ماتت أمل وصورتها هزّت الكون، ونشرتها نيويورك تايمز، لكن فيسبوك معجبوش تذكير الصحيفة الأميركية للعالم بجرائم العدوان الإماراتي-السعودي، فحذف الصورة ومنع نشرها.

من هو غيث مقدم برنامج قلبي اطمأن

الصورة الثانية: الطفل سليم عبد الله..في نفس عمر أمل حسين، ونفس اللي الحرب عملته فيها..الجوع..الولد عبارة عن هيكل عظمي، لكن حظه كان أفضل من البنت وعاش الحمد لله..لكن للأسف أصيب بتلف كامل في المخ وتأخر في النمو من أثر الجوع..ال BBC عملت عنه تقرير مصوّر اسمه ‘‘الطفل الذي صدم العالم‘‘..وأمه كانت بتقول للمراسلة أنها مش لاقية أكل، اليوم كله بيعدّي عليها ومش بتشرب غير الشاي..المراسلة هتروح تكمّل مع أسرة تانية..أم وأب قاعدين مع بنتهم اللي بتموت من سوء التغذية كحال مليون طفل يمني..الأم بتحلم وتقول أن نفسها البنت تكمل تعليمها، لكنّها استبعدت أن تعيش..تخيّل أم ماسكة بنتها وبتقول أنها مش هتكمل حياتها، وتبقي شايفة روح فلذة كبدها بتتسحب منها، وهي عاجزة عن إيقاف الموت الناهش في جسدها..سليم والبنت التانية جريمتهم الوحيدة في الحياة أنهم اتولدوا علي أرض، أصبحت ساحة تمرين لطائرات ومدافع لآل زايد وآل سعود.

الصورة الثالثة: غدير..خمّن عمرها من وزنها؟ تخيّل؟ 9 شهور..وزنها في عمر 9 شهور أقل من وزن طفل لحظة الولادة..في نفس الفيديو اللي ظهرت فيه غدير علي BBC تحت عنوان ‘‘الحرب في اليمن: الصور المؤرقة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية‘‘ هتشوف الطبيبة سيدة مهدي من مديرية أسلم، وهي حاطة طفل في وعاء بلاستيك وبتقيس وزنه..الطفل هو عبده صالح وعمره 3 سنين..تخيّل وزنه بعد الجوع؟ 5 كجم فقط..عبده أصيب بضمور عقلي ووشه بيتألم من المرض، لكن محدش قادر يساعده، لأن مفيش علاج، الدكتورة بس بتحاول تلاعبه، عشان يهدأ..حتي الأمهات المرافقات لأطفالهم في المشافي، مش بيأكلوا، تبقي حامل وتقعد بالأسبوع في المستشفي مش بتأكل غير الكفاف..الحل؟ مفيش..الطبيبة عندها 7000 طفل يعانون من سوء التغذية في منطقتها بس، ومهما اتقدم لها مساعدات، فلا تكفي..الحل في وقف الحرب لا غير..لكن إرادة دول العدوان الإماراتي -السعودي لن توقفها أناّت مئات ألوف الجائعين، إلا إذا حقّقت أطماعها.

قلبي اطمأن وجه غيث

برنامج قلبي اطمأن بيحكي لك عنهم؟ بيحكي لك قصص 6754 شهيد يمني سقطوا بواسطة 17,234 غارة جوية سعودية -إماراتية، استهدفت 386 مزرعة، 212 مدرسة، 183 سوق، و44 مسجد، فضلًا عن 1,1 مليون مُصاب بالكوليرا في أكبر تفشي للوباء في العالم منذ العام 1949، تُوفي منهم 2310 معظمهم من الأطفال، وفقًا لتقرير مطوّل للنسخة الإنجليزية من لوموند دبلوماتيك تحت عنوان ‘‘ Yemen’s descent into hell‘‘..غيث اللي بيشتغل كواجهة دعاية لدولة الإمارات اللي علمها متعلق علي دراعه، كجزء من حملة غسيل السمعة، بيروح يصوّر جرائم بلده السابقة؟.. لأ..كفاية عليه يجيب سيدة يمنية لجأت للصومال، ويبتز الرأي العام العربي بكام درهم يُلقي لها ولغيرها من العرب..في حين أن كل الفلوس اللي اتصرفت علي الخير الإماراتي المسموم منذ بداية البرنامج قبل سنوات إلي اليوم، لا تُعادل 1 علي ألف من كلفة قصف يومي واحد علي اليمن.

غيث و برنامج قلبي اطمأن
مهما حاولت الإمارات تجميل صورتها الدموية، ستظل أنات أمل حسين وسليم عبد الله وغدير وعبده صالح، ومليون طفل يمني يعانون من المجاعة، ومليون غيرهم مصابون بالكوليرا، سيظل ألمهم وجوعهم ومرضهم جميعًا، لعنات مصبوبة تلاحق آل زايد وآل سعود..ولن تفلح مليون ماكينة دعاية من عينة قلبي اطمأن في محو تلك الجرائم.

رقم غيث الإماراتي

تعقيب إضافي أخير..من شهر وأكثر كتبت بوست عن اليمن وسوريا في زمن كورونا، ورشّحت هذا الوثائقي من BBC تحت عنوان ‘‘أطفال الجوع‘‘، واليوم أعيد ترشيحه..أكثر قسوة وألمًا من كل الفيديوهات والتقارير التي استند إليها البوست..ستتألم بشدة عند مشاهدته؟ صحيح فوق ما تتخيّل..لكن تعالي علي نفسك، واقتطع من وقت ترفيهك الرمضاني، ووقت الكابتن غيث، وشوف حال أخوتك المتألمين من الحرب البربرية والحصار ونقص الأغذية..بالتوفيق للجميع .

بقلم عبده فايد .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × أربعة =