ليلة حصار قطر في العاشر من رمضان تتحول بعد 3 سنوات إلى ليلة العويل واللطم بالرياض

تصدر وسم “#ليلة_حصار_قطر” قائمة الوسوم الأكثر تداولا بموقع التواصل تويتر، تزامنا مع حلول الذكرى الثالثة للحصار الجائر الذي فرضته السعودية والإمارات ومصر والبحرين على الدوحة بزعم دعمها للإرهاب، الأمر الذي نفته الدوحة مرارا وتكرارا وأكدت أن الهدف من هذا الحصار الجائر السيطرة على قرارها السيادي.

ليلة حصار قطر في العاشر من رمضان

وستبقى تلك الليلة وصمة عار سوداء ستلاحق السعودية والإمارات التي كشفت التحقيقات القطرية والأجنبية ضلوعهما في مؤامرة القرصنة واختراق موقع وكالة الأنباء القطرية والتمهيد لحصار قطر ومحاولة تركيعها والمساس بسيادتها.

ومن سخرية القدر بحسب تغريدات النشطاء عبر الوسم والتي رصدت (وطن) بعض منها، أن تتحول ليلة حصار قطر بعد 3 سنوات إلى ليلة العويل واللطم في الرياض بسبب انهيار الوضع الاقتصادي واتجاه المملكة لاتخاذ إجراءات قاسية غير مسبوقة بحسب تصريحات وزير المالية السعودي.

يشار إلى أن وزير المالية السعودي محمد الجدعان قال، السبت، إن المملكة ستتخذ إجراءات “مؤلمة” لخفض النفقات في ظل تراجع الإيرادات بسبب أزمة “كورونا”.

وأضاف الجدعان، في مقابلة مع قناة “العربية” المحلية، أن السعودية يجب أن تخفض مصروفات الميزانية بشدة؛ نظرا لانخفاض الإيرادات النفطية لأقل من النصف وتراجع الإيرادات غير النفطية بسبب الإغلاق في إطار إجراءات مكافحة “كورونا”.

وأضاف أن بلاده “ستتخذ إجراءات صارمة جدا”، وقد تكون “مؤلمة”، وأن “جميع الخيارات مفتوحة حاليا” للتعامل مع الأزمة.

من جانبه علق الدكتور محمد الصغير الداعية المصري الشهير ومستشار وزير الأوقاف السابق عبر الوسم: “#ليلة_حصار_قطر كانت قبل 3 سنوات من الآن؛ اختارت دول الحصار “5 يونيو” يوم النكسة شعارا لهم ونقطة انطلاق”

وتابع:”لكنه وافق في #قطر يوم “العاشر من رمضان” يوم العبور والانتصار ! سبحان من جمع في تاريخ يوم واحد ذكرى النصر والهزيمة، وقسم لكل واحد فيه ما يستحقه.”

وقال العميد السابق بالمخابرات القطرية شاهين السليطي:”في #ليله_حصار_قطر وما بعدها شهد العالم على وجود دولة قوية لها سيادة راسخة وتأكيداً للمجد والتفاف شعبي لا مثيل له بالمنطقة”

وتابع في تغريدة أخرى واصفا ليلة الحصار:”لن ننسى #ليلة_حصار_قطر وانا كنت وبرفقتي عائلتي في تلك اللحظة بمكة المكرمة وودعنا الأراضي المقدسة مباشرة في اللحظات الأولى مع بزوغ نور الصباح وكنت اول قطري مع اسرتي نسجل خروج في جوازات مطار جدة بعد ان حجزنا تذاكر جديدة على الطيران العماني، حسبنا الله عليك يا سلمان أنت وابنك”

بينما ذكر عبدالله الملا بما فعله محمد بن سلمان مع القطريين في المملكة:”#حتى_لا_ننسى ذلك اليوم الذي داهموا فيه غرف القطريين في مكة والمدينة أقدس بقاع الأرض وطلبوا منهم المغادرة فوراً واستولوا على أموال الحجوزات وروعوا النساء والأطفال فالحمدلله الذي أبطل كيدهم وكيد شياطينهم الذين خططوا لهم، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً”

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” كشفت في تحقيق سابق لها تلاعب دول حصار قطر بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ تناول التحقيق دور البرمجيات الأوتوماتيكية “بوتات” في تأجيج الصراع في منطقة الخليج، وإسهامها في تمزيق مجلس التعاون الخليجي منذ العام الماضي.

وأعد التحقيقَ كل من المحاضر في تاريخ الخليج وجزيرة العرب مارك أوين جونز والباحث في مجال العولمة والحكم أليكسي أبراهامز، وذكرا فيه التفاصيل التي تلت ليلة قرصنة وكالة الأنباء القطرية لنشر تصريحات منسوبة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واعتبر الكاتبان أن هذا كان أول مثال مسجل على هجوم إلكتروني يثير أزمة دولية طويلة.

ويقول التحقيق إن عملية الاختراق كانت قمة جبل جليد في حرب المعلومات التي استخدمتها دول الحصار ضد قطر، فقبل الأزمة بأسابيع جندت دول الحصار شركات غربية للمساعدة في شن حملة دعائية لا هوادة فيها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان مفتاح هذه الإستراتيجية -كما يقول الباحثان- هو برامج التتبع الأتوماتيكية على تويتر المعروفة بـ”البوتات”، التي تفعّل خاصة إعادة التغريد كما تعمد إلى نشر المحتوى الأصلي على نطاق واسع.

ويقول الباحثان إن بحثهما أظهر أن الأنظمة في دول الخليج أنشأت آلاف البوتات للتغريد بطريقة منسقة، وأظهرت عينات عشوائية أنه قبل أسابيع من أزمة قطر من العام الماضي استُهدفت الدوحة بما نسبته 17% من التغريدات، وبحلول مايو 2017 ارتفع النسبة إلى 29%.

وعملت البوتات على تضخيم التغريدات التي تنتقد الحكومة والأسرة الحاكمة في قطر، كما حُشدت آلاف التغريدات ضد شبكة الجزيرة الإخبارية القطرية، وكذلك رَوّجت البوتات للزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية في ذلك الوقت.

وبيّن التحليل أن نحو 90% من التغريدات بشأن حصار قطر كانت إعادة حرفية لما يقوله آخرون، كما بيّن أن 75% من المحادثات كانت عبارة عن إعادة تغريد لمن سماهم التحليل المؤثرين أو “النخبة” الذين لا تتجاوز نسبتهم 2% من المجموع العام، وغالبا ما كانت تُعطى زخما أكبر عبر البوتات خاصة إذا كانت تعبر عن مشاعر معادية للقطريين.

ويشير الباحثان إلى أن ظاهرة التلاعب بـ”الهاشتاغ” أصبحت منتشرة في دول الخليج بعد اندلاع الأزمة، حتى إن مواقع إخبارية عالمية وقعت في خطأ التعامل مع هذا التلاعب، ونشرت نتائج هاشتاغات مزيفة ضد قطر.

ويقول التحقيق إن مستشار الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني استخدم عن قصد “تريندات” تولدت بسبب البرمجيات الأتوماتيكية لقياس الرأي العام القطري؛ ففي 17 أغسطس 2017 قال القحطاني إن هاشتاغ “ارحل تميم” يعكس مطالب القطريين، وفي الحقيقة لم يكن الهاشتاغ مقياسا للرأي العام القطري، لأنه مولد من برمجيات أوتوماتيكية معادية لقطر.

ويرى الكاتبان أن معظم الخطاب المعادي لقطر كان موجها لمواطني دول الحصار، فبعد أن عطل الحصار حياة الآلاف من سكان المنطقة الذين يعملون أو لديهم عائلة في قطر، سعى المحاصرون إلى إضفاء الشرعية عليه عن طريق تشويه صورة قطر وإثبات فاعلية الحصار كعقوبة مناسبة.

ويضيف التحقيق أن هذا التلاعب يدل على منطق استبدادي؛ ففي حين أن وسائل الإعلام الاجتماعية قد تعمل في نهاية المطاف حاضنة لتكوين الرأي السياسي، فإن الأمر الأكثر أهمية هو أنها هي المكان نفسه الذي يتوجه إليه المواطنون ليتعرفوا ما يفكر به المواطنون في دول أخرى، وهو ما يعد عنصرا حيويا للتعبئة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 4 =