خواطر مبعثرة _ 2 السيد والعبد .. العدو والصديق .. في السياسة الدولية 

مقال للدكتور نور. خواطر مبعثرة ( 2) السيد والعبد .. العدو والصديق .. في السياسة الدولية. 

وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ 

/البقرة (36) /

 

وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ

/الزخرف (32) /

 

وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

/الحج (40) /

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن اول درس في صراع البقاء تعلمه حيوانات البراري والغابات لصغارها هو تمييز العدو البيولوجي الحقيقي.    

هذا هو الدرس السياسي الأعظم في قانون الغاب الذي تعلمه الغزلان لظبائها، والجواميس لعجولها، وحتى الأرانب الجبانة والفئران الحقيرة لجرائها ..

اتخذوا دائماً الذئاب الجائعة عدواً

وتجنبوا التطبيع مع الضباع 

واحذروا شق الصف أو الشرود عن جماعة القطيع

 وإياكم والتعاطف أو الانخداع بدموع تماسيح تدّعي الزهد والدروشة أو ضربت عليها الذلة والمسكنة، فتجلس فاغرة أفواهها تتباكى على منابر الأنهار

 وإذَا رَأَيْتَم نُيُوْبَ اللَيْثِ بَارِزَةً فلَا تَظُنَّنَ أَنَّ اللَيْثَ يَبْتَسِمُ. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أستاذتنا من الحيوانات والبهائم يعرفون أن بعضهم لبعض عدو، ويعرفون كيف يميزون أعداءهم، ولديهم العزم الكافي على اتخاذ العدو عدواً.

ولم تنجر أي فصيلة من فصائل الحيوانات إلى خوض حروب غيرها أو خدمة مشاريع غيرها من المفترسات أو تبديد خيرة أبناءها في معارك جانبية عبثية.

ولن تجد في قطعان الحيوانات التي تعيش في جماعات تحكمها ملكة أو قائد قطيع أنهم تحولوا إلى قطعان مازوخية تخدم قائد القطيع في حال انحرف فرضاً عن ميثاق الجماعة الغريزي وتحول إلى سفاح.

ولن تجد أبداً في السلالات الحيوانية أنه قد خلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا هذه الأمانة الموروثة أو قرروا في مرحلة تاريخية معينة التطبيع مع العدو البيولوجي أو توقيع معاهدة سلام معه، ولو فعلوا ذلك فرضاً فسيكون مصيرهم القلة أو شفير الانقراض.

السـادة الحيوانات يعرفون هذا الدرس السياسي الثمين الذي لا يفقهه معظم البشر، ولاسيما آخر جيل من العرب.  

وأبن العرب يومئذ يا رسول الله ؟

قال: هم يومئذ قليل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العالم غابة كبيرة ، ونحن العرب في وسطها.

 أهم موارد وكنوز الأرض هنا، خزان الطاقة هنا، طرق التجارة والمضائق والممرات البحرية والبرية هنا، النيل و الفرات ومربط النظام العالمي عبر كل العصور هنا، وأول بيت وضع للناس يوجد أيضاً هنا.

 لكن ليس هذا هو كل شيء.

يوجد هنا أيضاً قطيع كثير وشهي لكنه كغثاء السيل نزع الله مهابته من قلوب المفترسين وقذف في قلبه الوهن. 

قطيع بأسه فيما بينه شديد، يقتل بعضه بعضاً، ويُكـفّر بعضه بعضاً، ويبغض بعضه بعضاً فيما تحوم حوله الذئاب. 

على أطراف غابة العالم قوتان مفترستان كبيرتان من الذئاب الشرقية والغربية، وعشرات القوى الصغيرة من الضباع والثعالب، وحتى الديدان.

 قوى عالمية قلوبهم شتى وبأسهم أيضاً بينهم شديد، والجميع يتداعى على هذا القطيع وكل واحد منهم لديه مشروعه الخاص ويطمح أن يأخذ حصة أكبر من الفريسة الواهنة ، وإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشروع العالمي الأول والأكبر هو مشروع قديم تقوده اليوم أمريكا ومن وراءها أوربا والهند واستراليا ، وكوريا الجنوبية، وهذا المشروع ألخصه بثلاث كلمات: نظام دنيوي جديد (novus ordo seclorum) 

 

أما المشروع الثاني فهو أيضاً مشروع عملاق، وله كذلك بعدٌ عالميٌّ ، وينافس بقوة المشروع الأمريكي.

هذا المشروع تقوده الصين التي تريد أيضاً نظاماً دنيوياً جديداً لكن بقيادة ونكهة صينية وسينضوي تحت هذا المشروع عدة دول مثل باكستان وايران ودول أخرى في جنوب شرق آسيا وافريقيا، ومن المحتمل روسيا وكوريا الشمالية. 

وهذا المشروع ألخصه بكلمتين: طريق الحرير (Silk Road) 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحت عباءة كل واحد من هذين المشروعين العملاقين ستنضوي العشرات من المشاريع القطرية والطائفية والاقليمية الصغيرة التي بالنهاية ستذوب في المشروع الأكبر أو تخدم السيد الأكبر كي تحافظ على وجودها.

وإذا أردنا أن نعمل زووم على الخريطة ونركز على عالمنا العربي والاسلامي سنجد أن أهم المشاريع الإقليمية في منطقتنا هي خمسة مشاريع رئيسية: 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- المشاريع القومية الانفصالية سواء للكورد في المشرق أو الأمازيغ في المغرب 

2- المشروع الصفوي الإيراني 

3- المشروع التركي 

4- المشروع الأعرابي (النظام الجبري العربي)

5- المشروع الإسرائيلي

ولنتحدث بإيجاز شديد عن كل واحد منها ، كي نرى سنة التدافع وأي هذه المشاريع الإقليمية سيستمر في خدمة السيد الأمريكي، وأيها سينقلب عليه، ومن منها سيكون تابعاً مسخراً لدى المشروع الصيني؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولاً – المشاريع القومية الانفصالية سواء للكورد في المشرق أو الأمازيغ في المغرب

 

أخوتنا من هذه الشعوب الكريمة المسلمة تجاهلها عمداً صناع أقفاص سايكس بيكو من الانكليز والفرنسيين، وتم رسم الخرائط بحيث يتوزع الكورد والأمازيغ على عدة دول تُـحكم بالنظام الجبري، بحيث يكون الحجم الديموغرافي للكورد و الأمازيغ في جميع هذه الدول هو من الأقليات.

النظام الجبري ظالم للجميع بشكل عام ، ظالم للأكثرية وظالم للأقلية، لكن عندما تكون من الأقلية سيكون إحساسك بالظلم مضاعفاً وستختلط عليك الأمور، فتوجه كراهيتك نحو الأكثرية العربية أو التركمانية المظلومة مثلك بدل أن توجهها للظالم الغربي الذي صنع هذه الأقفاص أو لحراس هذه الأقفاص من الأنظمة الجبرية .. وهذا ما كان يريده الغرب أصلاً 

و بسبب عقدة عدم وجود دولة قومية لهذه الشعوب المسلمة ذات الطبيعة المقاتلة العنيدة ، فإن الأحزاب القومية العنصرية التي تلعب على وتر المظلومية وتدغدغ المشاعر الجاهلية سيكون لها الكلمة العليا بين الناس، وهي التي ستتلقى الدعم الغربي الخبيث، فيما التيارات التي تنادي بالحل الحقيقي الجذري ضمن الرابطة الاسلامية سيتم اضطهادها وتهميشها، على الرغم من أن زمن الدولة القومية في العالم كله قد انتهى. 

الغاية الحقيقية من وجود هذه المشاريع في هذا الوقت هو الاستفادة منها لخدمة مشاريع دولية أكبر. 

و أستطيع أن ألخص هذا المشروع بأربع كلمات (اللعب في الوقت بدل الضائع)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانياً- المشروع الصفوي الإيراني 

يعمل هذا المشروع على نشر التشيع بشكل محدود في البحر السني وتسليم الحكم للأقليات الشيعية العربية كي يبقى ارتباط أنظمة الحكم دائماً تابعاً لإيران، له اتباع من نفس اللون الطائفي في العراق واليمن وسوريا ولبنان ، وهذا المشروع قد انضوى تحت عباءة المشروع الصيني الأكبر.

 الهدف الحقيقي للمشروع الإيراني أستطيع أن ألخصه بكلمتين (الخليج الفارسي) ، أما الشعار المعلن للمشروع فأستطيع أن ألخصه بثلاث كلمات (عجل الله فرجه)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  

ثالثاً- المشروع التركي 

هذا المشروع تقوده تركيا، وهناك دول اقليمية متحالفة أو متوافقة معها على الأقل مثل ماليزيا و قطر، كما يدعم هذا المشروع جماعات و فصائل مسلحة في أجزاء من العراق والشام وليبيا والصومال. 

 

لكن بشكل عام المشروع التركي يعتمد على القوة الناعمة في تحقيق أهدافه، ليس له بعد عالمي كغيره، ولا يسعى إلى قيام نظام دولي بديل، وإنما أقصى طموحه هو تعديل ميثاق الأمم المتحدة الحالي من أجل دور أوسع للمسلمين ضمن أقفاص سايكس بيكو. 

يهدف إلى عدة أمور:

1- زيادة التنمية الاقتصادية والبشرية في المجتمعات الاسلامية من أجل مزيد من السيادة الوطنية، ورفع القدرة التنافسية، وهذا الهدف الدنيوي هو شيء جيد، لكنه هدف دنيوي بالنهاية. 

2- شيء من التضامن الخجول مع المسلمين المضطهدين في الأرض (كالدعم الماليزي الخجول لمسلمي الفلبين و بورما، والدعم التركي للتركستان ومسلمي البلقان، ومؤخراً الدعم الانساني للاجئين العرب)

ما يقدمه هذا المشروع ليس سيئاً في ظروف الضعف الحالية، وفيه شيء من اليسر في زمن العسر، لكن على مستوى الهدف الاستراتيجي الكبير ليس له استقلالية قرار حقيقية بسبب قوة التيار العلماني في تركيا ، وبسبب انتماء تركيا لحلف الناتو، لكن أردوغان يحاول أن يراوغ مراوغة الثعلب ويلعب أحياناً على التناقضات الدولية بين أمريكا و روسيا، وعند المحك سيضطر أن ينحاز إلى المصلحة القومية التركية القصيرة والعاجلة مقابل الاعتبارات الدينية الأخلاقية.  

وأستطيع أن ألخص هذا المشروع ذو النكهة الإسلامية الخفيفة بأنه (مشروع حبة أسبرين لمعالجة مريض سرطان) لأن النهضة الحقيقية للأمة التي تعيد لها عزها هي نهضة إيمانية وروحية وعلمية وليس فقط في القشور الاقتصادية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابعاً- المشروع الأعرابي 

يقود هذا المشروع قبيلة كلب أو من وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصم البكم الذين صاروا ملوك الناس من الحفاة العراة رعاة الشاة العالة الذين يتطاولون في البنيان

و يدور في فلكه معظم أنظمة الحكم الجبري العربية رغم فقاعات الاختلاف الاعلامية، وهم كذلك يدعمون مالياً التيار العلماني المتطرف في تركيا وماليزيا وفي كل مكان .

أهداف هذا المشروع هو إطالة عمر الحكم الجبري أطول فترة ممكنة أو قرن آخر من قرون الشيطان. 

لتحقيق ذلك هم يخوضون حرباً استباقية ضد القدر لمنع عودة الخلافة.

من مظاهر هذه الحرب الاستباقية دعم الثورات المضادة في دول الربيع، تمييع الاسلام وشغل شعوب الجزيرة العربية بالدنيا والمعازف والجنس كي ينسوا وعد الله، بالإضافة إلى صفقة القرن والتطبيع مع اسرائيل إلى اقصى الحدود على أمل مساعدتها في مواجهة المشروعين الإيراني والتركي حالياً ، ثم مشروع المهدي في المستقبل القريب.  

هذا المشروع الأعرابي هو تحت أقدام المشروع الأمريكي الأكبر إلا إذا قررت أمريكا في حربها القادمة ضد الصين استخدام عبداً اقليمياً بديلاً .. كالمشروع الاسلامي (المعتدل) مثلاً 

وأستطيع أن ألخص مصير هذا المشروع الأعرابي بعبارة واحدة (المحروم من ضيع غنيمة كلب)  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خامساً- المشروع الاسرائيلي 

اسرائيل التي تعيش الآن في وعد الآخرة وتعلو علواً كبيراً لها مشروعها التوراتي القديم، وفي المحصلة النهائية اسرائيل تريد ثلاثة أمور 

1- دولة يهودية شبه خالية من العرب ما بين الفرات والنيل يجيء إليها لفيفاً من تبقى من يهود العالم خارج اسرائيل، ويبلغ عددهم حالياً 7 مليون تقريباً معظمهم في أمريكا وفرنسا وكندا ولايزالون مترددين في الهجرة إلى إسرائيل الصغيرة 

2- إقامة الهيكل اليهودي الثالث مكان المسجد الأقصى لتكون القدس مقراً لحكومة العالم الجديدة بقيادة مسيحهم المنتظر ذو العين الواحدة

3 – التحكم بالعالم تكنولوجياً ، والتحكم به مالياً مستفيدين من احتياطي الذهب الكبير في مصارفهم الربوية ، وذلك بعد أن تجعل قوى العالم الكبرى تدمر بعضها بعضاً في حرب هرمجيدون. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لكن الديدان اليهودية لا ينفذون مشاريعهم بأنفسهم بالعادة ولا يقاتلون إلا من وراء جدر..

 هم يعتمدون دائماً على غيرهم من القوى العظمى ( إلا بحبل من الله أو حبل من الناس) ، و يمتلكون نصيباً عظيماً من المكر والصبر والذكاء والتخطيط المستقبلي المذهل

طوال القرن الماضي كان الحبل الأمريكي هو الحبل الذي تقوى به اليهود، لكن هذا الحبل سينقطع قبيل أن تقوم الحرب العالمية، وعلى الأرجح هم الذين سيقطعونه بأنفسهم بتدبير انهيار ماحق للدولار والعملات الورقية، وسينتقلون كالعادة إلى حبل جديد.

 الحبل الأوربي ليس المرشح القادم، فقد كان حبل مشنقة حول رقابهم في محاكم التفتيش الكاثوليكية وفي الحرب العالمية الثانية، لذلك المصلحة اليهودية في المرحلة القادمة ستكون مع الصين، وهذا ما يفعلونه الآن، فبعض المؤسسات المالية اليهودية والشركات الكبرى بدأت تنقل مركز ثقلها إلى الصين، واليهود يبيعون لهم الأسرار العلمية الحساسة.

وهذا يعني أن اسرائيل وايران في المعزوفة الإقليمية القادمة بعد سنوات قليلة سيكونان كلاهما في جوقة واحدة تحت إدارة المايسترو الصيني ، ويعني أيضاً أن النظام الايراني سيشهد تغيرات بنيوية كبيرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عند خروج الدجال سيتبعه من مدينة إيرانية واحدة هي أصفهان سبعون ألفاً من اليهود عليهم الطيالسة 

الطيالسة هي غطاء الرأس الذي يرتديه الرجال فقط، وليس النساء ولا الاطفال.

 فإذا كان لكل رجل من هؤلاء زوجة واحدة وثلاث أطفال فقط فعدد اليهود في أصفهان يجب أن يكون وقت خروج الدجال يزيد عن 350 الفاً 

عدد اليهود حالياً في كل ايران حسب احصاءات 2019 يبلغ ثمانية آلاف وثلاثمائة شخص فقط.

هل تعتقدون أنهم سيتكاثرون إلى مئات الآلاف خلال عقدين من الزمن نتيجة التوالد الطبيعي ؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لكن المشروع الإسرائيلي ليس سلساً على الإطلاق في المرحلة القادمة ، فلا يزال يقف أمامه حتى يكتمل ثلاث عوائق كبيرة.

العائق الأول هو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل، وهذا له شروط دينية خاصة بهم، وحاخامات اليهود كالعادة سيجدون لها فتوى في الوقت المناسب، وعندما تنضج الأمور سيعلنون عن ولادة البقرة الحمراء، وهم يخططون أن يتزامن هدم الأقصى مع تحريق البيت العتيق كي يمر الأمر بأقل قدر من ردود الفعل الانتقامية. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العائق الثاني هو تفريغ المنطقة ما بين الفرات والنيل من أكبر عدد ممكن من سكانها العرب.

 وحتى الآن المكانس البشرية قامت بالنيابة عنهم بجزء كبير من العمل القذر، وكل الشكر للنظام النصيري وحلفاءه من شيعة ايران ولبنان والعراق، ولخير أجناد الأرض في جيش السيسي، ولتنظيم دولة باقية وتتمدد، ولكل أمراء الحرب في كافة الفصائل الغبية العربية والكردية التي تقاتل بعضها البعض، ولا أستثني أحد ، وجميعهم سيلقون الله يوم القيامة وفي رقابهم وزر خدمة اسرائيل وتشريد 10 مليون مسلم سني في العراق والشام وسيناء.

الدفعة الثانية من التنظيف ستقوم بها الصين، حيث سيجلي بنو قنطوراء الذين صار لهم منذ سنوات موطئ قدم في البصرة – وربما بمساعدة الحليف الايراني خلال شهور الفتنة الحالقة – سيجلون من تبقى من العرب من جنوب العراق إلى منابت الشيح في قلب البادية وسيحل مكانهم مستوطنون من الصين في المناطق الساحلية و ضفاف الرافدين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العائق الثالث هو الخروج من الحرب العالمية الثالثة بأقل قدر من الأضرار. 

اسرائيل لها مصلحة في اشعال فتيل حرب كنز الفرات أو هرمجيدون من أجل أن تتخلص من جميع القوى العظمى المنافسة، وتخفيض عدد البشر، وابعاد الصين عن المنطقة بعد أداءها المهمة، حيث سوف تدمر القوى العظمى بعضها البعض عند نهر الفرات، وسيكون عند قرقيسيا ملحمة عظيمة بين الروم ( الغرب المسيحي ) والترك (الصين و حلفاءها ) ، والعجب كل العجب بين جمادى ورجب.

لكن في النهاية ما كل ما يتمناه اليهودي يدركه، فهذا المشروع سيتم تأجيله ، واستطيع أن ألخص مصير هذا المشروع بآية واحدة (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)

وستكون لهم بعد ذلك عودة أخيرة مع الدجال… وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشروع السادس هو المشروع الاسلامي 

المسلمون مهما بلغ بهم الضعف في هذا العصر لكنهم يبقون أمة حية ، لذلك يوجد في مواجهة هذان المشروعان العالميان العملاقان، والمشاريع الإقليمية التابعة والخادمة له مشروع اسلامي حر ونقي وخالص وأصيل عنده حل ينقذ الأمة… أو من سيتبقى منها.

مالك الملك سبحانه وتعالى وعدنا بعودة الخلافة في آخر الزمان 

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ /النور/

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ / الأنبياء(105)/

و النبي صلى الله عليه وسلم أكد هذا الوعد بأن المرحلة التي تعقب المرحلة الجبرية التي يتكادمون عليها تكادم الحمير ستكون خلافة على منهاج النبوة ، وبشرنا بالمهدي في نهاية قرن الرجاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

في الواقع خلال قرن الرجاء كان هناك خمسة مشاريع اسلامية تضع مسألة الخلافة في أولوياتها أو ضمن أدبياتها على الأقل.

ثلاثة مشاريع منها فشلت، ومشروع نجح في وضع القواعد والمشروع الخامس سينجح بما أراده الله

وحسن الظن وعدم الخوض في النوايا مع الابتعاد عن منطق هواة التخوين أو عشاق التكفير، يجعلني أقول أنهم من الناحية النظرية جميعهم كانوا صادقين في البداية في تقديم حل. 

سأستعرض هذه المشاريع الإسلامية الخمسة التي لها بعد عالمي حسب نتائجها العملية التي رأيناها ونراها على الأرض ، وحسب النتائج التي تبشرنا أو تنذرنا منها الأحاديث النبوية 

لماذا فشل من فشل منها ولم ينصره الله ، ولماذا نجح أو سينجح الذي وفقه الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نــور ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للحديث بقية

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 11 =