النخعي .. مع الحريات الغربية أم ضدها ؟

9663a fahd al3glan
نقطة البداية في خارطة طريق مهمومي الحريات في التغبير على حدّ الردّة؛ هي التشبث برأي النخعي وسفيان الثوري في أن المرتدّ “يستتاب أبداً” .. ومع أن هذا لا يعدّ خرقاً للإجماع على حدّ الردّة لأنه في الاستتابة وليس في القتل، إلا أني أجزم أن رأي النخعي أشدّ في انتهاك مفهوم “الحريات الغربية” من رأي الجماهير من السلف والخلف .
فالجماهير الذين رأو قتل المرتد غاية قولهم أنه عقوبة، والعقوبات ليست ضدّ الحريّات المعاصرة بإطلاق، فوجود العقوبة لا يخدش الحريّة، ويمكن أن تجد لها ملتمساً يروق للذائقة العصرية، فتبحث عن عقوبة قد اعتادت عليها الشعوب المعاصرة وتقاربه بحدّ الردّة (مثل عقوبة الإعدام في الخيانة العظمى). وفي أقل الأحوال هي عقوبة وينتهي المرتدّ وينسى الناس السالفة ويعيشون حياتهم.
أما رأي النخعي فشيء آخر .. شئ آخر تماماً !
فالنخعي.. يريدك أن تسجن الرجل، وتصكّ عليه، وتلاحقه كلّ يوم، تُب واقلع وتراجع، فإن لم يفعل؛ تواصل التضييق والإغلاق عليه حتى يتوب!.
هذا مايريده النخعي .. فهي صورة ظاهرة في الإكراه على الدين، وملاحقة للرجل حتى يقرّ بالإسلام رغماً عنه، وليس هو عقوبة أو تأديب له على ذنب، بل المقصود أن يكره على الإسلام في مناقضة صارخة لمفهوم الحريات المعاصر! .
وتستمرّ هذه الملاحقة حتى يرضخ أو يموت، في مشهد يومي يتناقل الناس خبره، ولو كانت وسائل الإعلام حاضرة لطارت بها في الخافقين، وكأني أرى الإصلاحيّين يتفقّون حينها على أن رأي النخعي مخالف لروح الإسلام! وربّما ذكروا أنه مخالف للإجماع!!
أما يستحي هؤلاء من ردّ نصوص الشريعة .. بمثل هذه الأعذار .. ؟

2011

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − اثنان =