df22b lwiss3atiyatallah
صلى الله على أسامة بن لادن .. إهداء للدكتور الحضيف

 لويس عطية الله


يحكى أن الدكتور محمد الحضيف عندما سئل عن مقالي ( اغسلوا أيدكم منهم ) قال : أسامة بن لادن صلى الله عليه وسلم .. يعني الدكتور أني أقدس أسامة لدرجة أنه لم يبق سوى أن أقول أسامة صلى الله عليه وسلم .. ردا على هذا كتبت هذا المقال وأهديه للدكتور الحضيف .. 


———– 

الصعاليك الجدد .. 


صعاليك ..نعم .. لأن لهم نكهتهم الخاصة .. وطعمهم الخاص .. جدهم الأكبر أسامة بن لادن .. الصعلوك الأكبر ابن الأكرمين .. هذا الذي والده أنفق على شعب الجزيرة وأطعمهم وكساهم .. عندما أكلت بقرات فرعون الأصغر العجاف .. القروش الأنجليزية التي تركها له والده فرعون الأكبر .. 


صعاليك متناثرون في كل مكان .. تقذفهم القوارب الشراعية .. على أرصفة الصومال .. أو تغرق بهم في بحيرة ( فيكتوريا ) فلا يشعرون لأنهم لا يغرقون إلا عندما ينامون .. تراهم في كل مكان من العالم .. قد تراهم في هونولولو على الشاطئ … يشربون عصير البرتقال .. ويلبسون النظارات الشمسية فإذا جن الليل .. احتضنوا مصاحفهم وجلسوا يكتبون ( الوصايا العشر ) 


قال حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ حَدَّثَنِي جَابِرٌ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِيمَا وَقَعَ فِيهِ عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ نِعْمَ كَنْزُ الصُّعْلُوكِ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ يَقُومُ بِهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ… 


أو قد تراهم في كوالالامبور .. يعقدون المؤتمرات السرية .. ليكتبوا للعالم ( بروتوكولات صعاليك العرب ) … ينتعلون الأرصفة ، ويركبون الركشا في كراتشي ويطيرون إلى مدريد ويسكن (الفنادق الرخيصة ) ليوصلوا رسالة ثم يعودون .. 


لا تقترب منهم إلا إذا كنت شجاعا فهم لا يحبون الجبناء .. 


يشربون الشاي وهم جالسون حفاة وسط قمة جبل في تورا بورا يرجفون من البرد يضحكون ويتندرون على ملك يسمونه ( الأعور الدجال ) .. 


في الجاهلية كان الصعلوك الأول ينشد : 


وإني لأستحيي من الله أن أرى *** أجرجر حبلا ليس فيه بعير 


أما في الإسلام فهم فينشدون : 


وإني لأستحيي من الله أن ارى *** اجرجر حبلا ليس فيه أمريكي ! 


يسمون عملهم ( استثمار ) والكهوف التي يتخندقون فيها بـ ( الشركة ) والأعداء من الامريكان بـ ( المستثمرين الأجانب )فإذا سمعتهم يتحدثون عن الاستثمارات والشركات فاعلم أنهم يبيعون بضاعة اسمها ( الشهادة في سبيل الله ) .. 


يكتبون القصائد العامية يغنون اهواءهم في الخلوات من دون حرج، 


أو يدندنون بالفصحى 


جُدُرُ المذلّةِ لا تُدَكُّ …. بغير زخّات الرصــاصِ 


و الحُرُّ لا يُلقي القياد …. لكُّــلِ كَفّــارٍ وعـــاصِ 


و بغير نضحِ الدمِ ….. لا يُمحى الهوانُ عن النواصي 


ويرقصون في الليالي المقمرة علي جسر موستار ويترنمون بها ويغنونها بينما يحيط بهم الصرب من كل جانب ..! فإذا أخذ منهم ( الكروات ) أسيرا أمسكوا بعشرين كرواتيا وأوسعوهم ضربا حتى يفكوا أسيرهم .. 



ستجدهم في الشيشان يسكنون في الجبال .. وإذا وجدوا جنديا روسيا في طريقهم أخذوه وأجروا له عملية إزالة دماغ ! 


ولأنهم صعاليك فإن كل البشر يطاردونهم .. ولن تجد سجنا في أي دولة يخلو منهم .. فاعرفهم فإن علامتهم المميزة أنهم يلبسون العصائب الحمر ويكحلون عيونهم ويتسمون بالأسماء المخيفة ( كأبي الدحداح ) و (أبي القعقاع ) .. يحملون قلوب الأسود وعيون الأطفال .. فإذا شاهدوا طفلا يبكي أو عجوزا تندب جلسوا يبكون حولها .. 


كل الكرة الأرضية تخاف منهم وهم لا يخافون أحدا .. فهم قد بلغوا مرحلة متقدمة من الصعلكة تجعلهم يحلقون لحاهم ويلبسون الجينز ثم يركبون طائرات روما ويقترحون على الركاب الرومان الجدد توصيلا سريعا لمكاتبهم وهذا ما يحدث.. يوصلون ركابهم إلى مكاتبهم .. في جهنم .. 


يتحدثون في مجالسهم الخاصة .. ويتهامسون ثم يتبايعون .. 


وإذا حاولت أن تعرف على ماذا يتبايعون فستكتشف أنهم يتبايعون على الموت .. ويعتبرون الموت أمنيتهم الوحيدة .. 


لكن هم ليسوا حمقى ولا أغبياء .. إذ إنهم يقولون لك .. نحن نبيع النفوس للذي أعطانا إياها أول مرة ، وهذا الشاري أخبرنا أنه يريد منا أن نبيع نفوسنا له ليس مقابل حفنة من الدولارات بل مقابل جنة عرضها الأرض والسماوات ! 

أليست هذه صفقة رابحة ؟ 


صعاليك نعم ، لأنهم لا يعبأون أين ينامون ، فالكلاشن فراشهم الدافئ وجعبة الرصاص المخدة المفضلة لديهم .. ثم لا يهم أين ينامون بعدها .. فقد ترى أحدهم ينام جالسا فوق شجرة في جزيرة في الفلبين أو تراه وسط شقة في نيويورك يركب قنبلة مشعة ثم ينام بجوارها ..! 


وفي أحيان يتحولون من البر إلى البحر ليصبحوا ( قراصنة ) يقرصنون سفن روما وامبراطورها نيرون.. 


يسيرون في القوارب وحاديهم ينشد لهم : 


يظنكم الجهال متّم وإنما *** قواربكم في الله ترسو وتبحر 


صعاليك ، نعم .. لم يمدحهم أحد فمدحوا أنفسهم وكتب صعلوكهم الأكبر في بقية الصعاليك : 


إني لأشهد أنهم من كل بتار أحد 


ياطالما خاضوا الصعاب 


وطالما صالوا وشدوا .. 


يتسقطون اخبار الانترنت والصحف بلهفة يرصدون حركة الأمريكان في جهات العرب اجمع. 

وحدهم من يزيلون الحدود، ويركلون جوازات السفر باقدامهم، لأن وحدتهم من نمط آخر. 

وحدة الاسلام العام وحدة من يقول بلادي كل أرض ضج فيها .. نداء الحق صداحا مغنى .. ودوّى ثمّ بالسبع المثاني .. شباب كان للإسلام حصنا … 


إنهم صعاليك يكرههم الملوك ويغار منهم العلماء لأنهم ينافسونهم على قلوب الناس ,حيث ملكوا القلوب ولم يغشوا المسلمين .. فليغش من غش فلن يغش سوى نفسه وليتجاهوا هؤلاء الصعاليك كما يشاؤن فلن يتجاهلوا إلا أنفسهم .. وليشككوا كما يشاؤن فلقد فرض هؤلاء الصعاليك انفسهم على الارض وفي الهواء وفي السماء وفي القلوب وفي الافكار وفي الارواح.. 


لله أنتم أيها الصعاليك .. محسودون مبغوضون عند النخب في كل مكان .. محبوبون وقدوات عند بقية شعوب الأرض المقهورة .. حسدوا الصعلوك الأكبر أنه إذا نطق صمتت الدنيا .. وأنه إذا قال فعل وإذا ضرب أوجع وإذا أوعد أنجز وعده .. 


سادات العرب لايحبونكم لأنكم بزعمهم .. تضللون الرعاع .. وكلما ضربتم الأمريكان زاد الرعاع حبا لكم .. 


سادات العرب لا يستطيعون أن يروكم أيها الصعاليك على شاشات التلفاز وتتصدرون نشرات الأخبار .. 


وإذا كان نمرود الاخر يموت غيظا عندما يراكم ويعلن على الملأ .. إن هؤلاء لشرذمة قليلون .. وإنهم لنا لغائظون .. فإن نماريد آخرين من العرب يرونكم كوابيس مزعجة في المنام .. 


ويراهن بعض ( سادات العرب ) من لابسي البشوت على أن جند الصعاليك مغلوبون .. وإن جند نمرود هم الغالبون .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .. 


قال صاحبي :هل تدري لم تضايق هؤلاء ؟ 


قلت لماذا ؟ 


قال : تضايقوا لان المساحة التي اشغلها الصعاليك , كانت محجوزة بالخطأ من قبل الذين يريدون ان يتجاهلوهم الان واكتشف الناس ان الذين كانوا في قلوبهم تجار كلام انهزموا عند الصدمة الاولى لكن الناس لم يجدو عناء في ان يخرجوهم من قلوبهم ويحلوا محلهم الصعلوك المغبر بعمامته وغباره وما عاد ت تستهويهم البشوت والزري … غبار في أطراف اظافرهم أحب لله من كل خطب المتجاهلين لهم واصبح هؤلاء يبحثون عن موطئ على ساحل قلوب الناس بعد ان لم يبق في اليابسة مكان لهم .. 


قلت لصاحبي : صلى الله على تلك الطائفة المنصورة .. وصلى الله على قائدها ولترغم انوف من لم يصل عليهم .. لو كنت عند كبيرهم لوجدتني اغسل يديه وقدميه . 


قال حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم أخبرني أبي عن بعجة ابن عبد الله بن بدر الجهني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير معايش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ويطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه إليها يبتغي الموت أو القتل مظانه ورجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعاف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير . 


وبكى صاحبي لما رأى الدرب دونه .. وقال : 

حين عجز هؤلاء عن الصعلكة 

وعجزوا أن يقولوا كلمة الحق في وجه سلطان جائر 

لم يلجأو لشعاف الجبال صامتين يدعون للمجاهدين بل 

نطقوا بأشياء ليست من الإيمان والتجرد في شيء .. 

والله كاف عباده الصعاليك وهو حسبهم ونعم الوكيل 


قلت .. إن هؤلاء الصعاليك ماساروا سيرتهم إلا لأن سيد بني آدم أوصاهم بذلك .. 


قال حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعد الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة ثم قال والذي نفسي بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تخرج في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ) البخاري 


وربهم سبحانه قال لهم 

(إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم وانفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) 


هؤلاء هم صعاليك العرب الجدد وهذه سيرتهم .. 


ويا ليتني صعلوكا عربيا فاستبشر ببيعي وأفوز فوزا عظيما .. 


اللهم صل على عبدك الصعلوك أسامة بن لادن وعلى اصحابه الصعاليك وسلمهم من كل شر ..

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × خمسة =