من هو المهدي وهل نحن في زمان ظهوره ؟

imam mahdi top

حين نتحدث عن المهدي رضي الله عنه تتكون غمامة سوداء في النفس عند كثير من السامعين؛ يصطحبون الفتن والبلابل والدماء والرؤية القاتمة حين نجرّ الحديث عن عصر المهدي .

وحتى نُزيل هذه الغمامة هاك قول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه ( أبشركم بالمهدي يُبعث على اختلاف من الناس وزلال فيملأ الأرض قسطا وعدلا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ) رواه أحمد .

فينطلق المهدي عليه السلام حاملا لواء الحق وبيرق النور في ظلمات بعضها فوق بعض فمجيئه في أحلك لحظة وأشدّ ما يكون القدر مكفهرا في وجوه الناس وما علموا أن المهدي قدرهم الذي ينتظرهم .

يأتي المهدي في منعطف تاريخي فيُغدق على الأمة خيرها ففي الصحيحين ( يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ) فهو نعمة من الله على هذه الأمة وفي المسند ( يكون في أمتي المهدي … فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط ) ودقق في قوله ( لم ينعموا مثلها قط) ففيها إشارة إلى أن زمنه في عصر الوفرة المادية فما سبق من الحكم الإسلامي لم تُفتح على الناس النعم كمثل زمننا هذا فهو الذي يُعيد للأمة مجدها ويؤمم خيرها من يد طواغيتها ومستعمريها.

لكن قبل خروجه يكون التمحيص والبلايا العظام وقبل أن ندخل في الموضوع لا بدّ من ذكر مقدمتين مهمتين :
‏الأولى : ليس معنى كونه في عصرنا الانطواء للنوم ورفع مستوى الغطيط والانحناء لعواصف الظلم والفتن بذريعة الأمل في المخلّص والقدر قريب وقوعه .

ففي الحديث ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ) وإن قامت الساعة لأنه امتثال الأمر برهان العبودية وإن لم تكن النتائج محققة .
‏الثاني :
‏هناك علامات زمانية عامة وخاصة ومكانية عامة وخاصة سأذكرها بالتعيين لأنّ الأمر قريب ولا يحتمل التأجيل وترك البيان وقت الحاجة ممنوع.

العلامة الزمانية الكبرى هي قوله صلى الله عليه وسلم ( تُملأ الأرض ظلما وجورا ) رواه أصحاب السنن .. فهذه الأرض تغشاها كتائب الظلم بأنواعه ظلم النفس بالمعاصي وظلم الغير والظلم الذي في حق الله وهو الشرك والكفر .

ولا أدلّ على هذه العلامة الكبرى إلا غياب شعيرة النهي عن المنكر في كل بلد واتساع دائرة الظلم وبخس الحقوق في كل صقع من صقاع المسلمين وذلك ناتج من انقلاب الموازين والسنوات الخداعات التي تكون بين يدي الدجال .

وهذا هو معنى حديث عمر في الصحيح ( أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ) كدلالة على الترف والذوبان الحضاري في بطن الماديّة الغربية ( وأن تلد الأمة ربتها ) كدلالة على انقلاب الموازين والمفاهيم وهذا كله من قلب العدل( ووضع الميزان ) فإذا انقلب الميزان عم الظلم؛ وأعظم الظلم هجر شريعة الله واستبدالها بالقوانين الوضعية وعلوّ التحوت على الوعول كما روي في الحديث ومن هذه القوانين روت الأرض من الباطل وأمطرت السماء قلقا ونكدا .

ومن هنا تتحدد بصيرتك إن كنتَ من أولي التوفيق في سوء الظن في الحكام على رقاب المسلمين وحيلولتهم بين المسلمين وشريعتهم فحاربوهم تبعا لأوليائهم باسم الإرهاب تارة وباسم الإخوان تارة أخرى وباسم الصحوة ولن تنتهي تلك الحروب حتى يقلب المهدي الرمح على رافعه .

فما تشهده الأرض الآن ليس وراءه ظلم ولا قهر فليس للمسلمين وحدة تجمعهم ولا جماعة تفيء إليها ولا ناصر يحامي دونهم إنما نحن في هذا الزمن تفسير لقول نبينا ( كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) الكل ينحرنا ونحن كالشاء في الليلة المطيرة .

ومن علاماته الزمانية الدالّة على قربه زوال الأنظمة الجبرية التي تُجبر الناس خلاف شريعة ربّها وتأطرهم على ما تريد هي بالقوة والجبر ففي المسند من حديث حذيفة مرفوعا ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله ثم خلافة على منهاج النبوة ) المتمثلة في عهد الخلفاء الراشدين، ( ثم تكون ملكا عاضّاً ) وهذا حصل في العهد الأموي والعباسي فيه شدّة وضيق وبعد هذه الخط الزمني لمراحل الحكم يأتي ( ثم تكون ملكا جبريّة ) كما هو الحاصل في زمننا هذا حيث يُجبر الناس على حكم غير حكم الله في أغلب البلاد الإسلامية ويُفرض عليهم ما يُستورد من غيرهم ..

ثم بعد هذا الحكم الجبري يقول نبينا ( ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ) يعني تجتمع حلقتا البطان وتعود الأمور في نهايتها كما كانت في بدايتها وهذا الحكم الجبري بدأ تآكله وسقوطه من أن بدأت فتنة الدهيماء كما سيأتي تقريره .

وهذا كلّه بتقدير العزيز الحكيم يؤهل لاستقبال المهدي وتشوّف الناس إليه لأن بقاء الأنظمة الجبرية في قوّتها سيجعل الناس تنحاز إليها والمهدي حتما سيواجهها لأنّ الطريق إلى القدس ونهضة الأمة سيمرّ منهم وهو أول من يقف أمامه وهذا حتما سيكون لو بقيت كذلك ..

وزوال الحكم الجبري بدأ من فتنة الدهيماء ٢٠١٠ من قيام الثورات فكل بلاد المسلمين العرب في صراع والحكم فيها على دخن وبأي لحظة ستُنفخ روح الثورة من جديد في أي بلد لأن العين الماسونية هكذا تخطط وهكذا تريد والله من فوقهم يريد أمرا هم عنه غافلون .

وهذه الفتنة سبب تسميتها فتنة لأنها ذات حق وباطل فيها رفع ظلم وفيها بلاء وبصمات خارجية تحركها وفي نفس الوقت تجعل الناس في أهبة لاستقبال المهدي كما كانت حروب الأنصار الطاحنة التي هيأت لاستقبال المنقذ السماوي من حالة الظلم والشتات والفرقة .

ومن علامات المهدي الدالّة على قرب خروجه ظهور الرايات السود فعند ابن ماجه وصححه ابن كثير قوله ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ) وسنأتي بإذن الله لاحقا على هذا الاقتتال وحيثياته ( ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق )
وفي رواية أحمد ( من خراسان ) فحدد جهة المشرق المقصودة وخراسان إقليم عامر يشمل جزءا من إيران حاليا وتركمانستان وكازاخستان وأفغانستان أغلبها ويسيرا من داغستان ( فبايعوه فإنه خليفة المهدي ) يعني أن هذه الرايات تمهّد للمهدي .

ومن أصحاب الرايات السود هؤلاء ؟

‏والجواب أن الرايات السود الأولى خرجت زمن العباسيين وانتهت أما المقصودة في الحديث فالله أعلم أنها رايات طالبان وحليفتها القاعدة فراياتهم ذات لون أسود وظهر عيانا للناس أثناء حرب أمريكا عليهم؛ وهؤلاء أصحاب الرايات السود هم المناصرون للمهدي وهم الممهدون له وهم لا يشعرون أنهم يوطئون لخلافة على منهاج النبوة كما قال الله تعالى عن موسى ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) أي عاقبته كذلك وهم لا يشعرون .

وهؤلاء القوم بعد صهر نفوسهم وصلابتهم وتنقيتهم في أتون البلاء أوفق الناس في نصرة الدين مع شخصية المهدي وهذا الذي يوافق سنن الله القدرية وعلى العكس تماما فقد فصلت الآثار أنصار المهدي وجنوده فلم يوجد لأهل الجزيرة كبير شأن معه لأن أنصاره من المشرق واليمن وغيرها؛ وإن كنا لا نعتمد على الضعيف إلا بعد وقوعه وتحققه لكن رؤية المعطيات الواقعية مع تأمل أفعال الله القدرية يعطينا إيحاءً بهذا القول وذلك أن أهل الجزيرة العربية قد غمستهم الماسونية في الدنيا حتى تراخت عزائمهم وقد تخلّى الكثير عن موقعه في الحق خشية الفقد للأرباح التي حصدها، وزد على ذلك الأفق الفكري الضيّق الذي مشت عليه سلفية الجزيرة الذي لا يؤهلها لأمور عظمى في الأمة وكأني بالمهدي خارجا وقد هُجر لأنه لم يكن على الثوب السلفي المعاصر المحدود في سلفية الجزيرة العربية .

وهنا إشكال يورد وهو كيف المهدي يكون في المشرق وهو من أهل مكة ويبايع له فيها ؟

‏والجواب أن الروايات جاءت في تحديد مكانه وهذا باعتبارات فمرة جاءت أنه من أهل مكة وأخرى من المدينة وأخرى من اليمن وأخرى من المشرق وهذا راجع لاعتبارات مراحله العمرية . فقد يكون من أهل مكة من حيث المولد ومن أهل المدينة باعتبار النشأة ومن أهل اليمن باعتبار الاستقرار أو الأصل ومن المشرق باعتبار الإقامة لفترة هناك وهكذا وقد يكون العكس في كل ما مضى .

وقد يقول قائل لماذا حددت هذه الرايات برايات طالبان وحليفتها .. قد تكون رايات أخرى تأتي لاحقا؟
‏وهذا إيراد في محلّه والذي جعلني أصحح هذه الرؤية ما سيأتي في تحديد فتنة الدهيماء وفتنة الشام التي وردتا في النصوص ونعيشها الآن.

ومن علامات ظهوره وقوع فتنة في الشام وانظر إلى وصفها الدقيق فقد ثبت عن علي في المستدرك قوله ( ستكون فتنة يُحصّل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن فلا تسبّوا أهل الشام وسُبّوا ظلمتهم ) يعني الجهة الحاكمة ومن يدعمها فإنهم ظلمة مجرمين ( ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم ) يعني المهدي عليه السلام وهذه الفتنة كما وصفها سعيد بن المسيّب كما عند عبدالرزاق في مصنفه ( تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب طمّت من جانب ) كلما ذهبوا لمؤتمر يريدون حلا اشتعلت من جديد ( فلا تتناهى حتى يُنادى مناد من السماء ) يعني بالمهدي

وهذه الفتنة الواقعة بالشام روي عن ابن المسيّب كيفية ثورانها فقد أخرج نُعيم بن حماد عنه ( ستكون فتنة كأنّ أولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمت من جانب ) وإن كان الأثر ضعيفا إلا أن الواقع يصدقه فقد بدأت الثورة السورية على المجرم البعثي من أطفال في المدرسة ثم تنامت وحتى الآن لم تنته ولن تنتهي إلا بخروج المهدي الذي على يديه ستسكن الأمور بإذن الله كما في الآثار السابقة إن صحّ هذا الإسقاط والعلم عند الله تعالى .

ومن دلائل قرب ظهوره حصول فتنة الدُهيماء تصغير دهماء وتعني المظلمة وفيها معنى عامة الناس كما تقول دهماء الناس يعني عامتهم فكأنّ هذه الفتنة المظلمة آتية من جهة العامة وعلى العامة والخاصة .

وهي الفتنة الرابعة كما رواه نُعيم في الفتن بسند محتمل للتحسين عن أبي هريرة ودوامها انثي عشر عاما كما سيأتي بيانه أما دليل الدهيماء ما رواه أحمد وأبوداود عن ابن عمر أن رسولنا ذكر فتنة الأحلاس – وهو الكساء الذي يوضع على ظهر الدابة ملاصقا لظهرها – فقال هي حرب وهرب ..

ثم فتنة السرّاء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته فإذا قيل انقضت تمادت يصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين (فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو غده )
‏فهذا الحديث الصحيح يُبيّن الأحداث الواقعة قبل الدجال وحتما من قبله هو المهدي فهذه الأحداث ستكون قبل المهدي ومتزامنة معه وهو الذي ينهيها بإذن الله .

ففتنة الأحلاس على قولين عند أهل العلم :

‏الأول يقول هي فتنة ابن الزبير أو فتنة الحرّة يعني أنها انقضت وانتهت وذهب إليه الدهلوي في حجة الله البالغة .
‏الثاني : أن فتنة الأحلاس هي حرب إيران والعراق سنة ٧٩ فهي حرب وهو ذهاب الأموال والنفوس وهرب بمعنى الحرب كر وفر ودامت هذه الحرب بهذه الصورة ما يقارب تسع سنوات وسميت الأحلاس لدوامها وهذا اختيار بعض علماء اليمن كمحمد الصادق وغيره وهو اختيار صاحب كشف الأستار والله أعلم بالصواب في ذلك لكن ما يهمنا ما بعدها لأن القولين يشير إلى وقوع الأحداث ثم تسلسلت الأحداث إلى فتنة السراء بمعنى أن سبب هذه الفتنة هي السراء أو حصول الفتنة بالسراء وما المراد بهذه الفتنة ؟
‏على قولين :
‏الأول : أن هذه الفتنة حصلت على يد الشريف حسين حين تعاون مع الإنجليز ضد الدولة العثمانية فسقطت وظهر النفط فتحصل من وراء هذا السرور والفتنة به
فدخل على الأمة بسبب النفط الذي اكتشفه من جيء بهم للخيانة سراء ورفاهية عيش لا يحلم به فرعون في قصوره المذهبة والشريف حسين من آل البيت قطعا لكن ليس من أولياء النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اختيار السهارنفوري في بذل المجهود ..

القول الثاني : أسقطه على صدام حسين حاكم العراق حين احتل الكويت بسبب أزمة النفط فهذه فتنة بسبب السراء وصدام من آل البيت لأن نسبه يرجع لآل صياد الحسينيين وهذا اختيار أصحاب القول الثاني من فتنة الأحلاس وعلى كل حال التحديد بالأول أو الثاني يعني وقوعهما في ما سبق ..

ونأتي على بقية السلسلة المؤدية إلى الدجال وهي فتنة الدهيماء وسبق بيان معناها لكن على أي شيء إسقاطها أو إلى الآن لم تحدث ؟
‏الله أعلم أننا فيها وفي بطن أحداثها وهي فتنة ( الثورات ) التي اختلط فيها الحق بالباطل فالحديث يصفها بالأوصاف التالية :

‏( لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته ) يعني تصيب أكثر الناس ويشتركون فيها إما بفعلهم أو بلسانهم ( فإذا قيل انقضت تمادت ) كلما قيل سكنت الثورات فإذا بها تطلّ من ناحية أخرى فبدأت في تونس وانتقلت لمصر ثم ليبيا ثم سوريا ثم السودان والجزائر وهي الآن تطبخ في المغرب العربي واليمن قبلهما والخليج سيأتيه الدور والعراق قبل ذلك فهي أزمة مقلقة لا يُحقق فيها حق ولا باطل لتدخل الأيدي الماسونية في هذه الثورات مع أحقية القائمين بها لرد حقوقهم المسلوبة وكما جاء عن أبي هريرة أنها تدوم هذه الفتنة اثني عشر عاما ثم ينحسر الفرات عن جبل من ذهب، واعدد من قيامها سنة ٢٠١٠ أو ٢٠١١ وستكون نهايتها ٢٠٢٢ وهذا موعد انحسار عن جبل من ذهب وهذا يؤكده بعض الباحثين من علماء المسح الأرضي أن الفرات مقبل على انحسار مائي في حدود هذه السنوات من ٢٠٢٠ إلى ٢٠٢٣ والعلم عند الله تعالى .

فهذه الثورات لن تنتاهى حتى يخرج المهدي محققا للحق ومزهقا للباطل وهذا من عجيب تدبير الله أن الناس تثور طلبا للحق وبحثا عن الشخصية التي تتطلع إليها نفوسهم في إقامة العدل وما يشعرون أنّهم في قلب الإعصار حتى يُشربون ذكر المهدي ويقبلون حكمه .

‏ومن أوصافها ( يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ) كناية عن تبدل الأفكار والأمزجة واستحلال الدماء والفوضى العملية والعلمية في كل شيء حتى يظهر المهدي زعيما لفسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه .

فهذه الفتن الثلاث الأحلاس والسراء والدهيماء هي المحدد لمسار الفتن الموصلة للمهدي والدجال والأخيرة هي المحدد الزمني للمهدي رضي الله عنه .

ومن علامات ظهوره اجتماع اليهود في بيت المقدس ( وجئنا بكم لفيفا ) يعني جماعات في بيت المقدس وهذا حاصل الآن من قبل سبعين سنة وسورة الإسراء لها ارتباط وثيق بالمهدي .

يقول السُدّي في قوله تعالى ( لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) أما خزيهم – اليهود – في الدنيا فإنهم إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم فذلك الخزي . رواه الطبري بسند حسن وفسره كذلك عكرمة وغيرهما ..

فهذا الاجتماع من شتات الأرض الذي كان برعاية ماسونية عن طريق روتشيلد العنوان الظاهر لهذه الحركة المارقة التي يرأسها إبليس كان مقصودا لإقامة حرب ثالثة توطئة للدجال .

ففي رسائل ( ألبرت بايك ) عميد الماسونية في الولايات المتحدة التي بعثها لمازيني الإيطالي مؤسس المافيا العالمية – وهذا سبب عدم القضاء على المافيا لأنها خادمة لأهدافهم – كان يتحدث عن ثلاثة حروب يجب أن تكون ..

الأولى الهدف منها القضاء على القيصرية الروسية والثانية ترحيل اليهود لأرض الميعاد عن طريق نفخ حزب معادي لهم في أوربا وتشريدهم وكان هذا النفخ في الحزب النازي والثالثة يجب أن تكون بين المسلمين واليهود في فلسطين فيتم القضاء على اليهود ثم يرجعون مع الدجال آخذين بالثأر ..

وهذا الماسوني متوفى سنة ١٨٩١ يعني قبل أن تحدث الحرب العالمية الأولى بربع قرن تقريبا وهذا موثق ومؤرشف في المتحف البريطاني وما نراه الآن من مشروع ( إسرائيل الكبرى ) يعزز هذا الأمر فهم يتمددون وبإذن الله سينقلب ظهر المجن عليهم .

ومؤتمر البحرين الذي اجتمعت فيه الدول العربية مؤكدة للتطبيع فلا يعدو أن يكون كولادة أجنحة النملة لتلقى حتفها فاليهود سيبقون يهودا أذلاّء ومعارضة الكويت لهذا التطبيع وبعض الدول هو توزيع أدوار وخف يُرصد للكويت كما أنّ الأزمة مع قطر أيضا مدروس وممنهج ..

فقطر برعاية ماسونية خالصة والإمارات كذلك وكلا البلدين ينفذ أجندة ماسونية فهنا عزمي وهناك دحلان والهدف تدمير المنطقة برمتها لمشروع إسرائيل الكبرى وقد دخل على الخط غلام آل سعود ليهدم الدولة وهو لا يشعر ويفتت الدين الذي بنته الصحوة المباركة

ومن نلاحظ التحرك العقائدي الدجالي الذي يُرسم للمنطقة بكاملها بشعارات سياسية وحقيقته ومآله خدمة لمشروع الدجال ..

المهم أن المهدي أرصده الله قدرا لهدم الصروح الدجالية وإن كره الكافرون والمنافقون فهو الذي سيفتح بيت المقدس وقد جاء عن كعب ( فيبني بيت المقدس بناء لم يُبن مثله ) يعني بالإمكانات المادية المتاحة للمهدي سيعمر بيت المقدس أحسن ما يكون بدل مستوطنات اليهود .

هناك آثار ضعيفة جاءت في علامات المهدي سأتجاوزها ذِكرا لكن من المهم استحضارها في المشهد لأن إهمالها يُعدّ من الغلط المنهجي في تناول العلم خصوصا في باب الفتن والملاحم ولأنّه قد يصدّقها الواقع فالواقع له اعتبار في نظر العالم .

ومن الغلط المثار في موضوع المهدي قول بعض الأفاضل ( مالك وللمهدي لا تبحث عنه حتى يُخسف بالجيش ) يعني أن علامته الظاهرة هو الخسف دون اعتبار لعلاماته الزمانية والمكانية والشخصية قبل الخسف ..

وإذا كان الخسف هو العلامة المعتبرة فلماذا ذُمّ جيش الخسف إذن ؟

‏ما ذنب الجندي الذي ذهب ليقاتل محدثا في الحرم بُويع في ظل فراغ أمني وهو يحسب أنه يحمي الحرم من هذا المُبايع ؟
هنا يتأكد على الناس معرفة المهدي قبل وقوع الخسف حتى لا يقعوا في عقوبة الخسف الذي سيصير لقاصدي المهدي في البحث عن علاماته الأخرى مكانا وزمانا وصفات .

ودليل هذا الخسف مارواه مسلم ( يعوذ عائذ بالبيت فيُبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسف بهم ) فكانوا أكبر آية على أحقية هذا الرجل وحرمة مناهضته ووجوب بيعته وهذا الخسف سيكون بييداء المدينة .

وهذا العَوذ مُهّد له قدرا ففي الأثر الضعيف عن تُبيع ( سيعوذ عائذ بالبيت فيُقتل ثم يمكث الناس برهة من دهرهم ثم يعوذ آخر فإن أدركته فلا تغدونّه فإنه جيش الخسف ) فهذا الأثر وإن كان ضعيفا إلا إنه يلامس الواقع ويروع منه الفؤاد بما سيأتي ذكره ..

فالأثر يتحدث عن عائذ أول تحصل منه فتنة في ادّعاء المهدوية فلا تتحقق له لأنها غير صحيحة ثم يمكث الناس الذين حضروا هذا المشهد وقتا من دهرهم و ( البُرهة ) تطلق على مطلق الوقت قليله أو كثيره لكن هنا يحدد البرهة ( برهة من دهرهم ) دهر الذين لحقوا بالعائذ الأول ..

ثم يخرج المهدي العائذ الثاني ولو تأملنا ما سبق ذكره من العلامات مع هذا الأثر وتطابقه مع أحداث جهيمان لأدركنا أننا بين قاب قوسين أو أدنى إن صحّ هذا الإسقاط والعلم عند الله تعالى فحادثة جهيمان أكبر أخطائه المنهجية أنه أهمل الأحاديث الضعيفة والآثار في هذا اعتبارا واحتياطا ..

وأخذ ما صح فقط وهذا يخالف منهج المتقدمين في التعاطي مع الأحاديث الضعيفة فهم يقدمونها على القياس والرأي المجرد ويفسرون بها المبهم ويقيدون بها المطلق ويبينون بها المجمل فتعاملهم معها خلاف التعامل الحاصل الآن من كثير من طلبة العلم ..

خصوصا إذا طابقت الواقع فحركة جهيمان ردّت هذا ولو أبصروا الضعيف وانتبهوا له لأخذوا الحذر أن قبل المهدي شخصية ستعوذ بالحرم وسينتهي أمرها والأمر الآخر في الخطأ اعتمادهم على باب الرؤى الذي يختلط فيها الحق بالباطل دون سبر لأحوال رائيها ..

‏فدخل الشيطان بخيله ورجله حتى يصدّ الناس عن المهدي الحقيقي ويوقع الرعب في قلوبهم عن البحث في علاماته فكانت حركة جهيمان بالنسبة للشيطان كذرّ الرماد في عيون الخلق تعمية لهم عن المهدي الذي سيعقبه بوقت وجيز ..

وبهذا تحقق مراد الشيطان وفعلا نشاهده الآن فطويت صفحة المهدي تعلما وتعليما وغيره من أبواب الفتن والملاحم مع إغراق الناس في الترفه والنعيم فصارت هذه الأمور نسيا منسيا ونحن على حافتها وسبحان من نزع الرحمة من ألسنة الناس لجهيمان ومن معه وهم في الحقيقة ارتكبوا خطأ وتابوا منه ..

فلا يعدو جرمهم جرم غيرهم من رؤس الناس لكن كأنّ فعل الله القدري يحكي لنا أن هذا الفعل تدبير شيطاني للتغطية على التدبير الإلهي المتحقق في المهدي الراشد الذي سيأتي ..

ويأتي على الخط مسلسل ( العاصوف ) ليحكي ما حدث قبل ٤٠ سنة ليجدد التغطية والتعمية ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فأمر الله واقع لا محالة .

وهنا أمر ينبغي العناية به أن بيعة المهدي بين الركن والمقام ليست وليدة الحدث والموقف فحين يحصل اقتتال ثلاثة كلهم أبناء خليفة – يعني أبناء حاكم – ويكون فراغ أمني تحصل البيعة له وهذه البيعة ذات ترتيب وتنسيق ..

ولا تكون الصورة ساذجة بهذا السياق ( تحصل فوضى فيرون رجلا من آل البيت أقنى الأنف أجلى الجبهة ثم يبايعه من في الحرم ) فهذا مشهد ساذج يخالف سنّة الله الشرعية والكونية ..

فأمر الخلافة لا يكون بهذه الطريقة أن يبايع من في الحرم كفؤهم وأخرقهم وعاقلهم ومجنونهم رجلا يلقونه بمحض الصدفة ويخالف سنّة الكونية في أن الأمور العظام يجري عليها سنن الإرهاصات والممهدات .

فالمهدي يعرفه من حوله قبل البيعة ويعرفه أتباعه وأصحابه وإلا كيف له أن يقيم العدل في الأرض وحده دون أن يخبر صحبه وخاصة أتباعه وهنا سؤال يورد ( هل المهدي يعرف نفسه قبل البيعة ؟ )

والجواب : إذا تطابقت الصفات الشخصية فيه من كونه من عترة نبينا وأقنى الأنف وأجلى الجبهة هذا ما صح من وصفه وما جاء في الضعيف من كونه أفرق الثنايا آدم اللون جسمه كأنه جسم إسرائيلي في خده شامة وغيرها من الصفات المكانية والزمانية كما سبق ذكره ..

فالمانع أن يرجوا فضل الله ويكون من عداد أخيار أمة محمد وفي الوقت نفسه لا يتطلع لها ولا يطلبها ولا يدعي أنه المهدي .. ليس هناك مانع أبدا ..
‏ولذلك حين البيعة يبايع مُكرها يعني كارها لهذا الأمر لعظم المسؤولية كما قال عمر ما أحببت الإمارة إلا يومئذ ..

ومنشأ الخطأ من فهم قوله صلى الله عليه وسلم ( يصلحه الله في ليلة ) ظنّ بعضهم أن المهدي محض قدر في لحظة من نومة يستيقظ وكل الأمور مرتبة مهيأة ثم يقوم هذا الرجل بدور ( السوبرمان ) في إصلاح كل فاسد وهذا ما لم يحصل لنبينا ولا لنبي من المرسلين ..

فنبينا كان يسلّم عليه الحجر قبل البعثة تهيئة لبعثته وحفظ الله بيته قبل بعثته بأربعين عاما من الحبشة كإشارة لحفظ دينه الذي سيبعث به نبيه وأباد الأنصار رؤوسهم وكبارهم ليمهد للزعامة عليهم نبيه صلى الله عليه وسلم وكل هذا توطئة ..
ومعنى ( يصلحه الله في ليلة ) محتمل لأمور :
‏قد يكون يصلحه الله أي يشفيه من مرض ألمّ به أو خلق سيء فيه كما قال عن زكريا ( وأصلحنا له زوجه ) إما لمرضها من العقم أو إصلاح ما فسد من خُلقها وقيل كان في لسانها فسادا ..

وقد يكون معنى هذا أن يهديه الله في أمور ويريه من الآيات ما تكمل به هدايته فالهداية لها مرقاة والأخيار في حالة ترقي دائما كما قال عن نبيه في صلح الحديبية ( ويهديك صراطا مستقيما ) وهو نبي يُكمّل الهداية حتى تتم له

وقد يكون معنى الإصلاح أن يصلح ويبتصر في أمور الحكم بعد أن كان على غير علم كاف بها وكل هذا محتمل فمن الخطأ تصوّر المهدي على غاية من العلم والاجتهاد كما نتصور ابن تيمية أو ابن حجر أو ابن عبدالبر .. المهم هو في حالة تكميل في إصابة الحق وهو مهديّ فيه وإت لم يبلغ من العلم مبلغا .

ومن أفحش الغلط أن نوكل المهدي لأمر قدري محض بدون كنه ترتيبات بيعته وفقهها وتتبع زمانها مع العمل لرفع كلمة الله تعالى به وبدونه فالدعوة غير متوقفة عليه وأمره ليس بالشأن العادي كما سمعت من أحدهم ( المهدي حاكم عادل وانتهى ) بهذا التصور وبالجهل المكعب وليس المركب ..

المهدي سيُؤيد من الله ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض وسيفصل في أمور شائكة اختلفت فيها الأمة قرون عديدة وسيقضي على مورد كل فتنة فرضي الله عنه وأرضاه .

والمهدي لا يأتي بضلالة لأن صح في الحديث ( وكل بدعة ضلالة ) ولا يستقيم الشخص أن يكون مهديا وفي الوقت نفسه يأتي بضلالة فما يحكم به لهذه الأمة هو الحق إما راجحا وإما مرجوحا وأقول هذا الكلام لأن بعض من ضاقت أفهامهم يظن إن أتى المهدي بشيء يخالف تصوراتهم قدح في مهديته ..

ومن هنا تأتي فائدة وأهمية مراتب العلم وحكم المخالف فيها فكثير من المدارس العلمية الآن ستقف عند رسوم تعاليمها وتترك المهدي تسعفه كرامات السماء احتراما لبعض العلم المغشوش فيها .

بعد وقوع قتال بين ثلاث شخصيات كلهم أبناء خليفة – حاكم – على كنز الكعبة وحصول فراغ أمني كبير يبايع للمهدي ثم ينطلق في رحلته الرسالية لإقامة شرع الله وطمس الظلم في البلاد الإسلامية وبعد مواجهات كثيرة تخضع له البلاد والمقصود بها البلاد الإسلامية وليس كل الأرض.

وهذه المصادمات والفتوحات تتطلب زمنا كبيرا فإذا دانت له البلاد حكم سبعا أو ثمانيا أو تسعا فمقصود السبع والثمان والتسع هي مدة تملكه حاكما مقيما للعدل وجاءت بعض الآثار في تحديد عمره حين يخرج فبعضها ذكرت الأربعين والخمسين والمقصود منه حين خروجه ابن أربعين ..
والمراد بابن الأربعين أنه في بحر العقد الخامس في مابين الواحد والأربعين إلى التاسع والأربعين والمراد بالخمسين حين تزعمه حاكما على البلاد الإسلامية وهل هي كل البلاد الإسلامية أو أغلبها ؟
‏الله أعلم

ثم يكمل سيره نحو الملحمة مع الروم في أرض الشام ثم في أثنائها أو بعدها يموت ثم ينطلق بعده خيار المؤمنين في فتح القسطنطينية ثم يخرج الدجال بعد سنوات بعد موت المهدي وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم في ما رواه أحمد ( ثم لا خير في العيش بعده ) يعني بعد موت المهدي .

وهذا ما دلت عليه الآثار عن كعب وغيره في أن المهدي لن يواجه الدجال ولا عيسى وهو ظاهر قول النبي السابق وليس هناك دليل يدل على لقاء المهدي بعيسى أو الدجال وغاية ما في الأمر ما رواه أسامة بن أبي الحارث وصححه ابن القيم ( ثم يصلي خلف أميركم المهدي ) يقصد عيسى عليه السلام .

وهذا شرحته الآثار أن المهدي هذا لقب لهذا الإمام الصالح اقتداءً بالمهدي الأول لأن الناس بعد موت المهدي سيقع بينهم الخلاف والفرقة من جديد مع وجود طائفة في بيت المقدس مرابطة صابرة حتى يخرج الدجال وهنا قال النبي ( يخرج الدجال على حين فرقة واختلاف بين الناس ) رواه أحمد .

وبهذا تجتمع النصوص ثم يخرج الدجال حتى يقتله ينزل عيسى ثم يمكث عيسى ما شاء الله أن يمكث ثم يموت فيكون الناس على خير حال في زمن عيسى وبعده وفي الحديث ( طوبى لعيشٍ بعد المسيح ) فتكون الأرض خالية من الكفر والناس في بركة وطاعة حتى تأتي الريح الطيبة فتأخذ المؤمنين .

هناك آثار ثابتة في باب المهدي أحسن تفسيرها هو وقوعها فالواقع يشرحها فمن ذلك قول علي رضي الله عنه ( لا يخرج المهدي حتى يُقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث ) فهذا الأثر محتمل لأوجه عديدة يصعب تفسيره بشيء واحد فمحتمل أن يكون الخروج هنا بدأ البيعة وقد يكون الخروج الظهور على البلاد ..

وقد يكون الخروج الذهاب للملحمة فهذا كله محتمل والثلث هذا من هم ؟
‏قد يكون الناس في الأرض وقد يكون العرب وقد يكون أهل الإسلام .. فالأثر إما عام لحدث كبير كحرب عالمية مثلا أو حدث خاص في مكان معيّن كقتال الناس على كنز من ذهب مثلا والعلم عند الله تعالى ..

وصح عن علي بن عبدالله بن عباس ( لا يخرج المهدي حتى تطلع في الشمس آية ) أيضا فهذا محتمل لأمور عدة المهم من ذلك مراقبة الأحداث الكونية والواقعية في الشأن العام لأنّ الله ربط الأحداث العظيمة بعلامات كونية وواقعية عظيمة فلما ولد النبي صلى الله عليه وسلم غاضت بحيرة ساوة وخمدت نار الفرس ورنّ الشيطان رنّة بمولده كما جاء في السِيَر ويوم مبعثه قُذفت الشياطين وهكذا في أحداث المهدي لكونه بضعة من النبي صلى الله عليه وسلم معيدا خلافته جدّه بالحق والعدل ناسب أن يكون له نصيب من الآيات الكونية كما له من الآيات الأرضية كالخسف الذي سيحصل تعزيزا له .

هناك آثار ضعيفة في باب المهدي خاصة من المهم العناية بها ليس للعمل بها أو اعتقادها وإنما للاعتبار بها والاحتياط فإن وقعت وصدقها الواقع عملنا بها ووقوعها يُغني عن إسنادها وهذا نبه على التويجري في إتحاف الجماعة والغنيمان في تعليقه على النهاية لابن كثير .

من ذلك أحداث السُفياني الذي سيخرج مع المهدي ظاهره الصلاح وباطنه الفساد يقضي على الرافضة ويبيد خضراءهم ثم يبعث إلى المهدي مقاتلا له فآثار السفياني ضعيفة ولم يثبت منها إلا أثر لكعب الأحبار المهم التنبه لهذا الأمر فإن حدث وإلا تُركت ..

ومن ذلك وقوع الهدّة والكسوف في رمضان ووقوع معركة قرقيسياء في الشام فهذه كلها آثار ومرفوعات ضعيفة وضعفها ليس من قبيل المكذوب أو المتروك بل من قبيل المنقطع والمرسل والمجهول فضعفها لا تقطع النفس بتركه وردّه .

المقصود التعامل في هذا الباب الغيبي ينبغي التعاطي معه بفقه قرائني وليس بنتائج رياضية فما دام الأثر ضعيفا هُجر وهنا تنتهي الحكاية .. لا شك أن هذا خطأ بل التعاطي معها وفق قرائن كثيرة أبرزها مطابقة الواقع وموافقة عموم النصوص والعلم عند الله تعالى .

‏تمت السلسلة ولله الحمد مراعاة للقارىء، واسأل الله النفع والسداد والهداية والرشاد

بقلم : سائح في الوجود

لا تعليقات حتى الآن

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × ثلاثة =