مقاصد الشريعة .. المفترى عليها

1fc04 fahd al3glan

أكثرت عليكم -أصحابي- من نصوص (العزّ بن عبد السلام) ..
فمن قريب أنهيت قراءتي الثانية لكتابه المقاصدي العظيم ( قواعد الأحكام ) ..
أبهرني هذا الإمام ..
هزّني بروعة حديثه المقاصدي .. تعظيماً للشريعة .. وقوفاً عند حدودها .. تربية على الإيمان والخشية والعبادة والطاعة والتسليم لله ورسوله .. 
تمضي معه حتى تقف على هذا المقطع .. الذي وقفت معه كلّ شعرة في جسمي .. وهو في سياق مسألة فقهية محضّة :
( وإن سقط حقّ الآدمي بالعفوّ فهل يعزّر من عليه الحقّ لانتهاك الحرمة؟ فيه اختلاف. والمختار أنه لا يسقط إغلاقاً لباب الجرأة على الله عزّ وجل).
ياااااه .. أنفاس حارّة تكاد تمس لفحها بيدك …
الجرأة على الله !
حسّ إيماني عميق .. قد جعله مرجحاً لتفاصيل الخلافات الفقهية ..
بل إنّ جانب تعظيم الشعائر يتحرّك في قلمه فيخرجه عن سياق الموضوع من حيث لا يشعر:
فيحكي اعتراضاً على أحكام الشريعة :
(وبلغني عن بعض الزنادقة الذين أعمى الله قلوبهم أنه قال: في الشريعة عدل وجور، ومثل الجور بإيجاب الدية على العاقلة. وكيف يكون هذا جوراً والأموال كلها لله .. )
فاسترسل في الجواب عنه .. ولم يكد ينتهي من الجواب حتى قال :
( ومن ضعف الإسلام ترك هذا الزنديق يتصرّف بين الأنام .. ولو قتل هذا الخبيث من حين سمع من هذا الكلام لكان ذلك إجلالاً للدين وإعزازاً للإسلام).
يا ترى .. هذه الروح المقاصدية .. المعظمة لنصوص الشريعة .. التي تجدها عند ابن عبد السلام .. وتجدها عند الشاطبي والقرافي وابن تيمية والغزالي .. هل هي ذات الروح التي تسود في الدراسات المقاصدية المعاصرة ..؟
أجيب : لا شكّ أن كثيراً منها كذلك.
لكن جزءاً ليس باليسير .. بعيد تماماً ..
حتى أصبحت كلمة (المقاصد) تعني في الشعور الباطن التخفّف من الأحكام والنصوص الشرعية ..
وطالما وقفت على بعض الدراسات فما أن أرى في عنوانها ( رؤية مقاصدية) حتى اجزم أنّ ثمّ حكماً شرعياً يراد التخلّص منه!
من حسابه على الفايسبوك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × واحد =