ما الفتن المتوقع حدوثها قريبًا من خلال قراءتك للأحداث

ابراهيم السكران
ابراهيم السكران

ما الفتن المتوقع حدوثها قريبًا من خلال قراءتك للأحداث، وما الزاد الذي تنصحنا به كي نتجاوزها آمنين بإذن الله ؟

هناك مؤشرات تؤكد أن ثمة موجة جديدة من الضغوط الأمريكية على دول الخليج لـ”التغيير الثقافي” بنفس منطق الحجة السابقة، فالحجة الأمريكية السابقة كانت أن (15)سعودياً من أصل (19) في سبتمبر هم من السعودية، والحجة الجديدة قولهم أن أغلب أفراد “تنظيم الدولة” هم فتيان ومراهقون من السعودية، وهذا يعني -بحسب القوى الغربية- أن على دول الخليج أن تظهر قدراً كافياً من تجفيف الفكر الديني الذي يرونه منبعاً للإرهاب.

هذه المؤشرات ظهرت لها مؤخراً قرائن كثيرة في الإعلام الغربي، ومقالة فريدمان الأخيرة هي أحد وسائل الخليج لتهدئة الغرب وبعث تطمينات بمحاولة تسليط الضوء في الصحافة الغربية على بعض مظاهر اللبرلة المحلية، فهي رسالة معاكسة لا كما فهما البعض.

والدور الذي يقوم به اللبرالي السعودي اليوم هو تحريض الغرب وإشعاره أن الحقبة الملكية الحالية تحاول التخفيف من خطوات اللبرلة التي قامت بها الحقبة الملكية السابقة مغازلةً للتيار المتدين، ويقوم اللبرالي السعودي بهذا الدور عبر الكتابة العامة أو عبر اللقاءات الخاصة والسرية مع الصحفيين الأجانب الذين يزورون المملكة كثيراً، فيحرضون الغرب على دولتهم، ثم يتظاهرون علناً بالكتابة بلغة النياحة الوطنية.

ولذلك تشم في الرسالة الأمريكية الظاهرة في الإعلام الغربي الإشارة إلى مسألة مواصلة جهود اللبرلة أو التراجع عنها؟! والمقارنة بالحقبة الملكية السابقة.
لذلك فمن المتوقع بروز “مظاهر لبرلة” جديدة تحت هذه الضغوط قد تفاجئ المراقب البسيط لكنها لا تفاجئ من يستحضر الصورة الكلية لصناعة الواقع.

ومن أعظم الدروس في هذه الظاهرة ثلاثة :

الأول : شؤم الغلو على دول المسلمين وأنه يوفّر أعظم حجة للتغريب القسري.
والثاني : خيانة الليبرالية المحلية وتأجيجها لشراهة المستعمر ضد دولتهم وأهل بلدهم ودينهم.
والثالث : الهشاشة السياسية العميقة لدول المسلمين في عالم اليوم.

وأما علاقة الناشطين والكُتّاب السياسيين الإسلاميين بالحقبة الملكية الحالية وإظهارهم للإطراء السياسي بما لم يوجد له نظير مسبقاً، وخصوصاً مع عاصفة الحزم؛ فقد رأى البعض أنها “استجابة ساذجة ومستغربة لديماغوجية السلطة”، وأنه مديح لم يظهر على الواقع ما يبرره، حتى أنهم استغربوا صدورها من شخصيات إسلامية كانت تترنم على وقع ألحان “الاستقلال السياسي”، ويظهر لي أن هذا تفسير غير دقيق بصرف النظر عن التصويب والتخطئة.

ففي ظني أن هذه الظاهرة في الإطراء السياسي الاستثنائي هي اجتهاد لاحتواء الفاعل الخليجي الأهم باتجاه مشاركة المحور التركي/القطري في مساندة ثورات الشعوب المسلمة وحالتها العصيبة، والانسحاب عن محور أبو ظبي رأس الثورة المضادة، و”صراع الاصطفاف الثوري” هذا يفسر أكثر الجدل الذي دار، بغض النظر عن تخطئة أو تصويب هذا الاجتهاد، وإنما المراد الفهم.

وأما سؤالك عن العمل؟ فالذي أوصيك به، وأوصي إخواني الشباب ممن أحب لهم الخير: أن يتحاشوا الانهماك في متابعة الجدليات السياسية في هذه الحقبة، ويكرسوا أنفسهم بكل جدية ودأب للتحصيل العلمي وبث الخير والوعي في الناس بحسب الإمكان، والاجتهاد في تقديم خطاب دعوي لا يصادم عقول الناس بل يتلطف لهم في العرض دون تبديل الأحكام الشرعية.

ومن أعظم أخطاء التفكير الدعوي لدى الشباب: كثرة السؤال عن الجزء غير المقدور عليه، وترك الجزء المقدور عليه من الإصلاح! وهي من حيل الشيطان في المشاغلة عن العمل.

وإذا استنفد طالب العلم جهده في بث الخير والوعي فقد أدى ما عليه، فإن استجاب المجتمع فهذا فضل الله، وإن لم يستجب فهذا قدر الله، ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه إلا الرجل والرجلين،ويأتي النبي يوم القيامة وليس معه أحد.

المصدر : ask ابراهيم السكران سنة 2015

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 5 =