فإذا كان ذلك الزمان حلت العزوبة‏

الزمن الذي تحل فيه العزوبة

الزمن الذي تحل فيه العزوبة
قالوا للشيخ أنس يفضها سيرة ..
الموجة عالية و خطيرة ..
جيل مسكين ..
تربى على جيرسى و شيبسى والمجمدات ..
لم يعرف دفء الفرن القديم و حلقات السمر برائحة الخبيز ..

ابوه .. اغلب عمره غربة .. فى خدمة عبودية العيش …

امه فتنت بسحر التلفاز .. و المحمول .. ودارت رأسها بمتابعة اخر صيحة .. و صويحبات النميمة فى المنتديات ..
فكيف تطالبه ان يصنع بيتا .. لم يذق طعمته ..!!

ثم تعليم .. طويل…ممتد السنوات .. كتجنيد اجبارى .. بلا مخرجات حقيقة الا فيما ندر ..
يعزز فصل الافراد .. وكبت الرغبات و تأجيلها ..ولو كانت مشروعة ..

ويقر بعد ذلك الاعتياد ..
على الرتابة اليومية .. والخمول الفكرى ..

منازل .. ضيقة .. اشبه بعلب الكبريت او السردين ..

العيش فيها نوع من العقاب .. والستر مهتوك بين الجيران ..
فللحائط مئة اذن جائعة لخبر ..

مدن تحكمها جبابرة ..
بمرسوم صباحى .. تتغير اقدار .. وتهبط وترفع اناس ..
بلا منطق .. سوى رؤية طبيب الفلاسفة ..

جيل بدأ فترة وعيه و مراهقته ..
بمعاينة عملية ” الصدمة والترويع ” بالبث الحى ..
والتى اعلنتها واشنطن على بغداد ..
ثم توالت تساقط الحواضر ودمارها واحدة تلو الاخرى والمسلسل مستمر و يزداد سخونة …

فصار الخوف من الغد والشك فى قدارته و نوايا الاخرين قرنائه .. يتعثر بهم فى الطرقات …ويشتم رائحتهم عند كل منعطف ..

فكيف تاتى لتحاوره منطقيا .. فى الاحجام عن الارتباط ؟!

وكأنك .. تلوم على المريض بالتحسس .. مقاومته لرائحة الفراولة اليانعة الطازجة ؟! ..

وكان بما لك من علم ان تفهم .. ان المصاب كبير .. ونتاج تفاعل انسانى مجتمعى متشعب ..
وان الامتناع صرخة احتجاج ..
ضد اهل و نظام .. قبل اى شىء

فاذا مرضت الجماعة بالانانية
و تشابهت النفوس .. والتى طبعت بماكينة الثقافة الرائجة .. فاصبحت كلها نسخا مقلدة ..
فكيف يحدث الاختلاف و التجاذب
وحتى من نجا و كان من ( المختلف ) يتم قمعه .. لا الترحيب به كحلية .. تظهر التنوع وتوسيع المدركات ..

اخبروا أنسا .. ان الأنس قد ولى ..
انه قد اتى زمان تحل فيه العزوبة ..

وان رجالا كان يعوذون بنساء طلبا للمتعة و الولد
و نساء كان يعوذون برجال طلبا للتباهى و درءا للعنوسة

فزادوهم رهقا !!

العزوبة في آخر الزمان

وانه لما ضحينا بالدين لاجل دنيا ..
ضاقت المعايش اكثر فاكثر ..
واصبحت المعصية تفضى لاخرى .. فاخرى ..
ولم ننل رضا الناس بعد ان اقمنا بغضب الله ..
وان الارض و ناسها تنكرت لنا وادارت ظهرها ..
كما صارت السماااء عنا جد بعيدة !!!

وانتصر الشيطان .. وضحك وهو يقلبنا بين يديه وهو على عرشه ينتفخ ..
فصار الجحيم هو الاخرون
كما بشر أبو العدمية ..سارتر
ليعلو ملك الملعون تلك الايام .. قبل ان يسقط مدحورا بعد خسارات وثأرات مروعة ..
و ليتها لم تكن ..

Turning man against his brother til man exists no more !!

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − إحدى عشر =