رهان باسكال في التدليل على وجود الله

رهان [باسكال] في التدليل على وجود الله .عمرو بسيوني
رهان باسكال .
المؤمن : [الله موجود ، أو غير موجود ] ، على ماذا تراهن ؟
الملحد : لا أريد المراهنة .
المؤمن : ولمَ ؟
الملحد : لأن في الرهان مجازفة .
المؤمن : وبماذا تجازف ؟
الملحد : بحريتي وإرادتي .
المؤمن : صحيح ، أنت حر ، وتستطيع أن تنكر وجود الله ، ، وتضرب بحقائق الدين عرض الحائط إذا أردت .
كما تستطيع أن تقرر وجود الله ، وتقبل حقائق الدين إذا شئت ، ولكنك لا تستطيع أن تتجنب الاختيار بين واحد من الأمرين .
الملحد : ولم الاختيار ؟
المؤمن : لأنك في سفر ، والرحلة قصيرة ، والموت قريب ، وربما كان عاجلا ، مفاجئا ، وإن أرجأت الاختيار لحظة ربما تفوت عليك الفرصة .
الملحد : هذا صحيح ، لكن كيف أختار ، ولا نور يهديني ؟
المؤمن :المسألة ليست مسألة معرفة وبرهان ، بل مسألة مكسب وخسارة !
مكسب هائل ، أو خسارة عظمى ، مسألة حياة أو موت ، ففي أي الناحيتين مصلحتك؟ .
(الله موجود أو غير موجود )
لنفرض الأول : (الله موجود) : لو اعترفت بوجود الله واتبعت وصايا الدين كسبت الحياة الأبدية والسعادة اللامتناهية .
أما إذا أنكرت وجوده وعصيت أوامر الدين فقد خسرت كل شيء ، ودفعت نفسك في عذاب أبدي .
ثم فلنأخذ الآن الفرض الثاني : (الله غير موجود) : سواء قبلت الفرض أو رفضته ما كسبت ولا خسرت شيئا .
فإن راهنت على أن الله موجود ؛ كسبت كل شيء في الفرض الأول ، ولم تخسر شيئا في الفرض الثاني .
====
هذا هو (رهان) [باسكال] ، الشهير ، في التدليل على وجود الله بطريقة الخطاب الربحي ، وهو ملائم لعقل كثير من الملحدين القاصرين عن النظر في البرهان ، أو الفاقدين لبريق المعدن الفطري القابل للنور الإلهي .
* قلت : ولهذا الرهان أصل في الفلسفة الشرقية ، في قول أبي العلاء المعري :
– قال المنجم والطبيب كلاهما * لا تحشر الأجساد ، قلت : إليكما !
– إن صح قولكما ؛ فلست بخاسر * أو صح قولي ؛ فالخسارة عليكما !
عمرو بسيوني