df22b lwiss3atiyatallah

دعه يمر … دعه يموت!!لويس عطية الله
عاش آباؤنا فمتنا … 

واليوم قررنا أن نموت .. ليعيش أبناؤنا ! 

هكذا وبكل بساطة وفي خلال عام واحد اكتشفنا أننا كنا في الخمسين عاما الماضية مجرد (أحياء) .. وبدأنا نشعر بقيمتنا وبحياتنا .. عندما بدأنا نموت ! لكن هذه المرة ليس موتا بيد العدو بل موت اختياري وبمحض إرادتنا .. 

إذا هو قانون صحيح في كل الأحوال .. إذا أردت أن تعيش فمت ! 

أسامة بن لادن فهم هذا القانون في وقت مبكر .. فكان هو ورجاله يطلبون الموت في كل سهل ووعر ليعيشوا .. 
قانون الموت الباعث على الحياة صوره القرآن في صورتين .. 
الأولى أن القصاص حياة .. نعم حياة لمن بقي من الناس عندما يردعهم القصاص عن تكرار القتل .. 

الثاني أن الشهيد الذي يذهب بنفسه للموت ثم يقتل لا يموت .. بل هو حي ! 

وصور هذا القانون شوقي أيضا في قصيدته في دمشق .. 

ففي القتلى لأجيال حياة *** وفي الأسرى فدى لهموا وعتقُ ! 

وقد قيل .. أطلبوا الموت توهب لكم الحياة .. 

عندما انطلق محمد عطا رحمه ومن معه بالطائرة صوب البرجين … كان يدرك أنه لن يموت .. 

أولئك النفرين الذين ركبا في الزورق .. ثم دمرا ما يسمى بالـ ( المدمرة كول ) كانا يدركان جيدا أنهما لن يموتا ! 

عبد الباسط عودة .. وفاء إدريس .. وغيرهم رحمهم الله أجمعين وجمعنا بهم في جنات النعيم .. فهموا ذلك القانون البسيط فقدموا أرواحهم ليعيشوا وتعيش من خلفهم الأجيال .. 

كل مؤمن يقرأ القرآن سيفهم هذا القانون بدون الحاجة لـ (عالم ) أو ( مثقف ) أو ( مفكر ) يفهمه كيف تكون الحياة عن طريق ( الموت ) 

بل إني أجزم أن كثيرا من ( أهل العلم ) والمفكرين والمتفلسفين والمثقفين .. ما زالوا يجهلون هذا القانون البسيط والواضح .. 

والمقال الذي نشره ( راعي العارض ) أو ( ناب ) كما يقول البعض ويخاطب فيه الرئيس بوش ويتوعده بـ ( أننا كلنا بن لادن ) 

يدل على فهم متأخر ولكن على أية حال أفضل ممن لم يفهم الأمور بصورتها الحقيقية بعد .. 

قرأت في أحد المنتديات مقالا لكاتبة رائعة تقول إنها لم يعد لديها رغبة سوى في أن يتحول جسدها (أقول جسدها الطاهر ) إلى ( قنبلة متفجرة ) لكنها تتمنى أن ( تنفجر ) في أحد الحكام العرب ! 

صرخات الألوف من الغاضبين في مصر ، والعراق وسوريا والأردن وبنين ومدغشقر ومالي والسنغال والبحرين وجزر كوريا موريا ! و… و… و … كلها تطلب شيئا واحدا ! 

افتحوا الحدود … نريد أن نمـــــــــــوت ! 

لا يريدون سوى الحياة .. عفوا أقصد الموت ولكن لا بأس فالكلمتان أصبحتا متطابقتين عندنا نحن المسلمين .. الموت يعني الحياة .. وحياتنا بشكلها الحالي تعني الموت .. إذا لا فرق بين الكلمتين ولا يحدث كبير إشكال لو وضعنا أحدهما مكان الأخرى .. 

عفوا ..أستغفر الله كلامي السابق خطأ .. لا ..بينهما فرق .. عندما تموت لتعيش .. أو عندما تعيش لتموت هناك فرق أليس كذلك ؟ 

لكن حكامنا الأشاوس .. يحسدوننا ولا يريدون لنا سوى الموت .. عفوا أقصد الحياة .. الحياة التي يصنعون هم تفاصيلها .. ولذا يرفضون أن نموت أقصد نحيا كما نريد .. 

هل تلاحظون أنني أصبحت في وضع لم أعد أفرق فيه الكلمتين ! 

لا يريدون أو لا يستطيعون أن يفتحوا الحدود لنا .. ! 
نحن مخطئون .. لا يصح منا أن نكون بهذه السلبية .. فما دمنا ذاهبين إلى الموت فلماذا ننتظر أخذ الإذن منهم ؟ 

حسنا هذا يدل على أنه لا يزال بيننا كذبة غير صادقين في طلب الموت .. الحياة .. 

لا تقلقوا لن يطول الأمر كثيرا .. سوف نصل لوضع أفضل بحيث ننتزع موتنا كما نريد وفي الوقت الذي نريد .. 

وفي هذه اللحظة .. يمكنني توجيه رسالة لكل حاكم عربي يمنع مسلما من محاولة عبور الحدود .. 
أقول له .. 
دعه يعبر .. دعه يموت .. 
أيضا أخطأت هذه المرة .. 
أعني دعه .. يعيش

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 1 =