2f4de ibrahiim
أي متدبر لكتاب الله لابد أن يبهره ويدهشه ويأخذ بمجامع قلبه: تعظيم القرآن لتوحيد الله بالعبادة،وتجريد القلب له سبحانه
وأي متدبر لكتاب الله لا بد أن تستولي عليه الهيبة من تشنيع القرآن على صرف شيء من العبادة لغير الله سبحانه، أي عبادة
 تأمل قول نبي الله نوح (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
وتأمل قول نبي الله هود (وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
وتأمل قول نبي الله صالح (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
وتأمل قول نبي الله شعيب (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
تأمل في الجملة السابقة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) لماذا تواطأ الأنبياء على نفس العبارة؟ إنها وحدة القضية!
بل تأمل كيف أخبر الله خبراً عاماً عن قضية الأنبياء (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
والتوحيد المقصود هو التوحيد بمفهومه الشامل: توحيد الله في الشعائر، وتوحيد الله في التشريع، وغيرها من مظاهر التوحيد
والشركيات المقصودة هي بمفهومها العام:الاستغاثة بالأولياء،والطواف حول الأضرحة، وشرك التشريع، وشرك الرياء والشهرة، الخ
قال في كتاب التوحيد(باب من أطاع العلماءوالأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ماحرمه، فقد اتخذهم أربابا من دون الله)
وهذا الباب السابق الذي بوّبه المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد: يعكس عمق وشمول مفهوم التوحيد عنده رحمه الله
والشركيات البدائية كمظاهر القبورية وصرف العبادة لغير الله في الأضرحة والمزارات يجب أن تكون من أولويات العمل الإسلامي
وفي دول الربيع العربي اليوم أضرحة تصرف فيها أصول العبادات والشعائر الكبرى لغير الله، وهي من بقايا تركة النظم الفاسدة
وقد ارتفعت جسور(الحرية الدعوية) في دول الربيع ولله الحمد؛ بما يوجب العناية بنشر الوعي بقضية الأنبياء: التوحيد والشرك
سأضرب بعض الأمثلة من واقع الدول العربية، ومن كان مقيما في أحد هذه الدول من إخواننا المتابعين سيفيدنا أكثر
 في صحيفة المصري اليوم ديسمبر 2006م: في مولد الشاذلي في مصر ينحر ذبائح تصل إلى (120) ألف رأس من الخراف والماعز والإبل
في حوار لوزير الأوقاف المصري في 2006م يقول : حصيلة النذور في مصر في الفترة (2005-2006) بلغت 52 مليون جنيه
ولاحظ في الصورة المرفقة ضريح البدوي، وحوله المعتكفون والطائفون كأنه كعبة، يصرفون له العبادات http://t.co/XQhgCyDz
ويمكن أن ينقل لنا إخواننا القراء المقيمون في دول الربيع بعض الصور والمشاهدات والنماذج للشركيات المنتشرة بين العامة
ومن الخلل في التوحيد عنده هذه الأضرحة:الاستغاثة بالموتى،وترتيب أوراد ورسوم معينة للزيارة، واختلاق الأكاذيب في فضائله
وفي ليبيا: من أشهر الأضرحة التي تصرف عندها شركيات: الأسمر بزليتن، وزروق بمصراتة، الشعاب الدهماني بطرابلس، وغيرها
وفي تونس: من أشهر الأضرحة التي تصرف عندها شركيات: مقام منوبية، سيدي بوشوشة، سيدي عبدالقادر، وغيرها
ما المطلوب؟ المطلوب أن يتذكر الإسلاميون بدول الربيع منةالله عليهم، ويتذكروا قضية الأنبياء، فيدعوا للتوحيد بـ”الحكمة”
هذه وظيفة التمكين (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فالله الله
من دلائل السمو الحرص على نفع الناس وأعظم النفع أن تنقذ أخاك من النار ويدخل الجنة بسببك (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا)
ومن أعظم الأنانية واللامبالاة أن ترى الرجل واقعاً في الشركيات التي ستدهور مصيره الأبدي، ثم لا تفكر بإنقاذه ومساعدته
 قد تجد أناسا يسخرون من عنايتك بقضية الأنبياء(التوحيد/الشرك)، لابأس، تذكر من سخر بالأنبياء (ولقد استهزئ برسل من قبلك)
بل أخبر الله أن السخرية بدعاةالتوحيد ظاهرة تاريخية عامة (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون)
لاشك أن الحرص على معيشةالناس الدنيوية مهم،لكن الأهم الحرص على المعيشةالأبدية، التي قال الله عنها(فهو في عيشة راضية)
 نعم، يجب على الدعاة رفع المستوى المعيشي للناس، ولكن أهم منه ما قال عنه نبينا كما في البخاري (لا عيش إلا عيش الآخره)
كيف ترى الرجل يوشك أن يحبط عمله بسبب الشرك وتتركه ببرود! (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك)
ومن أهم الحلول:السعي لنشر الدروس والخطب والكتب والمقالات للتوعية بخطر الشرك، وأنه يهدد المستقبل الأبدي.. إنها النار!
ومن الحلول: إنشاء المعاهد والجامعات الشرعية بدول الربيع ،فهي محاضن العلم، ومناخات نمو المعرفة. فأين رجال الأعمال؟
ومن حذق داعيةالتوحيد في دول الربيع أن لا يربط نفسه بعالم معين، كابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب، بل بـ(الوحي) مباشرة
 الذب عن الإمامين ابن تيمية ومحمدبن عبدالوهاب عمل جليل، ولكن أجل منه إنقاذ المتهافتين على الأضرحةمن عذاب النار السرمدي
بكل صراحة: يدي على قلبي أن يكون بعض الإسلاميين التهمتهم غمرات العمل السياسي ونسوا قضية الأنبياء الأولى في القرآن
ليس النقاش في آليةالتعامل مع هذه الشركيات،فهي مسألةاجتهادية، الأهم أن يكون ببالنا إنقاذ الناس من أخطر أزمة وهي الشرك
يا أهل السنة من سيعمل للتوحيد إن لم تعملوا؟ الليبراليون استرقّهم الغربي وغلاة الطاعة استرقهم ولاتهم ولم يبق إلا أنتم
 الليبراليون (بدرجاتهم) عبيد للنظام الغربي، وغلاة الطاعة رسالتهم في الحياة الدفاع عن نظام سياسي بعينه، فمن للتوحيد؟!
هذه بعض الخواطر حول قضية القرآن الأولى (التوحيد/الشرك) بعد ارتفاع سقف الحرية الدعوية في دول الربيع، واهلا بتعقيباتكم

01/2013

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 2 =