الترك في أحاديث آخر الزمان من هم ؟

الترك في أحاديث آخر الزمان

مقتطف يسير من كتاب عصر الظهور للباحث الشيعي علي الكوراني يتناول فيه اجابة سؤال من هم الترك في أحاديث آخر الزمان ؟

الترك في أحاديث آخر الزمان

الترك ودورهم في عصر الظهور المرجح عندنا أن المقصود بالترك في أحاديث حركة الظهور الشريفة هم الروس ومن حولهم من شعوب أوربا الشرقية. فهم وان كانوا مسيحيين تاريخيا، ومن شعوب مستعمرات الإمبراطورية الرومية، حتى أنهم ادعوا وراثتها وتسمى ملوكهم بالقياصرة، كما فعل الألمان وغيرهم. إلا أنهم :

أولا، من قبائل منطقة الشرق الآسيوي الأوربي المتعددة، التي تسمى جميعا في الأحاديث الشريفة وفي التاريخ الاسلامي (قبائل الترك، وأمم الترك) فهذا الاسم يشمل بالإضافة إلى ترك تركيا وإيران، قبائل التتار والمغول والبلغار والروس وغيرهم.

وثانيا، لان المسيحية وصلتهم متأخرة ولم تتأصل فيهم، بل ظلت قشرة سطحية وأسوأ حالا منها في شعوب أوربا الغربية، وظلت ما ديتهم الوثنية هي الغالبة. ولعل هذا هو السبب في خضوعهم لأطروحة الشيوعية المادية الالحادية، وعدم نهوضهم لمقاومتها.

وثالثا، أن الأحاديث الشريفة الواردة في تحرك الترك ضد المسلمين وإن كان بعضها ينطبق على تحرك الترك المغول وزحفهم المعروف على بلادنا في القرن السابع الهجري. إلا أن عددا منها يصف تحركهم الذي تتصل أحداثه بظهور المهدي عليه السلام، وتعاونهم ضدنا مع الروم، واختلافهم معهم في نفس الوقت، وهو أمر لا ينطبق الا على الروس، أو إذا طال الامر، على ورثة دولتهم من الأقوام ذات الأصول التركية في روسيا وأوربا الشرقية.

الترك الخزر و الترك السلاجقة

وهذه نماذج من الأحاديث التي رود فيها ذكر دورهم في عصر الظهور.
فمنها، أحاديث الفتنة الأخيرة على المسلمين على يدهم ويد الروم، التي تقدم ذكرها، والتي لا يمكن تفسيرها الا بهجمة الغربيين والروس على بلاد المسلمين في مطلع هذا القرن، والتي هي مستمرة حتى يكشفها الله تعالى بحركة التمهيد للمهدي في الأمة، ثم بظهوره المبارك أرواحنا فداه.

ومنها، أحاديث حرب السفياني مع الترك، والمرجح أيضا أن يكون المقصود بهم الروس، لان السفياني حليف للروم واليهود، بل ورد أن حركته في منطقة سوريا والأردن تكون على أثر سيطرة الترك على سوريا، ولو صحت روايتها فهي سيطرة قصيرة لأنها تكون بعد فشل ثورة العلج الأصهب ” فإذا قام العلج الأصهب وعسر عليه القلب (أي العاصمة أو المركز) لم يلبث حتى يقتل، ويطلب بدمه الأكحل، فهناك يرد الملك إلى الشرك (الترك) ” إلزام الناصب ج 2 ص 224 والأصهب والأبقع في أحاديث الظهور هما الزعيمان المناوئان لحركة السفياني، اللذان ينتصر عليهما ويسيطر على المنطقة.

ولم أحد أحاديث عن قتال السفياني للترك في دمشق أو حولها، ولكن وردت أحاديث كثيرة متواترة اجمالا عن معركته العظيمة معهم في قرقيسيا على الحدود السورية العراقية التركية، ووصفت هذه المعركة بأنها من الملاحم الكبرى الموعودة من قديم، وأن سببها صراع على كنز يكتشف في مجرى نهر الفرات أو قرب مجراه في تلك المنطقة.

نزول الترك الجزيرة

على أن من المحتمل أن يكون المقصود بالترك في هذه المعركة ترك تركيا وليس الروس، ويحتمل أن تكون روسيا وراء معركة الأتراك مع السفياني. وسيأتي ذكر حرب قرقيسيا في أحداث بلاد الشام وحركة السفياني، إن شاء الله.
ومنها، أحاديث ثورة آذربيجان في مواجهة الترك. فعن الإمام الصادق (ع) قال ” لابد لنا من آذربيجان لا يقوم لها شئ، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا على الثلج ” غيبة النعماني ص 170.

وقد يفهم من قوله عليه السلام ” لابد لنا من آذربيجان لا يقوم لها شئ ” أنها حركة هدى في آذربيجان أو من أهلها، وأنه يجب الانتظار والتريث بعدها حتى تبدأ العلامات القريبة، وقد تكون في مواجهة الروس كما يفهم من الحديث التالي عن النبي صلى الله عليه وآله قال ” للترك خرجتان، خرجة فيها خراب آذربيجان، وخرجة يخرجون في الجزيرة يخيفون ذوات الحجال، فينصر الله المسلمين.
فيهم ذبح الله الأعظم ” الملاحم والفتن ص 32.

وإذا نظرنا إلى هذا الحديث بمفرده فيحتمل أن يكون من أحاديث الاخبار بغزو الترك المغول للبلاد الاسلامية حيث وصلوا إلى آذربيجان في المرحلة الأولى وخربوها، ثم وصلوها إلى الفرات، وكان النصر عليهم للمسلمين، وكان فيهم الذبح الأعظم في عين جالوت وغيرها. ولكن بالجمع بينه وبين الحديث المتقدم وغيره يحتمل أن يكون المقصود بالترك فيه الروس،

وتكون خرجتهم الأولى قبل علامات الظهور القريبة في احتلالهم لأذربيجان قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، والثانية خروجهم إلى الجزيرة التي هي اسم لمنطقة بين العراق وسوريا قرب منطقة قرقيسيا، فيكون خروجهم إليها من أجل معركتهم مع السفياني. ويكون معنى أن النصر للمسلمين فيها النصر غير المباشر بهلاك أعدائهم الجبارين، لان معركة قرقيسيا كما ستعرف ليس في أطرافها راية هدى أو راية يكون في انتصارها نصر للمسلمين، وانما بشر بها النبي والأئمة صلى الله عليه وآله لان فيها هلاك الجبارين بسيوف بعضهم.

من هم الترك

ومنها، أحاديث نزول الترك الجزيرة والفرات. ومن المرجح أن يكون المقصود بهم الروس لأنها تقارن نزولهم بنزول الروم الرملة بفلسطين والسواحل. وقد ذكرنا أن قرقيسيا على مقربة من الجزيرة التي تسمى ديار بكر وجزيرة ربيعة، وهذا هو المفهوم من لفظ الجزيرة عندما تطلق في كتب التاريخ، وليس جزيرة العرب، أو جزيرة أخرى.

ولا ينافي ذلك أن الترك المغول نزلوا الجزيرة والفرات في زحفهم في القرن السابع الهجري، وقد حسبها بعضهم يومذاك من علامات الظهور القريبة، فإن العلامة القريبة هي نزولهم ثم معركتهم مع السفياني في قرقيسيا.

وبالمناسبة فان أحاديث فتنة الترك المغول وغزوهم لبلاد المسلمين هي من أحاديث الملاحم ومعاجز النبي صلى الله عليه وآله التي كان يعرفها المسلمون ويتداولونها في صدر الاسلام، ثم كثرت روايتها وتداولها أثناء الغزو المغولي وبعده، ولكنها تذكر انجلاء فتنتهم وانتصار المسلمين، دون أن تذكر ظهور المهدي عليه السلام على أثرهم، كما في أحاديث الترك التي نحن بصددها.

الترك في أحاديث آخر الزمان للترك خرجتان

وهذه نماذج من أخبار غزو المغول: فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال ” كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة. يلبسون السرق والديباج.
ويعتقبون الخيل العتاق. ويكون هناك استحرار قتل، حتى يمشي المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور.
فقال له بعض أصحابه: قد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك عليه السلام وقال للرجل، وكان كلبيا: يا أخا كلب، ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلم من ذي علم. وإنما علم الغيب علم الساعة وما عده الله سبحانه بقوله ” إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس بأي أرض تموت.

الآية ” فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد، ومن يكون من النار حطبا، أو في الجنان لنبيين مرافقا. فهذا علم الغيب الذي لا يعلم أحدا إلا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم عليه جوانحي ” نهج البلاغة – الخطبة 128.

الترك بنو قنطوراء

ومنها، أحاديث قتال المهدي عليه السلام للترك، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال ” أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهم، ويأخذ ما معهم من السبي والأموال، ثم يسير إلى الشام فيفتحها ” بشارة الاسلام ص 185.
والتعبير بأول لواء يعقده يعني أنه أول جيش يبعثه عليه السلام ولا يشارك فيه شخصيا، وقد ورد في الأحاديث أنه يبعثه بعد خوله إلى العراق، وبعد أن يكون خاض عدة معارك لتحرير الحجاز والعراق.

ترد الترك الجزيرة

ويحتمل أن يكون المقصود بالترك هنا ترك تركيا، ولكن الأقرب أن يكونوا الروس الذين يحاربهم السفياني في معركة قرقيسيا، ثم لا يكون النصر لطرف منهم على الاخر، ثم يكون استئصالهم على يد المهدي عليه السلام، كما تذكر الأحاديث، ويكون خراب بلادهم بالصواعق.

ومنها، أحاديث أن خراب بلاد الترك بالصواعق، أي الزلازل.
ويحتمل أن يقصد بها وسائل الحرب التي تصعق وتزلزل كالصواريخ مثلا.

من هم الترك في أحاديث آخر الزمان
ويبدو أن ذلك يكون على أثر حربهم للمهدي عليه السلام، وأنه يكون تدميرا واسعا ينهي قوتهم، حيث لم يرد لهم ذكر بعدها في أخبار الظهور، بل وردت عبارة عنهم بعد خرجتهم الثانية تقول ” فلا ترك بعدها ” وهذا مما يرجح أنهم الروس، حيث لم يرد تعبير من هذا النوع في أخبار الظهور عن شعب مسلم.

ملحوظة خارج نص الكتاب

  • الترك امة كبيرة تنقسم الى قسمين: الترك الخزر الصقالبة السلاف ، والترك السلاجقة.
  • الترك المقصودين في غالبية روايات اخر الزمان هم الترك الخزر الصقالبة السلاف بنو قنطورة ، الروس حاليا.
للمشاهدة معركة قرقيسيا علي الكوراني

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 14 =