ابن تيمية : رسالة في الجواب عن سؤال عن الحلاج هل كان صديقا أو زنديقا ؟

5648a hallaj
ابن تيمية : رسالة في الجواب عن سؤال عن الحلاج هل كان صديقا أو زنديقا ؟

نص السؤال:
ما يقول السادة العلماء رضي الله عنهم في الحلاج الحسين بن منصور: هل كان صديقا أو زنديقا؟ وهل كان وليا لله متقيا له، أم كان له حال رحماني، أو من أهل السحر والخزعبلات؟ وهل قتل على الزندقة بمحضر من علماء المسلمين، أو قتل مظلوما؟ أفتونا مأجورين.
الجواب   
فأجاب شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، قدس الله روحه.
الحمد لله رب العالمين.
الحلاج كان زنديقا
الحلاج قتل على الزندقة، التي ثبتت عليه بإقراره وبغير إقراره، والأمر الذي ثبت عليه مما يوجب القتل باتفاق المسلمين، ومن قال: إنه قتل بغير حق فهو إما منافق ملحد، وإما جاهل ضال.
والذي قتل به ما استفاض عنه من أنواع الكفر، وبعضه يوجب قتله، فضلا عن جميعه. ولم يكن من أولياء الله المتقين، بل كان له عبادات ورياضات ومجاهدات، بعضها شيطاني، وبعضها نفساني، وبعضها موافق للشريعة من وجه دون وجه، فلبس الحق بالباطل.
بعض أخبار الحلاج
وكان قد ذهب إلى بلاد الهند، وتعلم أنواعا من السحر، وصنف كتابا في السحر معروفا، وهو موجود إلى اليوم، وكانت له أقوال شيطانية، ومخاريق بهتانية.
وقد جمع العلماء أخباره في كتب كثيرة أرخوها، الذين كانوا في زمنه، والذين نقلوا عنهم مثل ابن علي الخطبي ذكره في “تاريخ بغداد”، والحافظ أبو بكر الخطيب ذكر له ترجمة كبيرة في “تاريخ بغداد”، وأبو يوسف القزويني صنف مجلدا في أخباره، وأبو الفرج بن الجوزي له فيه مصنف سماه “رفع اللجاج في أخبار الحلاج”، وبسط ذكره في تاريخه.
وذكر أبو عبد الرحمن السلمي في “طبقات الصوفية” أن كثيرا من المشايخ ذموه وأنكروا عليه ولم يعدوه من مشايخ الطريق وأكثرهم حط عليه.
وممن ذمه وحط عليه أبو القاسم الجنيد، ولم يقتل في حياة الجنيد، بل قتل بعد موت الجنيد، فإن الجنيد توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين والحلاج قتل سنة بضع وثلاثمائة.
وقدموا به إلى بغداد راكبا علي جمل ينادى عليه: هذا داعي القرامطة، وأقام في الحبس مدة حتى وجد من كلامه الكفر والزندقة واعترف به، مثل أنه ذكر في كتاب له: من فاته الحج فإنه يبني في داره بيتا ويطوف به، كما يتطوف بالبيت، ويتصدق على ثلاثين يتيما بصدقة ذكرها، وقد أجزأه ذلك عن الحج. فقالوا له: أنت قلت هذا؟ قال: نعم. فقالوا له: ومن أين لك هذا؟ قال: ذكره الحسن البصري في كتاب “الصلاة”. فقال له القاضي أبو عمر: تكذب يازنديق، أنا قرأت هذا الكتاب وليس هذا فيه. فطلب منهم الوزير أن يشهدوا بما سمعوه، ويفتوا بما يجب عليه، فاتفقوا على وجوب قتله.
لكن العلماء لهم قولان في الزنديق إذا أظهر التوبة، هل تقبل توبته فلا يقتل، أم يقتل لأنه لا يعلم صدقه، فإنه مازال يظهر ذلك؟ فأفتى طائفة بأنه يستتاب فلا يقتل، وأفتى الأكثرون بأنه يقتل وإن أظهر التوبة، فإن كان صادقا في توبته نفعه ذلك عند الله وقتل في الدنيا، وكان الحد تطهيرا له، كما لو تاب الزاني والسارق ونحوهما بعد أن يرفعوا إلى الإمام، فإنه لابد من إقامة الحد عليهم، فإنهم إن كانوا صادقين كان قتلهم كفارة لهم، ومن كان كاذبا في التوبة كان قتله عقوبة له.
فإن كان الحلاج وقت قتله تاب في الباطن فإن الله ينفعه بتلك التوبة، وإن كان كاذبا فإنه قتل كافرا، ولما قتل لم يظهر له وقت القتل شيء من الكرامات، وكل من ذكر أن دمه كتب على الأرض اسم الله، أو أن دجلة انقطع ماؤها، أو غير ذلك، فإنه كاذب، وهذه الأمور لا يحكيها إلا جاهل أو منافق، وإنما وضعها الزنادقة وأعداء الإسلام، حتى يقول قائلهم: إن شرع محمد بن عبد الله يقتل أولياء الله حين يسمعون أمثال هذه الهذيانات، وإلا فقد قتل أنبياء كثيرون وقتل من أصحابهم وأصحاب نبينا والتابعين وغيرهم من الصالحين من لا يحصي عددهم إلا الله، قتلوا بسيوف الفجار والكفار والظلمة وغيرهم ولم يكتب دم أحدهم اسم الله، والدم أيضا نجس فلا يجوز أن يكتب اسم الله تعالى؛ فهل الحلاج خير من هؤلاء، ودمه أطهر من دمائهم؟
وقد جزع وقت القتل، وأظهر التوبة والسنة فلم يقبل ذلك منه، ولو عاش افتتن به كثير من الجهال، لأنه كان صاحب خزعبلات بهتانية، وأحوال شيطانية، ولهذا إنما يعظمه من يعظم الأحوال الشيطانية، والنفسانية، والبهتانية.
وأما أولياء الله العالمون بحال الحلاج فليس منهم واحد يعظمه، ولهذا لم يذكره القشيري في مشايخ رسالته، وإن كان قد ذكر من كلامه كلمات استحسنها.
وكان الشيخ أبو يعقوب النهرجوري قد زوجه بابنته فلما اطلع على زندقته نزعها منه. وكان عمرو بن عثمان يذكر أنه كافر، ويقول: كنت معه فسمع قارئا يقرأ القرآن، فقال: أقدر أن أصنف مثل هذا القرآن، أو نحو هذا الكلام.
وكان يظهر عند كل قوم ما يستجلبهم به إلى تعظيمه، فيظهر عند أهل السنة أنه سني، وعند أهل الشيعة أنه شيعي، ويلبس لباس الزهاد تارة، ولباس الأجناد تارة.
وكان من مخاريقه أنه يبعث بعض أصحابه إلى مكان في البرية يخبأ فيه شيئا من الفاكهة والحلوى، ثم يجيء بجماعة من أهل الدنيا إلى قريب من ذلك المكان فيقول لهم: ما تشتهون أن آتيكم به من هذه البرية؟ فيشتهي أحدهم فاكهة أو حلاوة، فيقول: امكثوا. ثم يذهب إلى ذلك المكان ويأتي بما خبئ أو ببعضه، فيظن الحاضرون أن هذه كرامة له.
وكان صاحب سيمياء وشياطين تخدمه أحيانا، كانوا معه على جبل أبي قبيس فطلبوا منه حلاوة، فذهب إلى مكان قريب منهم وجاء بصحن حلوى، فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان حلاوي باليمن، حمله شيطان من تلك البقعة.
أخبار أخرى عن بعض أصحاب الأحوال الشيطانية
ومثل هذا يحدث كثيرا لغير الحلاج ممن له حال شيطاني، ونحن نعرف كثيرا من هؤلاء في زماننا وغير زماننا، مثل شخص هو الآن بدمشق كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق، فيجيء من الهواء إلى طاقة البيت الذي فيه الناس فيدخل وهم يرونه، ويجيء بالليل إلى (باب الصغير) فيعبر منه هو ورفيقه، وهو من أفجر الناس.
وآخر كان بالشوبك من قرية يقال لها (الشاهدة) يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه، وكان شيطانه يحمله، وكان يقطع الطريق؛ وأكثرهم شيوخ الشر، يقال لأحدهم البوشي أبي المجيب ينصبون له خركاه في ليلة مظلمة ويصنعون خبزا على سبيل القربات، فلا يذكرون الله ولا يكون عندهم من يذكر الله ولا كتاب فيه ذكر الله، ثم يصعد ذلك البوشي في الهواء وهم يرونه ويسمعون خطابه للشيطان وخطاب الشيطان له، ومن ضحك أو سرق من الخبز ضربه الدف ولا يرون من يضرب به. ثم إن الشيطان يخبرهم ببعض ما يسألونه عنه، ويأمرهم بأن يقربوا له بقرا وخيلا وغير ذلك، وأن يخنقوها خنقا ولا يذكرون اسم الله عليها، فإذا فعلوا قضى حاجتهم.
وشيخ آخر أخبرني نفسه أنه كان يزني بالنساء ويتلوط بالصبيان الذين يقال لهم “الحوارات”، وكان يقول: يأتيني كلب أسود بين عينيه نكتتان بيضاوان، فيقول لي: فلان ابن فلان نذر لك نذرا وغدا نأتيك به، وأنا قضيت حاجته لأجلك، فيصبح ذلك الشخص يأتيه بذلك النذر، ويكاشفه هذا الشيخ الكافر.
قال: وكنت إذا طلب مني تغيير مثل اللاذن أقول حتى أغيب عن عقلي وإذ باللاذن في يدي أو في فمي، وأنا لا أدري من وضعه. قال: وكنت أمشي وبين يدي عمود أسود عليه نور.
فلما تاب هذا الشيخ وصار يصلي ويصوم ويجتنب المحارم ذهب الكلب الأسود وذهب التغيير فلا يأتي بلاذن ولا غيره.
وشيخ آخر كان له شياطين يرسلهم يصرعون بعض الناس، فيأتي أهل ذلك المصروع إلى الشيخ يطلبون منه إبراءه، فيرسل إلى أتباعه فيفارقون ذلك المصروع، ويعطون ذلك الشيخ دراهم كثيرة. وكان أحيانا تأتيه الجن بدراهم وطعام تسرقه من الناس، حتى أن بعض الناس كان له تين في كوارة فيطلب الشيخ من شياطينه تينا فيحضرونه له، فيطلب أصحاب الكوارة التين فوجدوه قد ذهب.
وآخر كان مشتغلا بالعلم والقراءة فجاءته الشياطين أغوته وقالوا له: نحن نسقط عنك الصلاة ونحضر لك ما تريد. فكانوا يأتونه بالحلوى أو الفاكهة، حتى حضر عند بعض الشيوخ العارفين بالسنة فاستتابه، وأعطى أهل الحلاوة ثمن حلاوتهم التي أكلها ذلك المفتون بالشيطان.
فكل من خرج عن الكتاب والسنة وكان له حال من مكاشفة أو تأثير فإنه صاحب حال نفساني أو شيطاني، وإن لم يكن له حال بل هو يتشبه بأصحاب الأحوال فهو صاحب حال بهتاني. وعامة أصحاب الأحوال الشيطانية يجمعون بين الحال الشيطاني والحال البهتاني، كما قال تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} [سورة الشعراء: 221، 222].
والحلاج كان من أئمة هؤلاء، أهل الحال الشيطاني والحال البهتاني، وهؤلاء طوائف كثيرة. فأئمة هؤلاء هم شيوخ المشركين الذين يعبدون الأصنام، مثل الكهان والسحرة الذين كانوا للعرب المشركين، ومثل الكهان والسحرة الذين هم بأرض الهند والترك وغيرهم. ومن هؤلاء من إذا مات لهم ميت يعتقدون أنه يجيء بعد الموت يكلمهم ويقضي ديونه ويرد ودائعه ويوصيهم بوصايا، فإنهم تأتيهم تلك الصورة التي كانت في الحياة، وهو شيطان تمثل في صورته فيظنونه إياه.
وكثير ممن يستغيث بالمشائخ فيقول: يا سيدي فلان، أو: يا شيخ فلان اقض حاجتي، فيرى صورة ذلك الشيخ يخاطبه ويقول: أنا أقضي حاجتك، أو أطيب قلبك، فيقضي حاجته أو يدفع عنه عدوه، ويكون ذلك شيطانا قد تمثل في صورته لما أشرك بالله فدعى غيره.
وأنا أعرف من هذا وقائع متعددة، حتى أن طائفة من أصحابي ذكروا أنهم استغاثوا بي في شدائد أصابتهم، أحدهم كان خائفا من الأرمن، والآخر كان خائفا من التتر، فذكر كل منهم أنه لما استغاث بي رآني في الهواء وقد دفعت عنه عدوه، فأخبرتهم أني لم أشعر بهذا، ولا دفعت عنكم شيئا، وإنما هذا شيطان تمثل لأحدهم فأغواه لما أشرك بالله تعالى.
وهكذا جرى لغير واحد من أصحابنا المشايخ مع أصحابهم، يستغيث أحدهم بالشيخ، فيرى الشيخ قد جاء وقضى حاجته، ويقول ذلك الشيخ: إني لم أعلم بهذا، فيتبين أن ذلك كان شيطانا.
وقد قلت لبعض أصحابنا لما ذكر لي أنه استغاث باثنين كان يعتقدهما وأنهما أتياه في الهواء وقالا له: طيب قلبك نحن ندفع عنك هؤلاء ونفعل ونصنع. قلت له: فهل كان من ذلك شيء؟ فقال: لا. فكان هذا مما دله على أنهما شيطانان، فإن الشياطين وإن كانوا يخبرون الإنسان بقضية أو قصة فيها صدق فإنهم يكذبون أضعاف ذلك، كما كانت الجن يخبرون الكهان.
ولهذا من اعتمد على مكاشفته التي هي من أخبار الجن كان كذبه أكثر من صدقه؛ كشيخ كان يقال له الشياح توبناه وجددنا إسلامه، كان له قرين من الجن يقال له “عنتر” يخبره بأشياء فيصدق تارة ويكذب تارة، فلما ذكرت له: إنك تعبد شيطانا من دون الله، اعترف بأنه يقول له: يا عنتر لا سبحانك إنك إله قذر، وتاب من ذلك في قصة مشهورة.
وقد قتل سيف الشرع من قتل من هؤلاء مثل الشخص الذي قتلناه سنة خمس عشرة، وكان له قرين يأتيه ويكاشفه فيصدق تارة ويكذب تارة، وكان قد انقاد له طائفة من المنسوبين إلى أهل العلم والرئاسة فيكاشفهم حتى كشف الله أمره، وذلك أن القرين كان تارة يقول: أنا رسول الله، ويذكر أشياء تنافي حال الرسول، فشهد عليه أنه قال: إن الرسول يأتيني ويقول لي كذا وكذا، من الأمور التي يكفر من أضافها إلى الرسول. فذكرت لولاة الأمور أن هذا من جنس الكهان، وأن الذي يراه شيطان، ولهذا لا يأتيه في الصورة المعروفة للنبي بل يأتيه في صورة منكرة، ويذكر عنه أنه يخضع له ويبيح له أن يتناول المنكر وأمورا أخرى، وكان كثيرا من الناس يظنون أنه كاذب فيما يخبر به من الرؤية، ولم يكن كاذبا في أنه رأى تلك الصورة، لكن كان كافرا في اعتقاده أن ذلك رسول الله، ومثل هذا كثير.
ولهذا تحصل لهم تنزلات شيطانية بحسب ما فعلوه من مراد الشيطان، فكلما بعدوا عن الله ورسوله وطريق المؤمنين قربوا من الشيطان، فيطيرون في الهواء والشيطان طار بهم، ومنهم من يصرع الحاضرين وشياطينه صرعتهم، ومنهم من يحضر طعاما وإداما ويملأ الإبريق ماء من الهواء، والشياطين فعلت ذلك، فيحسب الجاهلون أن هذه كرامات أولياء الله المتقين، وإنما هي من جنس أحوال السحرة والكهنة وأمثالهم.
ومن لم يميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانية اشتبه عليه الحق بالباطل، ومن لم ينور الله قلبه بحقائق الإيمان واتباع القرآن لم يعرف طريق المحق من المبطل، والتبس عليه الأمر والحال، كما التبس على الناس حال مسيلمة صاحب اليمامة وغيره من الكذابين في زعمهم أنهم أنبياء وإنما هم كذابون.
إخبار النبي عن الدجالين والدجال الكبير
وقد قال : “لا تقوم الساعة حتى يكون فيكم ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه رسول الله”.
وأعظم الدجاجلة فتنة الدجال الكبير الذي يقتله عيسي بن مريم، فإنه ما خلق الله من لدن آدم إلى قيام الساعة أعظم من فتنته، وأمر المسلمين أن يستعيذوا من فتنته في صلاتهم. وقد ثبت أنه يقول للسماء: أمطري، فتمطر، وللأرض: أنبتي فتنبت، وأنه يقتل رجلا مؤمنا ثم يقول: قم، فيقوم، فيقول: أنا ربك، فيقول له: كذبت بل أنت الأعور الكذاب الذي أخبرنا عنه رسول الله ، والله ما ازددت فيك إلا بصيرة. فيقتله مرتين ويريد أن يقتله في الثالثة فلا يسلط عليه، وهو يدعي الإلهية.
وقد بين له النبي ثلاث علامات تنافي ما يدعيه،أحدها: أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور. والثانية: أنه مكتوب بين عينيه “كافر” يقرؤه كل مؤمن قارئ وغير قارئ. والثالثة: قوله: “واعلموا أن أحدكم لا يرى ربه حتى يموت”.
فهذا هو الدجال الكبير، ودونه دجاجلة: منهم من يدعي النبوة، ومنهم من يكذب بغير ادعاء النبوة، كما قال : “يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم”.
كان الحلاج دجالا ووجب قتله
فالحلاج كان من الدجاجلة بلا ريب، ولكن إذا قيل: هل تاب قبل الموت، أم لا؟ قال: الله أعلم، فلا يقول ما ليس له به علم؛ ولكن ظهر عنه من الأقوال والأعمال ما أوجب كفره وقتله باتفاق المسلمين، والله أعلم.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + ثلاثة =